المشاركات

ميدوسا": خِزَانَة تَجْر الْبِلَاد اليوم الثامن

صورة
اليوم الثامن قصة :  مروان عبد العال  15/05/2020  :لوحة لموفق قات العروس التي أدمت أشواك البراري قدميها ؛ هي ذاتها التي فتنت قلوب الرجال في أرياف الجليل ، مذ كانت تلعب على عين ماء أو فوق أرجوحة معلقة على غصن شجرة الخروب في ساحة البلدة ، تنمو وسط بيارات اللوز وتظل تنساب كساقية ماء على حافة الطريق الترابي ؛ تنتظر فارسها الملثم بكوفية سوداء ، مال قلبها إليه منذ عرفت أنه واحد من رجال معركة القطمون ، وقاتل في عملية الريس ، ومازالت تحفظ عن ظهر قلب الاهازيج الشعبية لشاعر الثورة نوح إبراهيم . تلمح بطلها يمتطي سرج خيل ، ويأتيها كالصهيل من بعيد ، و يتقدم بين السنابل رويدا رويدا .  "دخل اليهود إلى القرية ، فخرجت "وفية" زوجة "فهيم" لترى ما حل بالبلد،  فتحت باب الدار . شاهدت اليهود في ساحة الجامع ، صرخت بأعلى صوتها : هاتوا "الشحار" و"شحروني" ! ! وفارقت الحياة . " هكذا وصف موتها في (سفر أيوب) و ما حدث في الغابسية ، يوم وقعت في قبضه الغزاة ، اقتحموا بيوتها ، قتلوا أكثر من شاب على حائط الجامع ، والدتها المفتونة بجمال ابنتها ، كانت أول من لبى النداء ، وا

مانفيستو أخير إلى "الفنّان الشّامل" عبد الرّحمن أبو القاسم*

https://www.facebook.com/100383821324674/posts/240224244007297/? مروان عبد العال        وأخيرًا، يترجّل عبد الرّحمن أبو القاسم، اللاجئ الّذي تذوّق باكرًا مرارة الغربة وضيق الحياة والشّوق لفلسطين، مقتلعًا من قريته "صفوريّة" الجليليّة إلى بنت جبيل في جنوب لبنان، ثم إلى مخيّم اليرموك قرب دمشق، وكسائر أبناء شعبه  فيها،  احتضنته سوريا وسوّته بأبنائها، فأعطى وأوفى وأبدع، فكان بحضور ريشة ناجي العلي وخلود أدب غسّان كنفاني؛ من المشرّد الفقير اللّاجئ المبدع، وأكثر "الفنّان الشّامل"،  والمناضل الفنّان في المسرح والتلفزيون والسينما، وليصبح بالفعل من أهم رموز المونودراما في الوطن العربيّ.        هكذا يسدل السّتارة ويتلو بيانه الأخير ويغادر خشبة المسرح، بارعًا في مسرح البطل الواحد؛ ومتنقّلاً من شخصيّة إلى أخرى بفنّ وخفّة، الفنان المونودرامي والممثّل الرّاوي، والبطل الحكواتي، شخصيّات متحوّلة من مضحك ومبكٍ وهجاء سياسيّ وشعر غنائيّ وهذيان وجدل.. تنوّعت أدواته وأدواره وبطولاته وشخصيّاته من التّاريخيّة والأدبيّة والدّراميّة، بمسلسلات وأفلام خالدة، لكنّه ظلّ يعتبر مسرح المونودرامي ذات

