صاحبي .. بالفلسطيني المشبرح



في أمسية بيروتية وبإستضافة (دار الندوة) كان حظي وافراً بمن كرمهم المنتدى القومي العربي وبمناسبة مئوية الخالد جمال عبد الناصر ، ومن بينهم كل من الصديق الحبيب ابو عماد رامز  ورفيق الدرب أبو جابر .. لكل منهم الكثير  من القلب وتشرفت بإلقاء شهادة تكريم للعزيز  ابو جابر ..
لأنه صديق بالقلب أبداً و باليد دائماً:

يا صاحبي ، بدون مقدمات وكما يحبها بالفلسطيني والعربي المشبرح .. فهو ليس صديقاً افتراضياً تم التعارف عليه إلكترونياً وتمت اضافته على وسائل التواصل الاجتماعي. رفيق البدايات الجميلة وزمن الرفاق الذين احببناهم سوياً والشهداء الذين تشاركنا في تلصيق صورهم على حيطان المخيم ، معاً من البدء من حارة الدامون في نهر البارد بكل مواسمه وصراعه من أجل البقاء وحفظ امانة العودة الى الدامون.

انه صاحبي سمير لوباني ، وقبل ان يتزوج وينجب ابنه المهندس العزيز سامر .. عرفته طالباً بلقبه الشهير "ابو جابر " مع شلة المدرسة وانتخابات الطلبة فكنت واحداً من حلقاته الطلابية .. وحواريه !

ثم تقدم علينا مناضلاً ومحرضاً سياسياً في الازقة لا يسلم من لسانه أحد وحارساً ببندقيته على شاطئ البحر، ومؤسساً للعمل الاجتماعي الطبي في مخيمات الشمال ، ثم انتقاله للدراسة في معهد سبلين للتدريب المهني، ثم الى مصر وبعدها بلغاريا والتحاقه في الادارة العسكرية ثم محاصراً مفقوداً في مدينة صيدا خلف خطوط العدو الصهيوني ...

عاش يوميات الغزو عام ١٩٨٢ ، الى دوره اللاحق في العمل بالتحصينات العسكرية والقسم اللوجستي للعمل المقاوم وذلك بعد ١٩٨٢، الى موقعه القيادي السياسي والجماهيري في الجبهة الشعبية في لبنان ، وليخرج مع اخر دفعة من مخيم نهر البارد يوم تعرض للتدمير  على يد عصابات الارهاب الاسود .. ويخوض معنا مهمة اعماره كتفاً على كتف ..ولا زال على الطريق ..

هو ابو جابر  الشخصية الشعبية المحبوبة والحاضر في الامثال الشعبية التي تتلاحق وراء بعضها وفي فن اختراع الابتسامة مهما كان الموقف سلبياً ممازحاً ومداعباً كل من يصادفه في الشارع كأنه يقاوم القرف بالنكتة وبدون برتوكول و يتجاوز الروتين بالعفوية المحببة بدون رسميات..

قلبه الذي يفيض بشعبيته و بسهولة تعابيره ولكنته الفلسطينية الجليلية الدامونية، بجرأته التي لا تعرف الحد الادنى من الدبلوماسية ( ما عندو لحية مشطة) وان كتم غضبه بإتقان فأعرف انه سينفجر  كالسيل إذا باح! ويقذف عشوائياً بكل العيارات و العبارات، لكنه لا يخلو من التسامح، في هدنة مؤقتة، يقبللك فيها بكل أخطائك ، فتقبله أنت بكل سلبياته.

قيل فيما مضى : «أمسك الصديق الحقيقي بكلتا يديك»
رفيق الطريق واللصيق جزء من فرح الحياة ومرارة الايام الشخص المطابق لهذه المواصفات لابد أن يكون باعتزاز صديقاً حقيقياً.

من يزرع الطرقات بنضاله مع اهل المخيم يقتسم معهم ما تبقى من رغيف الخبز والاحلام مقاوماً من اجل الحق  ودرب العودة الى فلسطين .. لأنه "رفيق بالقلب و بالارض والمخيم وبالخندق والحقيقة بذلك يكون رفيقاً باليد دائماً وابداً يغنيك عن عشرات من هم فوق او على شجرة الوهم و الضياع والافتراض والاستذة والتعفف!

أقدم لك ألف تحية... لجمال حضورك، لكل التفاصيل التي لا يعرفها احد غيرنا.
في مئوية الخالد الحي "ابو خالد" جمال عبد الناصر الذي لا تموت ذكراه ... لأنك تستحق ... فشكراً من الأعماق وكل التقدير لمن قام  بالتكريم..ولكم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قلم أخضر

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء