المشاركات

عرض المشاركات من 2010

المكان بين الإنكار والاغتيال

صورة
" لم يعد مفهوم المكان في المصطلحات التاريخية مفهوماً سكونياً، ربما أكثر مما هو مفهوم الزّمان الذي يرى عادة على أنه صلب عملية التحري التاريخي " هكذا عرّف ( كيث وايتلام )المكان في كتابه الشهير " تلفيق اسرائيل" - طمس التاريخ الفلسطيني- ، حيث حدد مسألة إنكار المكان الفلسطيني ارتباطاً بإنكار الزمان ، أي سرقة التاريخ. وهذا ما جعل أحد الكتاب الصهاينة بالقول : "إنّ الفلسطينيون مهووسون بالتاريخ أما نحن فبالجغرافيا ". هذا ما يفسّر المسعى المحموم للعدو في زراعة الاستيطان وتغيير معالم الأرض، لاّن حيازة المكان كمقدمة لتلفيق الحكاية، أي أسبقية الجغرافيا على التاريخ. المكان تعبير جغرافي من بداية ونهاية في المقاييس المتعارف عليها في العلوم التطبيقية، وتحديداً الهندسية، لكن المكان في الضمير الجمعي الفلسطيني يتجاوز الحسابات إلى مضامين بسيكولوجية وسوسيولوجية وتاريخية تتجاوز الوعي بالمعنى المعجمي للكلمة إلى نقطة تماهي الواقع بالذاكرة والحلم بالمستقبل والحق التاريخي المسلوب. الاستثناء يكمن في مجتمع فتقد المكان الأصلي فصار للمفهوم ذاته استثناء آخر، يمكن أن يطلق عليه "

جريدة

صورة
جريدة ابن المخيم في «الأخبار» مروان عبد العال * يوم كان لفلسطين ملحق خاص في الصحف اللبنانية نهاية الستينيات في «المحرر»، تكتب حضورها وتحاول استعادة ذلك الحضور بالكلمة، كان ذلك الملحق يسهم في تمهيد الطريق لتألق الحقيقة الفلسطينية، ولتعويض زمن التزييف والتغييب والنسيان، كان شيئاً من التعويض على الورق. بعدما حضرت القضية على الأرض، تلاشت الصفحات وضاع الحضور مجدداً. كان حلماً أن تستعاد من جديد بصورة المخيمات، تلك الركيزة الأم في القضية الفلسطينية. فأن تجسر «الأخبار» الطريق من الحلم إلى الحقيقة، لهو إنجاز يستحق التقدير. ليس الأمر بالنسبة لي مجرد كلمات، بل هو حاجة تلح لصناعة أبطال قلم يُحسن أداء مهمة تميط اللثام عن الوجه الأصلي للاجئ الفلسطيني في المخيمات، حين يصير للاقتلاع معنى وللانتظار معنى والقلق حكاية والاضطرار واقع دائم. أن تروي حكاية المخيم المكلوم بسكين التمييز والظلم والجراح تحتاج لشجاعة نادرة وجرأة تقدم على اقتراف جرم الحقيقة مع سبق الإصرار والترصد. وخاصة في وقت يجري فيه مسعى لمسح المخيم من الذاكرة الوطنية وتحويل هويته وصورته في المشهد الإعلامي من حاضن لقضية وطن إلى لغم اجت
اليسار العربي.....أي رؤية وأي وظيفة للتغيير؟ لقد أظهر الحوار في المحور الاول داخل هذه الندوة : اهمية وجود رؤية لليسار العربي ...تحدد دوره في استراتيجة الصراع التحرري ، ربما البحث عن مكانة تعني افتقاد هذا الدور بصورة جماعية وشاملة ،حينما ينطلق المحور الثاني بالحديث عن ضرورة التفعيل والبناء والتغيير الاجتماعي إذا المطلوب هو أن يكون بمقدور اليسار وان يتصدى بمهمة وطنية وان اليات البحث بوضعية قادرة على خوض النضال الوطني و التحرري ، وهذا ما يدفعنا إلى خوض النضال الديمقراطي الداخلي وفق مقولة بناء من اجل المقاومة ومقاومة من اجل البناء ، وبالتالي يطرح على اليسار أهمية تجديد رؤيته وتنظيم قواه و تحفيز طاقاته على كل المستويات للدخول في هذا الاشتباك المفتوح . خطر تقديس الواقع ...اي يجري الحديث عن ان النظرية الماركسية هي التحليل الملموس للواقع الملموس ، ولكن الملموس ليس بمادة نصية يقينية جامدة ، لانه في الأمور البديهية ومن منطلق استراتيجي، يقال، إن الهدف ثابت إن اتفقنا على تحديد الهدف والوسائل المناسبة لها صفة مرنة كما هو معروف ولكن الواقع متحرك . تابع النص على الرابط: في «الرمان» المجلة الإل

حلق يا حلمي الهارب

صورة
أَعْمَقُ الرِّوَايَاتِ هِيَ تِلْكِ الَّتِيْ تُنَّبَعَ مَنّ مُعَانَاةِ وَأَحَاسِيْسْ الْرُوَائِيِّ، تِلْكَ الَّتِيْ تَعْبُرُ عَنْ وَاقِعٍ وَجُرِحَ، وَبِالاخصّ إِذَا كَانَتْ تُطْرَحُ مُعَانَاةِ شَعْبٍ بِكَامِلِهِ، كَمَا هِيَ الْحَالُ فِيْ حَاسَّةٌ مَرْوَانَ عَبدالَعَالَ الْهَارِبَةَ. أَنَا لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ، وَلَكِنَّنِيْ أَحْسَسْتُ وَأَنَا اقْرَأْ حَاسَّةٌ هَارِبَةٌ بِانّني كُنْتُ هُنَاكَ أَشْهَدُ عَلَىَ زَمَنٍ كَثُرَ فِيْهِ الْظُّلْمَ وَالْمَوْتُ... وَصَفَ دَقِيْقٍ مُثْقَلٌ بِالْأَحَاسِيْسْ، يَنْقُلُكَ إِلَىَ هُنَالِكَ، شِئْتَ أَمْ أَبَيْتَ، لَتَجِدَ نَفْسَكَ مُحَاصَرَا بِزُوَارِيبُ كَانَتْ يَوْمَا مَسْرَحَا لَأَقْدَامِ صَبِيَّةٌ تَتَرَاكَضُ، تَلْعَبُ...لِخُطُوَاتِ نِسَاءْ تُحَمِّلَ رُزَمِ الْمُلَوُخِيَّةً فِيْ مَوَاسِمِهَا، تَتَسَارُعُ كَيْ تَصِلَ بَابِ الْدَّارِ، تَفَرُّدِهَا فِيْ بِاحَتَهُ،تَقْطِفُهَا، تُنَشِّفْهَا لِلْمُوْنِهِ... أُنَاسٌ عَادِيُّونَ يَسْكُنُوْنَ حَيّا، مُخَيِّما، يَأْخُذُوْنَهُ وَطَنِا مُؤَقَّتَا رَيْثَمَا يَعْبُرُوْا ثَانِيَةً عَائِدِيْنَ إِلَىَ الْوَطَنْ الْم

ذات حرية

صورة
ذات حرية ، إستل القاتل سيفه ، كان يقطر بالحكم الدامي ، خمسة وثلاثون سنة للقائد أحمد سعدات ، و ينضح وعاء العنصرية بما فيه من حقد ، عله يشفي غليله المرضي بعلاقته بالاخر، هو الذي سرق الارض ، يبتهل جنونا في رقصة الشعوذة ، وهو يستعرض للقبيلة طريقة أغتيال الحرية بأبنائها ، فردا فردا مثل طقوس أكلة لحوم و أعمار البشر. سألته أم غسان رفيقة دربه..وبحس إنساني مرهف، هذا يعني أننا نحتاج لخمسة وثلاثين سنه لنلتقي مرة أخرى ؟ صدمني جوابه الواثق بالامل حينما قال: وهل تعتقدي بأن الاحتلال باق لخمسة وثلاثين سنة اخرى؟ ما هي المسافة التي تحتاج الحرية لعبورها ، ما طعمها ، كيف تقاس؟ أسئلة أحتشدت وتجددت مع ايام العزل المتجدد ، الى حد أحتجاز التنفس في قاع زنزانة انفرادية، هناك يكسر أبو غسان ظلال الشمس و لا ينكسر ، يطبع سفر الحرية على جدرانها السوداء ويكتب التاريخ بأبجدية من نار ، علها تحرق وجوه المتفرجين والصامتين والمحلقين على جرحنا كالذباب . أنت الشاهد ، وبشارة الحرية ، تتلو علينا درسك ، بأن الحرية ليست وجبة سريعة ، والاستقلال ليس قدر من الكنافة ، وليس حفل سلام جنائزي ، ينتهي بالورقة الرابحة بين اللاعبين

