المشاركات

عرض المشاركات من 2009

لمن يقرأ الوقت والعطر في شفتيّ

صورة

جفرا...الأكثر مبيعا في معرض الكتاب 53

ثقافة - أكثر الكتب مبيعا في معرض الكتاب لغاية 18 الجاري وطنية - أعلن النادي الثقافي العربي، الاحصائية الثانية حول معرض بيروت العربي والدولي للكتاب ال53، للفترة الممتدة من 11 كانون الأول الحالي لغاية 18 منه، والذي يستمر حتى 24 منه والتي اعدت استنادا الى احصائيات تعتمد على ايصالات بيع الكتب لدى كل دور النشر المشاركة في المعرض، وجاءت عن فئة الرواية كالتالي - رواية: 1.جفرا، تأليف: مروان عبد العال،دار الفارابي، ط1-2010م. 2. اسمه الغرام، تأليف علوية صبح، دار الاداب، ط1- 2009م. 3. أنا أحيا، تأليف:ليلى بعلبكي، دار الاداب،دار الاداب 2010م. علما أن في المعرض ما قبل الاخير رقم 51 للكتب كانت رواية "حاسة هاربة" للكاتب قد حققت ذات المستوى

توقيع روايــــــــــــــــــة: جفـــــــــــــــــرا..... لغاية في نفسها

صورة
في احتفال ثقافي ضم عدد كبير من القراء والمحتشدين والمهتمين والرفاق وابناء المخيمات والشخصيات السياسية، وقع الرفيق مروان عبد العال روايته الرابعه(جفرا....لغاية في نفسها..) وذلك في معرض بيروت للكتاب العربي والدولي (52) الذي يقام في مركز بيال في بيروت. وقد اجريت مقابلات صحفية مع الكاتب تتناول موضوع الرواية والغاية التي يريد ايصالها منها. فقال: لقد صغت رواية وسبكتها من حكايه عشق شعبيه امتدت في اكثر من مكان وزمان. ولعل الرواية كانت ظل الحنين والغربه وقصدت حشد كل مكونات الشوق الذي ينبض بقلب انثى فلسطينية كتبت لها الاغاني والاهازيج ، لاقول ان اللاجئ هو أنسان يعشق ويقاتل. ويتألم ويتأمل. وان الحلم هو ذاك اللغز الذي نعيشه ونبحث عنه كوعد. وهذا الوعد ليس في السماء ولا تحت الارض انما هو امامنا في درب لا نستطيع تحقيقه الا اذا كنا جميعا فيه.... وقد عبرت دار النشر عن ارتياحها الشديد للتوقيع و متوقعة للرواية تحقيق مكانتها بين الكتب اقبالا ومبيعا.

اللغز الذي يشبه ما بعده .

صورة
اللغز الذي يشبه ما بعده . مروان عبد العال أزف اليك النبأ...الذي ينبجس من مسام جلدي ، بأنك وحدك جفرا ، أسطورتي المستحيلة. لقد جرى في عبق الرماد أحزانٌ كثيرة...لذا، لن أغرس رأس الرمح في الرمال وأكرر قول "همنغواي" : وداعا أيها السلاح! أمتشق قلمي لأكتب: وداعا أيها الصمت، أطلق رصاصي حبرا مرا على لعنة السكوت، لقد طالت إقامته الكئيبة في فمي.. آن له أن يرحل، عندما تطل جفرا بعشقها الفلسطيني و بوجهها الابنوسي بعطر طيني الشذا، جبلته حكاية عينات الكنعانية أم الارض حين أخصبت بأنوثتها جلالة الجليل وتناثرت حباً يشد عنق المساء كي يترجل .. جفرا تبعثر أقدامها في البراري بحثا عن بقلة خضراء وتعود للمساء كي تروي خراريفها كترنيمة تسلبني كغفوة بين تجاعيد وجهها وكمدات توزعت على ظهر كفها ووشم يعانق قمرها و يستريح معها في خطوط تعرجت على جبينها فشحب لونها كأنما اختطفها من حضن الطريق حذوة حصان حديدية.. منذ زمن وهي تنام وتستيقظ بين أجفاني المتعبة... تتجدد داخلي في دروب العزلة وتغوص عميقا في منفى يلاحقني كداومة من الجنون وينخلع من النهارات الطويل والمساءات البعيدة ، تطل جفرا بين الوجوه الواجمة بي

بيتٌ عائد

صورة
لم ادرك ان البيت يسافر,يحمل الامتعه فى احشائه. ويلقي النوافذ على الباب الخارجى. وان ثمة بيت فى هذا الكون تعرت جدرانه من صور شمسيةو لوحة زيتيه.لن اعود انا اليه,لايهمنى ان كان موجودا او سجد على ركبتيه. ما يهمنى ان يعود هو الي. انا اجول عاريا بلا ستائره.. اسوح على ما تبقى لى من ارصفه. كيف يهجرونى واصير فوق سرير مستعار. بلا وسادة صامته تتحسس كل احلامى. كيف يلوذ المساء فيكون لى واستفيق على صباح ليس لي؟ عليك ان تخجل ايها البيت فقد تعبت ساعداى من حمل الحقائب. ولو مرة اجلب لى المرايا المحطمه والصباح الفيروزى بعد مساء يعبق بنسيم الليل. الم تقتلك الغربه. واشبعد الموت فى جرن النار. انهض من اجلى باحلامى الباقيه ورائحة عطرى على شراشف السرير ومكتبة مائله وصور تسلسليه لحياة متارجحه. تعال الى فانا لا اقوى ان ابقى على رصيف اللامكان ولا على برج سفينه بعمر الرحله. تعال نعلن سويا هدنه للفراق ونوقع على عتبة البيت وقفا لاطلاق الاحلام. مروان عبد العال

" سبارتاكوس" يخط على صفحة الشمس

صورة

يا أميرة أول المطر...

صورة
نصل بين ضفتين، ويطفو الشوق للوصل بين طرفي الجسد المبعثر كان البارد يعبرنا..صرنا نعبره... سكين يشطر القلب... ونحن نحني نحو الحصى اللزجة، كي نلملم خارطة القلب ونرسم على تضاريس المنفى الاضطراري د

مروان عبد العال

صورة
مروان عبد العال سليم البيك 15/10/2009 كنت واقفا أنتظره على الرصيف في شارع الحمراء في بيروت، دقائق قليلة وسينتصف الليل. حقيبة الكامرا تثقل على كتفي، وأصابعي تطقطق بعضها، أتلفّت حولي، أبحث ربّما عن مارّات ريثما.. فجاء صوته يهدر عن بعد: يا سليم. كانت سيارة رانج روفر قديمة - من أيام حركة القوميين العرب ربما- يطلّ منها مروان واقفا (في المقعد الأمامي بجانب السائق) وممسكا بابه الفتوح بيده، والسيارة تتقدّم نحوي. نقزت من الصوت (طبعا) ولوهلة كدت أفرّ هاربا، إلا أنني أدركت صوت مروان وتأكدت حين رأيته يتجاوز عتمة شارع الحمراء. فكّرت: أكيد كاين فدائي مروان. هي المرة الاولى التي ألتقي فيها مروان عبد العال واقعيا، بعد تواصل مديد عبر الإنترنت والتلفون، ومقالاته ولوحاته، وقبل كل شي عبر رواياته الثلاث: 'سفر أيوب' و'زهرة الطين' و'حاسة هاربة'. دارت السيارة في منطقة الحمراء ومررنا بالجامعة الأمريكية: من هون تخرّج الحكيم ووديع.. وهاي قهوة الشيوعيين.. وهاي قهوة المثقفين المفزلكين.. وهديك مكتبة بيسان.. إلى أن وصلنا إلى الروشة. نزلنا من السيارة وطلب من مرافقه أن يعتقه وأن لا يتتبعه بالس

هارب من وجه السؤال!

صورة

القنبلة "الدريموغرافية"

صورة

هل سمعت النداء يا "جبينة"؟

صورة

مفتاح لباب، باب بيت وباب ذكرى

صورة

نكهة

صورة
نكهة البرتقال اليافاوي، كم هو بعيد وقريب، مازال في الذاكرة ، نعتصر داخله، يطوينا بحنان، برتقالنا لا يعرف الانانية مثل الحنان البلاستيكي.

قوس قزح

صورة
دائما ينحني القوس من شاطئ الحزن الذهبي الى شفاه الجرح البعيد، نتأمل المغيب ونبكي فراق ولكن أقدامنا ستصل الى حضن الماء يوماً، هي جلسة تعثرت بها على باب باركس في الوطن المؤقت دائما وفي زوايا ممتدة بين خلايا البيوت، التي تشبه علب تنكية لا يوجد فيها الا سر يصرخ بعقاب أسطوري إسمه :الانتماء. لوحة بالاكلريك والرمل واللون البرونزي، على القماش ، قياس متر طول ومتر الاربع عرض نهر البارد 2009 مروان عبد العال.

زهرة الأمل

صورة
لوحة باكلريك والرمل... على القماش.... طول متر ونصف عرض متر وربع . رسم: م. عبد العال
أرسم من أجل كل فريسة،حتى لا تخدعها رقصة النحل وتصطادها خيوط العنكبوت القاتل، أغادر زوايا الاوقات الحادة، أفر من عواء ذئب ينهش بأنيابة طراوة القلب، أطرده من أحلامي ، وأضع الخديعة المرة التي مازالت تشتعل في بئر نضب، خارج وعد الدائرة التي التفت على العنق كحبل المشنقة، أليافها الحادة كالسيف، قطعني تجاهلها ثمنا لفريسة أخرى وأشياء كنت أدركها ،وأتأرجح فوقها ، أقنع الكذبة اليومية أن التفاهة أبعد عنها ،فيأبى الصدق قولها، أنا خارج الدائرة لان السماء لم تعد تتسع أحلامي وألخيبة بعد الان خارج النص. طالما العقل في ثلاجة التفاهة التي أكرهها، فأصرخي يا ألواني بحرية لآنك لا تعرفي خيانة الضوء. ولا تبحثي عن فرائسك في نفايات الانسانية.

يا سر البرق الذي شاخ في الانتظار

صورة

عمي شفيق الحوت: أهي رحلة أم وداع ؟

صورة

تحية للقدس و تجسيداً للقدرة على صناعة ا لحلم

صورة
ثلاثة عشرة فناناً تشكيلياً تحية للقدس و تجسيداً للقدرة على صناعة ا لحلم اختتمت أمس مؤسسة سعادة للثقافة لقاءها السنوي الثاني بعد سلسلة من النشاطات الثقافية المختلفة التي أقامتها في ضهور الشوير على "قهوة المطل"،قرب عرزال الزعيم . وكانت مشاركات لعدد الفنانين المشاركين في المحاضرات والفن التشكيلي والأمسيات الطربية. الفن التشكيلي ألا يحق لنا أن نزهر تحت الشمس بلادنا؟ سألت طفلة مقدسية فأورقت أمنيات العودة. وبين واقع مزر، وحلم يستقطب المستحيلات ،أشرقت مؤسسة سعادة للثقافة بالتنسيق مع الفنانة نرمين أبو خليل،على لقاء سنوي ضم اللوحة إلى القصيدة،والقصيدة إلى الأغنية واللحن . وتحت عنوان القدس عاصمة ثقافية عربية،انتظمت قصيدة إيقاعها الكيانات و بنيتها الهلال الخصيب. وعلى مدار لقاء دار أربعة أيام ، تفاعلت كيانات الأمة في حضرة العرزال. فوق ، في المناخ الذي انطلق منه إبداع سعادة، باشر الفنانون التشكيليون ورشة العمل . بدأت الفنانة الكويتية سمر البدر بقولها ،"الشرق هو مصدر الإلهام في معظم أعمالي ،وقد أخذت في السنوات الأخيرة موضوع الحرف العربي و زخرفاته ، وهذا هو محور لوحتي اليوم، الحرف العر

تعكس المعاني التعبيرية الإنسانية والوطنية في فنه

تعكس المعاني التعبيرية الإنسانية والوطنية في فنه.. مروان عبد العال يكشف عن لوحة يفتتحها في ورشة عمل ستنظمها مؤسسة " سعادة للثقافة" . سيشارك عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئولها في لبنان مروان عبد العال ممثلاً عن فلسطين في ورشة عمل تنظمها مؤسسة " سعادة للثقافة" خلال اللقاء السنوي الثاني مع سعادة 2009، تحية للقدس – عاصمة الثقافة العربية، وذلك في منطقة ضهور الشوبر بدءاً من يوم الخميس الموافق 30 تموز، وحتى الأحد القادم الموافق 2 آب. ويتضمن برنامج ورشة العمل التي ستبدأ الساعة الحادية عشرة ظهراً سلسلة من البرامج المنوعة تتضمن كلمات، ورسم وفن تشكيلي وموسيقى يشارك بها نقاد أدب وفن، وفنانين وموسيقيين عرب معروفين ومرموقين، حيث سيلقي كلمات كل من سمر حسان، رئيسة المؤسسة هيام محسن، نرمين أبو خليل التي تتحدث عن ورشة العمل والرسم والموسيقى، وكارولين ماضي وعمار طربيه سيغنيان لسعادة. كما سيشارك الرفيق عبد العال في ورشة الرسم التشكيلي الرسامون الدكتور أمين حامد وديما رعد وسمير الخليل والدكتور عصام خير الله من لبنان، وحسن نشوان وعلي عمر ومحمد أبو عفيفة من الأردن،

سيعرفني يوماً أبناء الماء!

صورة

حاسة هاربة..فصل من رواية

صورة
سراديب الحيّ العتيق، تؤدي صلاتها تحت جنون النار، والجدران سقطت خشوعاً على سجادة عتيقة وسط البيت. صوت طفولي، برقّة الماء ينساب من بعيد، اقتحم خيالي المطارد من قرع القنابل واخترق أذني المصليّة بأزيز الرصاص، مشهد طفل رأيته مرة على ظهر سفينة عملاقة، يصرخ بأعلى صوته. يختلط لحن الناي مع هدير محركات الباخرة العملاقة. كأن البكاء يعاند عباب البحر. فكتبتُ يومها على ورقة صغيرة نقائض حواسنا الباردة: «دويّ محرّك وصوت طفل». الصوت الرقيق، ينده من بين الخراب يفوح برائحة صوت أنثى، نسترقه من جوف الانفجارات وصدى المكان. الأنوثة تأتي مثل ريشة نعام في واقع صخري، وتوحّد ذكوري موحش، لخمسة رجال غابت عن أجسادهم قطرات الماء، وثقل الهواء برائحة البارود، فحضرت إفرازات العرق، ورائحة الجوارب العفنة في مكان محجوز تحت الأرض. أن تقول إنَ هناك صوت أنثى، في مساحة خلت من أقدام تدبّ على الأرض، كأنما حواء في الجحيم، وأن آدم قد استعاد ثأره التاريخي. هل نضحك أم نبكي؟ عندما يختلط الحنان بالرعب، والحلم بالكابوس، مثلما يختلط الإحساس الدفين باحمرار الوجه وقشعريرة الجسد البارد. الصوت الذي ينادي بنشيج مثل الغناء، بدندنة تقترب رويد

غلاف أخير

حاسّة هاربة تأليف : مروان عبد العال أما المرأة التي ما زالت تجلس في أعلى الجبل و تراقب الحي كل مساء... يعيش في قلبها سرير من طراز آخر.سرير يرقد فيه كوكب الروح، و يختفي في سر الشوق البعيد و برج الهوى القديم. أفادت جارتي عن أخبار سريرها انه قد زحف من غرفة نومها! قالت «سحبه النمل » و بكت. لم تجد حذاء على عتبة الباب و لا بقايا ملابس على علاّقة ثياب و لا حتى علبة المكياج. السرير المحترق بدا كهيكل عظمي أكلت النار فيه كل شيء و بقيت خيوطه الحديدية ترسم مكان النوم على وسادة الرماد.

شربل...لا تذهب بعيدا

صورة

نستطيع أن نخدع كل شيء ما عدا أحلامنا

صورة

ادب التوتر في رواية زهرة الطين

صورة
زهرة الطين عندما تكون البداية هي‮ ‬النهاية والنهاية هي‮ ‬نقطة البدء على الدوام فإن التاريخ حتما‮ ‬يتكرر في‮ ‬الفراغ‮ ‬وبكؤوس من ألم‭...‬ ‮ ‬وحينما تصير‮ ‬الانثى والوطن في‮ ‬ذاكرة تحمل رفاث تاريخ ملوث بالهزائم،‮ ‬وقلب موجع لا‮ ‬يعرف الا الهروب في‮ ‬زمن مثخن بالترقب المثقوب فإن الموت البطيء هو عنوان كل الطرق التي‮ ‬يتحرش بها الخطو ليستحم بنشاز الصمت‮ ‬‭....‬‮ ‬يكون حينها البوح دما اسودا ساريا من عروق التجربة وذاكرة الجسد الحية،‮ ‬الواقفة بين حريق البدايات المهزومة وأمل الخطو الهارب من جفون الرضوخ‭.....‬إنها قطعا كتابة التوتر،‮ ‬وكتابة الهم المشترك‮ ‬‭....‬إنها رواية‮ "‬زهرة الطين‭-‬رواية فلسطينية‮" ‬لكاتبها الفلسطيني‮ ‬مروان عبد العال،‮ ‬الصادرة عن دار الفرابي‮ ‬‭-‬بيروت لبنان،‮ ‬الحاملة لجروح شعب‮ ‬يعيش‮ ‬على الانتظار وبالانتظار‮ ‬‭...‬شعب هو حتما من‮ ‬يصنع قوته وقوت استمراره في‮ ‬زمن أغلقت فيه نوافذ الإغاثة‮ ‬،‮ ‬وانحرف‮ ‬فيه مسار النضال‭....‬وتضم الرواية‮ ‬9‮ ‬فصول‮ ‬،‮ ‬عنونها صاحبها بـ‮ "‬الفصل الاول‮" "‬الفصل الثاني‮" " ‬الفصل الثالث‮"

نص مقابله ادبيه

السؤال الأوّل: ما أبرز ما أضافه محمود درويش لحركة الشّعر العربي المعاصر؟ جواب يشكّل عالم محمود درويش الشّعري علامة فارقة في الأدب العربي المعاصر، وبلا مبالغة إن أضفنا في الشّعر العالمي بشكلٍ عام. فهو حقيقة لم يكن شاعر ثورة فحسب، بل ثورة في الشّعر أيضًا، أي أنّه تحوّل من شاعر القضيّة بمعنى رسولها وحامل رسالتها، ليصبح الشّعر بالنّسبة إليه هو جوهر القضيّة. ومن يقرأ التّجربة الشعرية الدرويشيّة يلحظ الشّحنات الدّاخليّة للنّص والتي تتوهّج من خلال دلالات السّياق بشكلٍ عام والتّرابط الموسيقي الداخلي والخارجي، حين يعلن عن نفسه في بوحٍ جميلٍ وبحسٍ مرهف وذوق جماليّ، ابتداءًا من المستوى الصّوتي متجاوزًا المستوى الصّرفي، وصولاً إلى المستوى التركيبيّ الدّلاليّ. الإضافة الدّرويشيّة، هي ذاك المنحى التّصاعديّ، الذي يبتدىء من العتبة ويتّجه نحو التّحليق. إنّ التطوّر الملحوظ والإضافات المميّزة نلحظها من الصّعود الذي تكوّن بدءًا من ديوانه " أوراق الزّيتون " عام 1964 إلى " أثر الفراشة " عام 2008. لقد كسر هذا الصّعود المحيط المغلق، وتجاوز حدود الشّاعريّة الضّيقة، فكسر الأبعاد المكانيّة وا

محمود درويش: ما أعذب الشّعر.. ما أجمل المقاومة... ما أقبح السّلطة!../

صورة
محمود درويش: ما أعذب الشّعر.. ما أجمل المقاومة... ما أقبح السّلطة!../ مروان عبد العال 15/08/2008 16:36 في حضرة الرّوح، لك سلام الرّوح، يوم تأبطّت الوطن في رحلة سفر، ونصبت خيمتك وأسكنتنا. توزّع علينا قصائدك كزجاجات عطرٍ، فارتعشت لها أجسادنا المنهكة، تتشكّل كينونتنا بها زادًا من حواضر فلسطين، ورائحة تربتها، وطعم خبزها، وقهوة الأم ولون البحر، ورمل الطرقات وأشجار الخروب وزهر الدّحنون والزّعتر، كأنّك تأتي بالوطن إلينا، هل حملته بحقيبتك؟ أم أن الوطن حقيبة لأننا على سفر، نحمله أينما حطّت الرّحال، ألم تقل وطني ليس حقيبة/ وأنا لست مسافر/ أنا العاشق والأرض حبيبة، يوم كسرت فينا فكرة اللاجيء. في حضرة السّفر، يوم صارت بيروت خيمتك وصورتك وسورك ونجمتك.. ومن على وسادتها استدعيت كلّ أحلامنا وأجدت محاكاة الرّوح، وألّفت بحضورك فينا معنى غيابنا. لم تكن خطيب الثّورة وإن كنت منبرها، بل رسول القضيّة الأكثر اتّساعًا وعمقًا وتكثيفًا لناسها وأحلامها وروحها، وشاعر أكثر عذوبة من الشّعر نفسه. كأنّك بلسمًا لهمومنا، نستعيد قوانا كلّ مرّة من أجل مهمّة جديدة، وحصار جديد وعبور جديد. كأنّك صورة طبق الأصل عن اختلاجات ود

غسان كنفاني

صورة
الحبوس أنواع يا ابن العم! أنواع! المخيم حبس، وبيتك حبس، والجريدة حبس، والراديو حبس، والباص والشارع وعيون الناس.. أعمارنا حبس، والعشرون سنة الماضية حبس، والمختار حبس. تتكلم أنت عن الحبوس؟ طول عمرك محبوس... لماذا تعتقدون أن سعد هو المحبوس؟ محبوس لأنه لم يوقع ورقة تقول إنه <<آدمي>>؟ آدمي؟ من منكم آدمي؟ كلكم وقعتم هذه الأوراق بطريقة أو بأخرى، ومع ذلك فأنتم محبوسون". أم سعد

تعبت من كوني إنساناً

صورة

لقد أسرتنا بقوة إصرارك

صورة
مروان عبد العال من شاء أن يكون عبدا ليومياته الرتيبه ، لا تتغير سلوكياته النمطية ولو انقلب الطقس من فصل لفصل وأختلف التوقيت الشتوي عن الصيفي ، هو ذاك التافه نزيل زنزانة الكآبة الللازمه في تفاصيل حياته ، ذاك الذي ينق ويناكف ويلطم أن ضاقت بعينيه سبيل ، بينما يحمل قدميه وينتزعهما من الارصفة ويلقي بجثته الناتئة على طاوله مكتبه، يرتشف القهوة على مهل ويحسن حل الكلمات المتقاطعه وافتعال البلاغة وصقل الكلمات في التعبير عن قرفه المفترض من خطاب هادئ لعدو قاتل ، فخرج مصدوما بأحلامه وهو يطوي على طاولته جريدة الصباح، مستعينا بوجه أمريكا الجديد، يلعن الشيطان ويصفق لقناع الملاك الاسمر. كل رأس مهما كبر، هو حجر غشيم ، يهشم رأس صاحبه وهو معلق على جثة منتفخة خلقت لمواعيد الامتلاء ، والانصياع الطوعي وراء القطيع كلما تحركت عصا السلطة. كل رأس لا يفقه معنى الشموخ هو أسير ذليل في متاهته ، يضع العقل في حجرة ضيقة وتتجمد العروق في يقين يشبه كهف الغائر في المجهول ، لاتدرك معنى الغليان الجارف وأشتعال ألسنة التمرد على واقع مر وحاكم صفيق . كل قلب لم يتعلم الخفقان على شغف

جفرا: إني أتهم... أصحاب حوار البنادق

جفرا: إني أتهم... أصحاب حوار البنادق

إني أتهم... أصحاب حوار البنادق

صورة
مروان عبد العال الروح التي تتململ في داخلنا، ربما سر بقاء الحقيقة الفلسطينيه، تتأجج في مرجل ألانسان الفلسطيني رغم نائبات الزمن. كأنها الأحلام التي تتحول الى جمر تحت كل رماد. عن هذه الروح كتبنا ألأشعار والنصوص والأناشيد ، تهدهد ألأم على مهد طفلها كترنيمة النوم تسعده بالتبشير بأنها ستذبح له طائر الحمام كي ينام ، يقلدها القادة الكبار في تلاوة الترتيل المعتاد على كل منبر ومحفل وناصية، فقد رسمنا خارطتها بدمنا في مساحات طالت كل مخيم ، جدلنا حبالها في أرضنا ، وغرسنا معناها في رمال المتاريس على أبواب المدن. إني أتهم .... ليس عن سبب كيف ولماذا تدمر المدن تحترق القرى و تتطاير صفائح الزينكو في بيوتاتنا؟ أو كيف نبقى صامدون هنا؟ مهما كان (هنا) يعنى بالنسبة لنا وهناك وما وراء الهناك، يكرهنا العدو فنزداد تشبثا بالزعتر والحبق والنعناع. نشكره على كرهنا كي يشعل فينا تحدي الحب. يقتلنا كي تشرب الروح ترياق أستمرارها وأستمرارنا. بعد كل معركة شرف، يعتلي القادة المنابر بمناكفة الاحتلال وتعابير الروح تتباهى بتفوقها حتى بالموت وعلى الموت والقول أن الشهداء لايموتون وأنهم سر ا

من سرير الغريبه لمحمود درويش

صورة
وقوع الغريب على نفسه في الغريب واحد نحن فى اثنين لا اسم لنا يا غريبة , عند وقوع الغريب على نفسه فى الغريب لنا حديقتنا خلفنا قوة الظل فلتظهرى ما تشائين من أرض ليلك ولتبطئي ما تشائين . جئنا على عجلٍ من غروب مكانين فى زمنٍ واحد وبحثنا معا عن عناويننا فاذهبي خلف ظلك شرق نشيد الاناشيد راعية للقطا تجدى نجمة سكنت موتها فاصعدي جبلا مهملا تجدي أمس يكمل دورته فى غدي تجدي أين كنا واين نكون معا واحد نحن فى اثنين/ فاذهب الى البحر , غرب كتابك واغطس خفيفا خفيفا كأنك تحمل نفسك عند الولادة في موجتين تجد غابة من حشائش مائية وسماءا من الماء خضراء فاغطس خفيفا خفيفا كأنك لا شئ في أي شئ تجدنا معا !! واحد نحن في اثنين ينقصنا أن نرى كيف كنا هنا يا غريبة ينفتحان وينغلقان على ما تشكل من شكلنا جسدا يختفي ثم يظهر في جسد يختقي في التباس الثنائية الأبدية ينقصنا أن نعود الى اثنين كي نتعانق أكثر لا اسم لنا يا غريبة عند وقوع الغريب على نفسه في الغريب!!