أوكسجين فلسطين

    بقلم : كاظم الموسوي   رواية “أوكسجين”, وهذا عنوانها، هي الرواية التاسعة لمروان عبد العال، صدرت عن دار الفارابي، بيروت تموز/ يوليو 2019، وقد صدرت روايته الأولى، سفر أيوب، 2002 عن دار كنعان، دمشق، وصدرت له عن دار الفارابي، الروايات; زهرة الطين، 2006 ، حاسة هاربة ،2008 جفرا.. لغاية في نفسها، 2010، ايفان الفلسطيني، 2011 ، شيرديل الثاني 2013 و60 مليون زهرة2016 ،، والزعتر الأخير، .2017 والروائي مروان عبد العال، عربي فلسطيني، مقيم في لبنان، ومناضل سياسي، وفنان تشكيلي، له إسهامات أدبية وسياسية وفكرية واجتماعية وفنية وثقافية. وحاز كما سجل على الغلاف الخلفي للرواية، عدة أوسمة وميداليات وجوائز منها جائزة القدس للثقافة والإبداع، عام2017 ، وفي هذا الكم الإبداعي يوضع في صف أبرز المبدعين العرب في الرواية والفن وفي الثقافة المقاومة. رواياته تسجل الهم الفلسطيني، أبطالها وأجواؤها وسطورها تنقل ما يعيشه الفلسطيني ويكابده في حياته، وتمسكه بهويته، التي تحاول الروايات والإبداع الفلسطيني عموما عكسها في صفحات ومسميات الإبداع، من النص الأدبي، في الشعر والقصائد والتشكيل والمسرح والغ

ماهر اليماني ترنيمة على إيقاع مسدس!

صورة
بعد ان انتهى العرض المسرحي في ساحة المكتب وعلى صراخ المشاهدين وهرج الصبية خلف الجمهور وهدير موج البحر الجاثم  وراء خشبة المسرح مباشرة، دخل عرّيف الحفل، يحمل بيده عُلبة، ويتقدم نحو مُكّبر الصوت، ليُعلن أنّ  الحفل سيختَتَم بمزاد علني، يعود ريعهُ لدعم  العمل الفدائي. وأفاد أن داخل العُلبة هدية ثمينة، ترمز لرفيقٍ من الجبهة ومناضل من المخيم وبطل يقبع في الأسر بعد عملية بطولية. وبأسلوب مشَوّق، أخذ المعرّف، يعرض طريقة الفوز بها، وهي داخل الصندوق، والذي سيقوم بكشفه امام الجمهور هو الفائز نفسه. والرابح، من يتمكن من الوصول الى الوقت المحدد، وسيعلن عن انتهاء المزاد، عند التوقف عن المنافسة، بحيث يرسو ‏‏المزاد على آخر منافس يبقى حتى اللحظة الأخيرة، ليقوم بعدها بدفع المبلغ  باقتسام الحصيلة مع عدد من المزايدين محقّقين بذلك ‏‏أعلى نسبة تبرع  في منافسة حامية وشيقة. انطلقت عملية المزايدة على الهدية المجهولة التي في الصندوق، وعشرات يتقدمون لدفع مبالغ مالية، بدأت بمبالغ رمزية صغيرة، وانتهت بمبالغ كبيرة وظل المنافسة بين اثنين احدهم شقيق والدي المرحوم العم أبو فؤاد –  لروحه السلام. يومها كان في اجا