حَالَة تَنَفَّس

صورة
مَازِلْت أَتَنَفَّس مُنْذ الْبَارِحَة ، وَعَلَى بُعْد شِبْر مَاء مِن" شَخْص مَا " ، وَمَازَالَت تَلْثُمَنِّي الَغُيُوَم ، عَلَى وَقْع اجْرَاس الْمَسَاء، تُوَبِّخْنِي نَبْتَة الْبَنَفْسَج، يَوْم عَثَرْت عَلَي هناك، عِنْد ضِفَاف الْسَّاقِيَة الْشَّقِيَّة، يَتَحَفَّز الْشَّك الْبَلِيَّد مُغَادِرَا قَلْب الْحَقْل الْوَرْدِي... نَحْو شَرَايِيْن الْسَّنَابِل الحَنطيَّة ، يَسُوْد الْظَّلام مُسْتَبِدّا بَرْدَهَات قَلْبِك و الْدَّهْر لَم يَبْق مِن دَهَالِيْز الْوَطَن الَا جِدَار ، كُل حُقُوْق الْشَّوْق مَطْبُوْعَة فِيْه ....قَصَائِد أَيْلُوْل تَلْهُو عَلَى تُخُوْم الْشِّفَاه الْذُّبَالَة ، تُعَلِّق زَنْد الْرِّيَح عَلَى زغب الْقَوَافِي نَبَضَات عشق خَرِيْفِيَّة.... هَل أُسَمِّيَك طَيْرا؟ تُدْمِن عَلَى تَنَفُّس هَوَائِي وَتُحَلِّق فَوْق الكَلَام و تَصِيْر الْسَّمَاء مَثْوَى لَك تُنَبِّهُني الْعَصَافِيْر بِدُعَاء مَكْبُوْت لِمَوْسِم الْتِّيْن ، كَم كَان الْبَحْر مُمْتَعِضا لانْحُبَّاس الْدَّمْع، جَاثِيَا عَلَى رِمَالِنا الْطَّرِيَّة ،يُمَرِّغ بِزَبَدِه أَنْف الْوُجُوْه الْصَّخْ

حيث وضعني النص

صورة
.لم أكن لأصف سعادتي عندما حظيت أخيراً بما كنت أنتظر! بحثت طويلاً عنهما ولم أجدهما، وهاهما الآن بين يديّ أقلبهما وأتفحصهما وكلي يقين أنني سألتهم مابهما من أوله لآخره على نهم واحد وشغف واحد و شوق واحد لمعرفة مابداخل هذه الكتب وماتحتويه بين طياتها الأنيق، المرسومة بريشة تتباها بحاملها.! حاسّة هاربة.. كحاستي هذا الصباح وكل صباح، أطارد كلماتها بروح تتماوج بفرح أحياناً وضيق أحايين أخرى، أسير في شوارعها و مدارسها أشهد سقوط مدنها أعيش بطولة سكانها أزحف مع الزاحفين اطير مع الأحرار، أغني معهم أنقب عن أرواحهم العارية من القيد، ذات مغيب سنشهد حضور الشمس وذات روح سنعبر أنفسنا، وذات نهر لن يمل المسير، وذات نار لن ينطفئ حنينها أبداً، إلى أن يسقط الوهم ذات حلم ليكبر بين احضاننا ويحلق في سماء أشواقنا، فوق تراب الوطن، نحو ماء المخيمات، عبر أناشيد الأمهات. حلق أيها الظل حلق، وحطّ كــنسر يتأمل أروحنا ليعانق السماء بحثاً عن أيقونة تأبى أن تغيب.. كما الحرية! حملت تنهيدتي بصمت، لأضعها على سطور جفرا! أسمع عزفها، أمر على السحابة المضرعة بالماء لتحملني إلى حيث الغد الأجمل، حيث ألتقي بجفرا، ذاك الوجه النسا

حائط الازرق

صورة
 يميل خفرا لايقاع المطر يرمي شلالا من الياسمين الاصفر على كتفيه خجلا من خط النار البعيدة مدثرا بخوف ازرق عتيق ، متوجسا من العابرين على حوافيه ، يرافق الاقدام الحافية وهي تمضي ببطئ على شفير الفجر جريا على العادة ،يسبق الطريق نحو سبيل الوصول الى ابتسامة النهر الكئيب، وهو يطل من الصبح كسحابة تجوب السماء بكامل اناقتها الخريفية حائط هنا من بيت قريب لساحة المخيم القديم ولدت أحلامه في أصص من حبق الجليل طائرا فوق حصيرة من بساط الريح نسجتها اعشاب خضراء من طيور السماء ترافقه امطار من الاتربة العابرة هاربة من أصوات البرابرة حتى يولد اليمام مضرجا بالأبيض تحت عواء سماء أخرى تهمس لريشتي بصهيل الازرق وعندما يكون الازرق تموت كل الالون مروان عبد العال

نستطيع أن نخدع كل شئ ما عدا أحلامنا

كأنما ينطق معنا وبمقال كتب ذات زمن ولكن ما زال يتواصل معنا والكذبة تطحن آمالنا، تنتشر كجرثومة تفتك في معنى السياسة وتطحن ما تبقى من أحلام لدينا في وقت تميد فيه الأرض تحت قضية عمادها العدل والحرية، استعصت على أنياب القتل والنسيان والضياع . واليوم تلوكها الخديعة، وصارت كمية الوهم فيها أكثر وضوحاً من الحقيقة. إّنه سؤال الخديعة الذي أماط اللثام عنه غسان في مقاله الشهير عام 1971 وعلى صفحات مجلة "الهدف" التي يرأس تحريرها، حينما كتب مقالاً مثيراً للجدل وقتها وبعنوان: " الدولة المسخ " عندما حصل على معلومة سياسية تقول أن مبعوثاً أمريكياً يحاول إقناع بعض الشخصيات الفلسطينية التقليدية في القدس بضرورة التفكير الجدي بحل لدولة فلسطينية على حدود حزيران عام 1967، فقام غسان بالاستناد إلى المعلومات التي حصل عليها ليقول أن هدا مجرد وهم، وان القبول فيه يعني تدمير الغاية الفلسطينية والعربية الجماعية للتحرير. في المقال تحدث عن مقاسات دولة يشارك العدو وحلفاؤه في تحديد شروطها وخاصة أن موازين القوى الإقليمية والدولية تهدف إلى اختراق يستهدف حرف مشروع التحرير نحو مشروع التس

أيّها اللّصيق، متى تملّ الطريق ؟

صورة
يا صاحبي الأليف، أيّها الظل اللصيق بي، متى تمل الطريق ؟ أكتب أحلامك بالخطوة السريعة، واسمك بالخط العريض، رغم أن هناك شارة حمراء كتب عليها "ممنوع المرور" لكني مازلت أتبعك. لا تلتفت خلفك، قد أكون أمامك، فوق الهامش القاتل بقليل، وتحت السطر المائل، أتسلق خط الهاتف، أزحف على كعب بندقية مصوّبة في عيون تشبه فوهات الكهوف، هذا اليوم صلبت على الشريط الشائك، أختطفت لمحة من وجهها الكئيب، المنشور على حبل غسيل، خلف بيت متاخم للمخيم، ويطل على الحاجز الإلكتروني، حين أسترق الحنين إلى براعم الزهر المليئة برحيق المعنى، وأحدّق فيها من أقرب نقطة. ملامحك تشبهني حتى لو أدمنت التخفي، وتنكّرت بوجه أكثر قبحاً من نشرات الأخبار، تلازمني تحت جناحي الشمس وتتسلل في جسد شاسع كبلاد تنام بين حدود الماء، تمتزج بطين أسود، وتسبقني بحيلة خبيثة مع دمائي التائهة في قلب الأمكنة. يبتلعني الظل كلما لبس النهار بزة المساء، كي يكون أنا . يتبعني مثل شجيرات الخروع تستر عورة الدور، يعشق الدمار منتشياً برائحة التراب . ينتحل شخصيتي ذاك الظل، يحمل بطاقتي الممهورة بندبة عميقة بلون النكبة، لا تغريك وجبة دمي اليومية التي تشم

لمن هذا النص؟

صورة
حين يراودك جنون السؤال، عما تكتب ولمن هذا النص؟ وتقتفي أثر الكلمات لاهثا وراء فصل لاهب من الدهشة.ستلقي عليك عباءة من الحذر المشرق وحتى لا يصير لقمة سائغة أو فريسة الغموض البهي. هو نص ليس الا...ماذا لو ادعت الفراشة أنها سر نضارة الورد ؟ النص مثل الحب تماما ، هو اختيار انساني في القدرة على البوح ، لم تنشغل النخلة بنفسها وتبدع سعافها لمن يستظل في فيئها.، ولا ظن بيكاسو يوما بما ستحدثه تعكيبيته الصنمية في نفس المتلقي ، كما أطلق سلفادور دالي هوسه في خطوط سرياليته ومضى. النص حرب شعواء ضد الصمت الثقيل الذي يهدر داخلنا كدوي "بلدوزر" يقتلع بيتا مطمئنا في السكون و يجتاح الروح بجحافل من العزلة،صمت يقبع في الحناجر ككاتم الصوت ولكنه أشد قتلا من المسدس. هو نص لصوت رحل بعيدا حين اندلعت فينا المسافات وترك لي الصدى بلسما لبقائي ومنفاي ، الصوت الهارب من قساوة النسيان الى ذراعي الذاكرة الطرية، تفرض حصارها الطوعي حسب توقيت الشوق كحمى تشعل الحواس ،تعبر الأوقات الضائعة في سريان يتغلغل تحت جلدي، تكون اللحظة أجمل حينما يلامسني الصوت أكثر ويصير المنفى أقل. للصورة المتاحة وفي ختلاس ممنوع ،

الكتابة هي فعل للارتقاء

صورة
□ فصل الصيف إلى أي حد يغريك بالكتابة؟ الصيف يغوي بالامتلاء أكثر ما يغري بالإفراغ،  لأنه فصل ناري والكثير من اللهيب يستفزني وقليله يجذبني، عندما تكون النار بالحجم الذي لا تستطيع فيه أن تقتاتني، بل أن تدفئني، مثل حاجة البخور لبصيص منه كي يفيح عطره، او لشعلة تضيء مصباح. ولان للمطر قساوته الاستثنائية في حياتي ، كذلك له سحره ولونه وذاكره طفولية حكائية ، حين ملأت جداتنا لياليه الطويله الباردة ، بتلاوة القصص على مسامعنا، فأضحى نقيضا للصيف وحمل فعل التأسيس للاغراء الفعلي لمخيلة الكتابة.. وعموما أصاب الشاعر محمود درويش بقوله: الصيف لا ينفع فيه الانشاد إلا ما ندر... □ نصك الأول، فاتحة مجدك الإبداعي، هل مازلت تذكره؟ لا اعتقد ان ثمة «نص أول « يرضي اي كاتب كي يعتبر فاتحة مجد، لان المجد الابداعي يصنعه تراكم و نسق وليس نص، ان كان المقصود النبضات الاولى او بواكير رسمت معالم الفعل الابداعي، فكان اول نص نشر لي في صحيفة محلية عام 1988 وهو عبارة عن اقصوصة عنوانها: "حجرية يا حجرية" عن فتاة الانتفاضة التي كانت تشارك في رمي الحجارة ، فدمجت في سرد حسي يصالح ألانوثة فيها من خلال التلاقي ما بين

حين تمرد بالرحيل

تمرّد بالرحيل لمَ رحلت الآن يا حكيم؟ كي لا يبقى لفلسطين حكيمها؟ وأنت المتمرد الأول على صليب التشرد... دائماً تشع في اللحظة السوداء وميضاً من بريق الأمل، نحن نعتب ونسأل لأننا من جيل تكوّن في مختبر روحك وفكرك وشخصيتك، حملها زاداً لطريق طويل دوماً محفوف بخطر الضياع ورحيل الأحلام. لمَ رحلت الآن؟ هل انقطع في طيات القلب الحبيب وتر الانتظار؟ أما عدت تقوى العيش على قيد الشوق، وأنت من علّمنا لغة الثورة وأبجديتها؟ هل لأن هناك من أنكر عليك البواكير الأولى؟ ألست يا حكيم، باعتراف الأعداء، أول من أدخل مصطلح «العنف الثوري المنظم» إلى قاموس الشرق الأوسط. كما قال غسان كنفاني يوماً: «الغزلان تحب أن تموت عند أهلها، أما النسور فلا يهمها أين تموت». لمَ رحلت الآن؟ ألم تغرس فينا إرادة البقاء والاستمرار والقتال، وأنت على مفترق الأغوار وفي قلب شاتيلا وعيادة البقعة ومركز الغد؟ كم مرة التقينا وكانت بيروت ثالثنا، وكلما نلتقي تستعيد شباب الجامعة الأميركية، والمرة الأخيرة كي تسألني دامعاً عن مخيم نهر البارد. هل ترحل يا حكيم لأنك أيقنت بعقلك المنهجي أن الحلم بأمان وهو الذي استمررت بحراسته من أول نبرة ك

مقاربة الهوية بين الثابت والمتحول

صورة
ان الحديث عن مسألة الهوية الوطنية الفلسطينية ، تأتي في هذه المرحلة لتطرح فكرة : "المساءلة للهوية " كطرح مقاربات بحث عنها وفيها أكثر مما هي إشكالية دراسية . خاصة أننا نتحدث عن مكونات وعوامل وانعكاسات شتى فعلت فعلها في هذا المكون الجمعي الذي نسميه " الهوية" اي رؤية الثابت والمتحول فيها ، عندما نقول المتغيرات في الهوية دون ان يعني باي حال من الاحوال ان الهوية الوطنية الفلسطينية أمام خطر الاضمحلال او الذوبان، حيث تستند الى عناصر الحياة فيها التي هي اقوى من عناصر التشرذم ، كونها بقيت عنيدة لأنها تمتلك عمقها المعرفي والثقافي والتاريخي. وهي تستحق التمحيص والمتابعه والمراجعة ، وكونها تتعرض لتأثير ثنائي، ما يجري في القاع الاجتماعي والسياسي وفعله الداخلي من جهة، وانعكاسات السقف السياسي والخارجي التي تنتعش وتتأثر سلبا او ايجابا كأخر او كمنظومة لعولمه تجتاح الكيانات وتخترقها. تحدي الهوية ولد من تحدي نفيها. كان الرهان على أن تشريد الفلسطينين من وطنهم ورميهم في المنافي سيؤدي الى ذوبان الشعب الفلسطيني واضمحلال هويته الوطنية وسيكون لهم اوطان اخرى ، لكن الهوية عادت واستمدت عناص

بلا عنوان..

صورة
تعرت الصبية السمراء دون إذن الله والملائكة أضاءت لها طريق الفجر... شاهدتها تسير على رؤوس أصابعها تدنو إلى سرير الروح هاربة هي الذكريات كالأحذية العتيقة التي خلعتها ومضيت من بلل نهديك برذاذ من حبات السكر؟؟ كي تُرضعني الأيام مرارتها.. من بلل نهديك برذاذ من حبات السكر.. كي ترضعني الأيام مرارتها..؟؟ دثرها أيها الليل فشمعتها وحيده من وقع اللحظة.. قولي يا امرأة لمَ تتساقط رغبتك كدمع بلوري؟؟ تحترق شفاهك بالكلمات تسلل شمعي إلى مسامك يا امرأة كحلت عيناها بالزعفران.. كي تبتلعك غرفة واسعة في حدقات عيون مراكش قولي.. من دق الكحل في مهباجك وخط للطريق نهاية؟؟ عرفت.. عرفت أن لرمشيك قدرة النبوة التي تنبت في رملي حيثما تكون وسادتي المحشوة بالحكايا.. هسهسة ليلي التي تورق بالأحلام الصغيرة.. قولي.. اهمسي ..هرطقي .. دمعا طربا رطبا خذي أصابعي برهة كي تعزف على ربابة الوجع.. هي غفوة كي تستفيق بين الساقين شمعة روحك الباقية ................. ..................... مروان عبد العال .................الى هاربة من الذكريات

أيها الظل

صورة
يا ظلي الأليف ...تمهل ، لا تغادر الطريق ، فمازالت أتبعك ... لأنك من علق غيابه على الحائط ومضى ،فوق الهامش القاتل ، تعلقت على الشريط الشائك، أسترق النظرالى المعنى من أقرب نقطة. حين ادمنت الغياب، غادرت النبضات قلب المكان... كما ترفرف أجنحة الكلمات في فضاء البعيد وتسدي للأغصان قوسا من قزح براعمها وعلى وقع زقزقة طربة لعصافيرالكرى تفسر لي سر الاختباء ، وكيف يبتلعني الظل كلما لبس النهار ثوب المساء الجديد كم مرة يكون للسماء نهاية مفترضة ؟أليس عند حدود الغربة ثمة ميناء للضياع ؟ تلقى على شواطئه مرساة لاستباحة جديدةً. جسدي مظاهرة غاضبة ، تسير على ما تبقى لي من قدمين ، تعير جريان الموت الى موسم زحف الجنائز ، وترتفع فوق جسارة أعمدة الصحف اليومية ،أنا هامش للمعنى ، استلقى في هجران ألهي، امارس صلاة الانتظار الباهظ وراء سواد الافق ، قافلتي لا تكف عن السير في سلالة المعنى حتى يبتلعني العدم بشدقه المغمور بطعم الملامة المرة ، من أجل الذين يتعثّرون في التثاؤب الصباحي. يا عبق الصباح، أنت ظلي الراقص في رغوة القهوة، منتشيا في نكهة الغياب أنتظرني عند زواية حادة من مفترق الهام

إسم عن إسم بفرق أيضاً

صورة
غسان كنفاني إسم عن إسم بفرق أيضاً بقلم : مروان عبد العال لرواية غسان كنفاني " عائد الى حيفا" طعم أخر عندما تولد بعد ثمانية وثلاثون عاما على رحيله. في ظل إزدحام الكلام عن اللجوء وأثمانه على الانسان وحملة الموضة السائدة ضد التوطين وهواجس الهوية. لتبدو ذاك التلازم بين خط "دوف" الذي كان أسمه خلدون عندما ترك طفلا في مهده أثر حرب عام 1948 .وخط اللاجئ " عرب" الذي صار أسمه "أيفان". لما عاد سعيد بطل الرواية مع زوجته صفية كي يتفقد بيته في حيفا، ليبدأ حوار مع ابنه خلدون عندها اكتشف أنه أصبح مجندا في جيش الدفاع الاسرائيلي . عن معنى الوطن والهوية وأن الانسان في نهاية الامر قضية. وهو السؤال ذاته الذي حضر في أخر نسخة من كلفة اللجوء مع صديقي " أيفان" وبينهما وقائع جديدة وتحولات وأمكنة وأزمنة مختلفة ولكل أسبابه المتعددة. مثل تلك المرارة المجبولة بالخيبة، أنتظر المفاجأة ذاتها، التي كتبها غسان كنفاني في روايته عائد الى حيفا، عندما أدرك أن الطفل الذي بقي منسيا في البيت عند وقوع النكبة كان أسمه خلدون وصار " دوف". وأن الشخص الذي انتظرته ف

ترانزيت

صورة
نعيق غريب من رطانة اللغة تنضح بما فيها من وباء العفن "المابعد عنصري": (نطالب باعادة أنتشار الفلسطيني في دول العالم) ، دعوة لبعثرة شعب مبعثر أصلا، هي سخافة حاقدة لم تعلم بعد أن كل مخيم هو سفينة، من أسطول العودة لمخيمات تصطف في طابور طويل تشق أمواج البحر العاتية نحو ميناء الحرية منذ 62 عاما، لكل سفينة ذاكرة في قاموس البقاء، واحد غرق في الربع الاخير، وسقط في موكب القاطرة، وفي كل مرة تتجدد المرارة على الواح الصبر، تستعيد سيرة النكبة الطازجة ، فوق فراغ برعمت فوق جثته الخيام ، ترتعش أعوادها وهي تسند قلقها على جذوع شجيرات الخروَع.. حتى لا تجرفها أنياب الريح الباردة وقد فعلتها بقسوة ، لكن إصرار غريزي للبقاء ، احتوته كراريس الأطفال في الخيمة \ المدرسة فتحولت الى مراسي ثقيلة تمسك بإ رادة الحياة. هي مشاعرالفقدان التي خرجت من جحر الماضي وباتت تحفر جرحاً فوق دفاتر الجسد القديم. تعال وأنظر،حين انتشرنا وقبل ان ننتشر، الفرجة مجانا، ما فعلته يداك كي ينتشر المخيم مجددا ، وهو لم يزل قاربا في أسطول عودتنا ، ليس غولا ولا دمية تستخدم كفزاعة للعصافير الشاردة، بالأمس كان شهيد على كرسي الاعتراف بأ

كم أنت شبهي أيها السراب

صورة
لا أرغب في شيء أيها السراب ، إلاً ان أعرف ، لم أنت شبهي؟ تلوذ بنفسك في السديم وتسكن عالم خفي. انا الذي يقلب صفحات السراب، لعلي أعثر في عينيه على مكان يتسع لسفري، ابحر في أطياف تلهث على وجه من أحجار كريمة. دعني أبحث في الرتب الصماء عن معنى الشهادة، عن فلسفة حانوتيه تقفل الحياة بحتف يشبه نهاية الخدمة، عن جيوش أصيبت بعدوى النعاس ، وهي تجردني أوسمة البطولة وتعلن الانتصارعلى طواحين الهواء. أيها السراب لأنك شبهي ، فقد أمسيت بطلا لكل الروايات، تمضي الى تعبك السري في أعماقي، تمتطي جيادي العطشى لماء القصائد، وظلك يلازمني، يغفو على وسادة من خرافات، وانت تتوسد زندي على مداك. كم أنت شبهي أيها السراب، تبني داخلي هيكلا لنفسك، وتحترق في مذبح الوطن المسافر، لاني مثلك، طفل مخيمي مشاكس. يخوض شغفاً في غمار الحلم الابدي. أرمق ذات البحر وهو يسرح أمواجه فوق أكتاف الشاطئ، أراقب في كل مساء صيفي لحظة الغروب على مد النظر، وأنام على دغدغة من رهام المطر فوق صفيح الزينكو ، أكوي ملابسي المدرسيه أستعدادا لليوم التالي تحت فراش الليل، وأحتسى يوميا طاسة حليب الأعاشة مع حبة من زيت السمك. هل أدركت أيها السراب؟ ك

هل أتاك حديث الكاميليا؟

صورة
هل أتاك حديث الكاميليا؟ مُنْذُ شَهْرٍ قَمَرِيٍّ ، حَضَرَتْ أَضْلَاعِهَا الْنَّاشِفَةِ ، أَغْصَانِ جَرْدَاءِ مِثْلِ نَوَارِسُ بَحْرٍ خَلَعْتُ رِيْشِهَا ، وَتَرَكْتُ عِنْدَ الْشَّاطِئِ الْصَّخْرِيُّ الْمُوَحِّشِ بِالْحَنِيْنِ. غَادَرَتْ دِفْئِهَا ، عَارِيِّةٌ مِنْ أَوْرَاقِهَا كُمَسْبِيّةً تَبْحَثُ عَنْ سَتْرِهَا الْرَّسُوْلِيَّ، هَارِبَةٌ مِنْ وَحْدَتِهَا، حَمَّلْتَها طَيَّاتِ الْكَفِّ الْرَّؤُوْفُ، عَبَّرَتْ خَطَّ الْمَاءِ وَفَاءَا لِلْطَّرِيقِ ، وَدُسْتَهَا بَيْنَ ثَنَايَا تُرَابٍ مَازَالَ يُحْتَوَى رَمَادَ تَسَلَّلَ مِنْ الْرُّكْنِ الْمُلْتَهِبُ فِيْ أَحْزَانِيْ ، تَنَحُشّرِ هُنَا، بَيْنَ أَكْتَافِ شُجَيْرَةٍ الْغَارِ وَتَتَّكِئَ عَلَىَ خَاصِرَةِ الْيَاسَمِيْنْ. حَيْثُ تَتَعَانَقُ بِاسْتِيْحَاءً مَعَ تَرَاتِيْلُ جِدَارِ خَطَّتْهُ أَلْوَانَ مُضَادَةٍ لِلْتَعَبِ . جِذْعِ عَتِيْقٍ مِثْلَ كِتَابِ تَارِيْخِ لَفَظَتْهُ الْسِيَاسَةِ ، كَأَنَّهُ بَقَايَا مُوْمِيَاءِ عُثِرَ عَلَيْهَا فِيْ كَهْفِ سَكَنَهُ دَيْنَاصُورٍ.فَاسْتَلْقَتْ بَيْنَ ثَنَايَا حِضْنِ الْحَوْضَ الَّذِيْ يُزَنِّرُ ال

الوعد الذي لا يموت

صورة
جفرا لغاية في نفسها والوعد الذي لا يموت - نص عن رواية – أحمد.م.جابر ربما كان من الحكمة ابتداء الحديث عن هذه الرواية بأغنية، أو بموال حزين، كأنه – هذا الاسم- لايستدعي إلا حزنا دفيناً تتناقله الأجيال كسر مقدس، يبدد وحشة عراء بارد قذفوا فيه ذات ليلة جهنمية سوداء.. أذهلني مروان، لما كان في طور الكتابة، إذ أفضى إلي بذلك السر، أن جفرا من لحم ودم، امرأة حقيقية كانت تعيش على مرمى أغنية منا جميعاً، أفزعني الاكتشاف بقدر ما فرحت بالخبر، ربما لأننا نميل إلى أسطرة كل شيء وتالياً لانستطيع في وعينا المكسور أن نتقبل أن الأسطورة مجرد كائن حي.. مثلنا وأن هذه الأغاني كانت لامرأة واقعية، هل يمكن أن تنوجد امرأة على هذه الشاكلة حقاً.. لعل الأسطورة ذاتها تستدعي لغة الشعر التي صاغ بها مروان روايته، فتجد الكلام ينساب في مستويات من السرد يتداخل فيها الحلم مع الوصف، مع الحوار.. يستدعي الروائي قصة فلسطينية كلاسيكية، يتداولها الفلسطينيون منذ النكبة، وكأنها ارتبطت بها، عن مغن ينشد أهازيجه لفتاة سماها (جفرا) على سبيل التقية، في مجتمع لايسمح بالغزل المباشر، فكيف إذا كان هذا الغزل أغان سرعان ما تنا