غسان كنفاني

صورة
لقد حاولت منذ البدء أن أستبدل الوطن بالعمل ، ثم بالعائلة ، ثم بالكلمة، ثم بالعنف، ثم بالمرأة ، وكان دائما يعوزني الانتساب الحقيقي. ذلك أن الانتساب الذي يهتف بنا حين نصحو في الصباح: لك شيء في هذا العالم فقم.أعرفته؟ وكان الاحتيال يتهاوى ، فقد كنت أريد أرضا ثابتة أقف فوقها ، ونحن نستطيع أن نخدع كل شيء ما عدا أقدامنا ، إننا لا نستطيع أن نقنعها بالوقوف على رقائق جليد هشة معلقة بالهواء.

في النكبة تحترق أصابعي كي تكتبك!

صورة
يمتدّ فيك البعيد لأقترب أنا، وفي النكبة تحترق أصابعي كي تكتبك. أحسد صوتي العائد بصوتك وهو يناديني: عد إلى همسك الأسطوريّ، عد إلى آهات تاريخك، إلى قمر يقطر من نهد الليل كي يرضعك. لتكللني بالصّلاة وتحرقني بالياسمين، في بحر من الرّغبة. عد إليّ ولتقل الريح ما تشاء. أنت يا فلسطين دمعة، تمتدّ فيك نكبتي. بل أنت طعنة تلد توأمين. أنت وشقائي. طعنة أني لم أولد قبل النّكبة، كي أنتشي بمعنى البقاء، الذي لم يكتشف يومًا نفسه في قاموس الفراق، وطعنة أنّي ولدت بعدها، على فراق ما عرف يومًا معنى اللقاء. أولد تحت صقيع بعيد كي أكون أنتِ، نصف رئة تتنفس هوائك، وتنتشي بأريج البراري في خوابي القرى المهجورة، حزينة لغيابي أسمع نحيبها وهي تنصت إلى وقع خطاي تدبّ في تلالها وهمس قديم يداعب أعشابها. حيث كان والدي يلعب طفلاً هناك، وروح سلالتي التي انجبتني كفرح مليئًا بشموخ الرّوح والتي تغرّد حولك ، تتسلّل خيوطاً من نور خلف ستائر نافذتك،أنتظر بصيصها كلّ صباح، حتى أدخل معها إليك،متدثرًا في شعاع الشمس، حينما ترمي ببعض عطشها المسافر على وسادتك. هل رأيت شكل الشمس وهي تذوب من العطش ؟ حدث يوماُ، منذ قدر من النّكبة،

سيزيف عاشق القمم حتى التعب

صورة
على شفيرالأهداب تكتحل بالحزن عيون الذكرى ، يصير منزل الغياب أكثر شفافية كي نراك فيه . لا تسافر بدون أن تضم باقة ورد الى صدرك، ثلة من زنبق وياسمين وبنفسج، أخذت الاسماء الحسنى من ألوان الزهر البري والنباتات الوحشية على طريق طاحونة قديمة لن تذبل على درب السفر وسيزداد عطرها برفقتك. لأنك سيزيف الفلسطيني فأنت الصديق من العيار الثقيل، كيف لي أن احاول جمع بعض ملامح وجهك ؟ صورتك الصافية كعين الماء، واضحة كوضوح السماء ، فقط دعني أجمع ما وراء الصورة التي تطل علي من نافذة الأفق، فالذي جمعنا ليس الصورة ولا الشخص بل ما واراء الظلال السميك حيث تختبئ أحاسيس وتبذر حبات القمح في موسم الخصب. الفكرة التي هي فعلٌ ووعيٌ وإنتماء. والتي نمت وتطورت وتبرعمت بشكل تسلسلي بين ثنايا جسدك ومسامات جلدك وحنايا الروح. الفكرة التي إجتمعنا حولها و لم تنثني له هامة في حملها رغم قساوتها وثقلها. تحمل الأنتظار الثقيل والهم الثقيل. بل والحلم الأثقل. تماما كعشقك لكوب الشاي الثقيل والمحلي بالسكر ، يغلي بهدوء على حطب النار في موقدة حفرها فدائي في خندق جبلي. لأنك حالم مع فارق الزمن رجل مع فارق الز

من رواية ((حاسة هاربة))