رواية اوكسجين رواية الحرية و اكسير الحياة

صورة
- ما الغاية من تسمية روايتك الأخيرة بالأوكسجين .. والى ماذا ترمز ؟ 1- الأوكسجين هو إكسير الحياة ، وهو العنصر الوجودي الذي بدونه نتحول الى أثير . الرواية تتحدث عن حياة مجموعة من المنفيين في مكان اسمه جنة الحياة وهو أشبه بمخيم كوني يتعرض لمشكلة نقص في الأوكسجين ، في حالة ترمز الى  فقدان الاحساس بالأمان والحرية.  فنحن نتوقف عن الحياة ان فقدنا الطريق، وكذلك الحياة تعني  تفاعل الانسان مع كل الأسئلة التي تتعلق  بالذات وبالآخر وإتجاه شعبه و نفسه.  لذلك أن نتنفس يعني ان لا  نيأس ونقرر فجأة  ان نرفع الراية البيضاء ، الاوكسجين يعني أن نستمر في الحب ولن نصد  قلوبنا عن الخفقان للوطن ؛ شرط ان لا نفقد  الطريق الى ارض الوطن ، ترمز الى التمسك بأعمدة السماء حتى لا تسقط الحكاية.. ! وكذلك ، تقول أن من يفرط  بالاوكسجين حُكماً سيغمره الغباء. وكما نعلم أنه لا مقاومة  بلا المعرفة، كما لا حياة بلا اوكسجين، سيكون الانكسار  مثل الاختناق صمتاً وأهمالاً ويأساً و هذا سيكون بمثابة  هزيمة ومنفى في المنفى . من المهم، ولا سيما كفلسطيني،  القول : انظروا! نحن ايضاً نستطيع ان نتنفس ونحيا لأننا نبدع و ننتج جمالاً، ا

قبل ان تنتصر ثقافة الحرب

مروان عبد العال تعلن  "ثورة الفرح" عن نفسها  وسط الاهازيج التي تصدح  بحناجر الشباب ، وتترك بصماتها  الإنسانية في عمق تيار من جيل   كامل، وكما  يوجز (درويش) بقوله:     "... وعلموك ان تحذر الفرح لأن خيانته  قاسية"؛  لذلك تبقى غبطة مقيّدة بين إيجابية  النبض الحي وسلبية  ضغط الحدث، و دون حزمة الأفكار التي  تطلقها  " ثورة العقل " ، تظل الشوارع  غير مكتملة إلا بتناقضاتها وأسئلتها الملتبسة والمفتوحة على كل الإحتمالات. في بئية ممتدة على عموم  المنطقة.  في كل بقعة لها لونها و عنوانها و مساراتها وما آلت إليه، فكانت النتيجة هذا المزيج من مشاعر التشاؤم والتفاؤل،  وتكاد صورة الثقافة  تكون غائمة في  ضجيج و صخب الثورة. هذا المصطلح الذي خضع للتقريع والتمحيص والتشكيك ، لذلك المقصود هنا المعنى الواسع للثورة ، كمفهوم  خارج التخصيص لحالة ما في هذا البلد او ذاك؛ لأن الثورة ووفق تعريفها  تتحدد بالاستناد الى قوانينها الناظمة. لذلك ليس جديداً القول ان الثورة هي في الجوهر كسر للتقليد وتسريع للتطور وتحويل للمجتمع تحويلاُ ثورياُ. إذا كان هذا محل اتفاق وبديهي، فإن السؤال الثقافي

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

" يُعد من اللاثورية العجزُعن رؤية مأزق المقاومة في هذه المرحلةِ، والمُضي في تجاهل هذا المأزق، سواء عن طريق المعاندة، أو الركون إلى ( الحلول الإعلامية ) ."              غسان كنفاني من دراسة المقاومة ومعضلاتها . بقلم : مروان عبد العال     هكذا نحن مع غسان الانسان القائد الشاب والمثقف الثوري الديناميكي والمفكر المبدع لذلك نظل في حالة بحث مستمرة عنه، وعن فكرته، وعن معنى فلسطين، كما رسمها، وكتبها، وفهمها . غسان هذا الممتلئ بثقافته، والتزامه، كما بعروبته، وهويته، كما بانتمائه، وبفلسطينيته . غسان الشمعة التي كانت تحترق من طرفين . يا ليتني لم أتعرف عليه ! جملة قالها مرة صديقه المستشرق الهولندي " يان بروخمان " .   كلما كثرت الاحتفالات بإحياء المناسبات، وتحولت السياسة إلى نصب تذكارية، إما تمجيدًا للماضي، أوتندرًا بالزمن الجميل، فلا يكاد يوجد بيان أو خطاب إلا واحتفظ بعبارة ( لا ولم ولن ننسى ). وتحوز الثقافة عادة على مساحتها من الذاكرة العادلة،