صورة
قد يعود الحي.. لكن كيف ستعود الصورة! حاسة فانية.. أم حاسة في العناية الفائقة، أم حاسة غير قابلة للتصرف.. قلت ومضيت. من قفير إلى قفير كنا نتنقل.. حزيناً بلا ذكريات، أدوس عليها تحت رجلي. غلاف يتشح بالرماد، جدران خارجة من احتراقها. لبس الحي ثوباً من الدخان. وغرف جميعها تعرت مثل راقصة خلاعة، أو تغنج بنصف ملابس مثل مغنية. ملأئتها رائحة الرغبة. نوافذها انفتحت، وأبوابها مخلعة مثلت قاعات لهو خالية من روادها. بقايا أفرشة توحدت بلا ناسها، فانتفخت، منسحبة من غرف نومها. وتتلوى كأمعاء خارج البطون، وتشكو من انتقاد أجساد دافئة، منزل محترق ومهجور، وعلى بلاط الغرف، بقايا ريش حمام التصقت على زجاج مكسور. بقايا أواني منزلية تنتشر على زوايا الغرف وخارجها وفي الزواريب والشوارع. غبار في زمن الاضطراب، أريد أن أودّع المكان. أن أتكلم معه، لم أكن أنا الهارب منه بل هو الهارب مني.. تختطفه الروح الغريبة، بفحشها وشبقها وشهوتها وموتها. من يطعم الأسئلة الحائرة داخلي؟؟ رقصة الدهشة القاتلة تجفف حلقي، والهروب من أجل البقاء، حرقت مآقي العيون، أنا أفر وهي تضمحل. أجر أقدامي مع ثلة كل ما بقي في المكان من إنس. متسللا

وهل يموت القمر؟

صورة
ذات قمر، مات منذ أدمنّا الموت. فالقمر هجر القرية وقرر الخسوف فجأة بغير موعد وبدون سابق أنذار، أخذ أجازة نهاية الحياة، ولم نعد نره هناك، وحكاية غانم مثل الموت تروى من ذاكرة قررت هي الأخرى أن تقبض على الحياة وتقدم أوراق اعتمادها للغربة في مرتبة لاجئ فوق العادة. عظمة الموت عندما التقى غانم مع حبيبته الأرض..وخلفه بكى القمر في نحيب ما زال يزن في عقولنا ويختمر. ربما يحسد الارض كيف تبتلع ظله وحدها. كان الموت احتفالاً لأنه للعظماء، وصار العظماء صغاراً فصغرت هيبة الموت معه. هل قلت لك كيف مات غانم؟؟ إن لم تعرف إحتفال الموت ، لا يمكن أن تعرف بهجة الحياة!! حتّى مهما كان سبب الموت سخيفاً. كان مولعاً بالنّساء، حتى أنه قد تزوج من أربع نساء، آخرهنّ تلك التي رمت له منديلها المعطّر، في ساحة " الغابسية " وهو يهمّ برفع العمدة أمام أعين الجميع. قال لمن هذا المنديل الطيّب الرائحة؟ صاحبته حلال عليّ، وتزوّجها. ذات قمر كان يسير في البراري وبين بيادر القرية، غير آبه بتحذير الشيخ محمد العبد الله، الذي كان يحدّث الجان ويكتب الحجب ولا هم له إلا التعبّد في صومعته، كان يقول له:

وترٌ من قمر

صورة
ولد غانم تحت قمر، غير هذا القمر، يرتفع فوق قرية فيجعلها دائماً تخرج من النسيان لتصير معزوفة على وتر أرضها ليست مثل هذه الأرض تتسع للحساسين والبلابل، واليعاسيب وحتى لدبات النمل، وتحليق الفراش.قمر يستقر فوق قرية جميلة تتوزع داخلها البيوت الطينية، المملوءة حيطانها من الخارج "بجلة" البقر، المنشور في الشمس، كي يستخدم في طهي الطعام وإشعال المواقد ولد هناك من سلالة عائلة، تمتد نحو الأولياء وتكثر فيها الزعامات والمقامات والطقوس، الدينية، والصوفيّة وأهل الأرض وفالحوها على أرضها انتشرت البيادر وتين القرية الشهير المسمى "الموازي" تيمناً بلذة طعم الموز. ولها حواكير وبيادر وأحراش من الصبار والزعرور والزيتون والخروب والدلب والسماق. وتفترش في ربيعها أثواباً خضراء من الطَيُّون ولها وعر، يمتد ودياناً تنمو داخلها نباتات طيبة آالزوفة والزعتر والميرمية والسنارية والعكوب والقَرصْعنّة وكل أنواع البقلة التي تجلبها النساء بعد أن تهيج من أول زخة مطر ولد غانم في "الغابسية"، "قرية الرماد"، وصديقة القمر. المعلق فوقها، مرت تحت ظلهِ قبائل وأمم على مر التاريخ عبرت وهو مستقر ف

فرس أيوب

صورة
فرس أيوب أيوب الصغير يروي الوجه الآخر كصورة تستحضر إلى قلب المشهد عن حكايات تناقلتها الأجيال، فبدأ يسلسل روايته من جده أيوب.. كان أيوب شاباً وهو يرسم صورة سفره، يقول: لولا ضوء القمر لما استطعنا أن نقضي على موقع "الإنجليز". عندما مضت الفصيلة التي يقودها "رباحُ العوض"، يومها استشهد ابن عمه (عبد الله). رفض الانسحاب قبل أن يعود بالجثة. لم يستطع حملها إلى الغابسية فدسها في مغارة خبيئة مجهولة قرب قرية " الزيب". بحثوا عن الجثة وبعد ستة أشهر وجدنا المغارة.. كان الجسد محمراً طرياً طازجاً.. "سبحان الله" كأنه استشهد تواً. اقتنى أيوب فرساً بيضاء.. يجوب بها الحقول و"يتغندر" فوقها معتزاً. وعندما جاء اليهود، تراءت له وجوههم كالغربان السود تتراكض في ساحة القرية معقوفة المنقار، تحرق البيوت وتعبث في متاعها وتقلع أهلها.. يومها حملوا ما تيسر من المتاع والأطفال على ظهور البغال شدوا الرحال ومضوا شمالاً، وغادروا القرية. وإكراماً لمعشوقته الجميلة الفرس البيضاء قرّر لها طيب البقاء في كنف القرية. الفرس شريكة حياته. في السكن والعمل والطريق أبت البقاء ولحقت بالموك

أيها الصبي..كي لا تنسى الوداع!

صورة
مروان عبد العال لا تذرف الدمع على عتبة الصمت، فقد سحقتك مخالب الفقدان ولسعتك الزهور البرية بأنيابها . كم صغير أنت كي تفهم. أنك شقي كقطة متسخة تحك جلدها على جدارات خشنة، رسمت الطرقات شعابها على جسدك، وخطوات المارة تركت بصماتها على رطوبة قلبك. كم كنت منبوذاً بإحساسك الطفولي ؟ مشرداً من نفسك وعنها وأنت تجوب مدينة الرياح الجافة بحثاً عن مأوى دافئ تحت خيمة من سعاف النخيل، تهزها المجدلية فتسقط رطباً حجرية قاسية تقض رقيق نومك ، ولينقض القرار الجارح ملوثاً بدمك. القتل بالصمت البارد ، بسلاح الرفض المدجج برحيل فوري وعاجل ومباشر وبلا وداع ، ولا منديل أبيض يستأذن الغياب ويمسح القطرات الفضية المنحدرة من عينيك. أيها الشقي، كنت تفتح ذراعيك للقاء، فحتضنت الفراغ لحظة أدركت أنك نوبة نارية خلفتها قبيلة همجية لذلك صرت تستحق الهروب، كي لا ينتشر الشرر في تلال الروح وتنساب الحمم نحو وديان الماضي العميقة وتتسلل روافدك المشتعلة نحو قوت يومك و تقتات بلهيب أشواقك ما تبقى في الأجفان من أهداب يابسة. أيها الصبي ، لا تلتفت للوراء، كم كان جاحداً ذاك الوراء. إعلن الحرب على كل ال

قبل الكلام وبعده!

صورة
بخطوات مرتعشة تعانق الرصيف الغريب، تعبر بحنانها بلل الماء على عجل، تنتشي الروح بمطر نيسان وتستعيد أنفاسها المقطعة من سفر الشوق المسجى تحت عجلات الأيام، على درب الحلم كان يعبر بين ما قبل الكلام وبعده. كان العشب الأخضر يتدلى من العينين، يبرق في زاوية المقهى الليلي مشبعاً بعطر السماء، تهب الكلمات كوهج النار لتضفي على شتاء ما فات دفئ اللقاء فقد حان وقت الربيع و نخب البداية. بلهفة عبرت وما غادرت قبل الكلام وبعده. قدماي توزعت في الدرب و تصلبت على مفارق المستحيل. تنحرف كي تتكأ على ضفة نهر أخرى تحاول النجاة من لج الغدير. وفاضت حبيبات الدمع فوق رواق طويل في ضواحي المدينة. كي تستعيد الموائد الذابله نشوتها تحت هطول كلماتي الحارة. الحلم يشع في ساعات و لم يومض فجأة ، هو نار تتلظى في غياهب الرماد، يتحرك فيستعيد حرارته، لم تكن الحرية لو لم يكن( سبارتاكوس) لم يكن العشق لو لم تكن( جفرا ) ، الحلم مثل الصوت لا يسمع في الضجيج ولكن يصل في الفراغ ، الحلم الجميل لا تصنعه الصدفة وأن كانت جميلة يصنعه الدرب الجميل، مهما كان شائكاً و تقطعه أوصاله بسكين حواجز فاصلة ، طالما أن الحب زاده والحلم مبتغاه. يستمر ا

على قدر الأمل وديعاً

صورة
مروان عبد العال وديع حداد الذي ما رأيته قط، لم أكن أعلم أنّ خطى الأقدام قادرة أن تجعل من تجاويف القلب رصيفاً، يمضي مذهولاً مما أصابنا ، يصير الألم أقوى وأشدّ ويجتازه عابر طريق كلّ ساعة، مضى حادًا كالسكّين مصبوغًا بلون الفسفور الأبيض، ووصلت الحداثة حدّ القتل يا أبا هاني في غزة وجابت على رقابنا وعواصمنا وطاردتنا لأبعد مخيم. كانوا وراءنا هم في كل مكان. كنّا الضحية يا رفيق وما علق على جدارنها من بصمات القاتل، كفيل بكشف الجريمة وإماطة اللثام عن وجه الإرهاب.. وديع مازال يجهر بما تبقّى من أمنيات ثقيلة، تعصره بالحنين، تقطعه نصفين فيصطبغ بلون ونكهة البرتقال الدموي. يوم قال: " لن أدع العالم يستريح مادام شعبي يتألّم." كنت على قدر الحب وأكثر، على قدر الألم ، فنحن بتنا نلعق العثّ المختبئ في زوايا الموت، ونمسح بأكمام القميص المتسخ ما علق من عفن السنين على راية الأغبرة الرمادية، ونلملم بقايا أشلاء الأحبة في أكياس. ويعبث القاتل بها في لعبة "الروليت الروسية". وحدها قناديل الليل تزحف نحو وحدته الباردة. ولدت كمعجزة بوليسية، تسكن البطن الواحد مع شقيقين