المشاركات

عرض المشاركات من 2011

مروان عبد العال: ونصف دقيقة...!

مروان عبد العال: ونصف دقيقة...! : ونصف دقيقة...! مر زمن ونصف دقيقة على وقع أصبع يدق رأس الأنف ووتر القلب معاً ، تمر الاشياء مسرعة كغيوم مسافرة مشبعة بأحلام الطفولة و بأن ...

ونصف دقيقة...!

صورة
ونصف دقيقة...! مر زمن ونصف دقيقة على وقع أصبع يدق رأس الأنف ووتر القلب معاً ، تمر الاشياء مسرعة كغيوم مسافرة مشبعة بأحلام الطفولة و بأن الآوان لم يفت قبل أن ترتوي العيون الرمادية من ملوحة البحر. دائماً تقف في الصف الاول حيث يجلس نصف الزمن الماضي ، والتلامذة يضرسون بحصرمهم الأخير، كل شيء معرض للإنصهار، ونصف لخيبة هي بلون الرواسب الرملية عند حافة الشاطئ ، كل صباح ابتلعه البحر سيبقى يرتعش مع أصابع الموج.. منتصف الزمن هنا كبقايا الريح تمسح بحذر جبين الحصى، تتسلل اللزوجة تحت رداء خفيف من ماء الجسد. معلقٌ في زاوية مثالية ، بين نصف إبتسامة ترتشف قهوة خجولة ونصف آخر يتلاشى فوق شفاه الدهشة ! النادل الفضولي ، يسأل عن سر الإختلال الفظيع في عين الماء ، يمسح التفاحة بكفيه وعينه لا تفارق الكرسي الشاغر، يتقن فن التصورات الخيالية، يفترض ان يكون الجليس مجرد  وميض قد فلت مرة من ضوء القمر. يسأل عن شعاع هارب من فضاء الضياع وان كان سيعاود السقوط ثانية ، أم أنه هنا فقط وفي قلب النزيل الوحيد! نصف دقيقة من الزمن منسية في الميناء الآخير، تبحث عن بصمات عيون في الفراغ المقابل ، قد يفتح وجهها ألامومي باب ال

"ايفان الفلسطيني" بين السماء والطارق

صورة
(إهداء إلى الفلسطيني أينما كان) عبثا تحاول .. انك المسبي أرضك من قديم الأزمنة عبثا تحاول .. أن تعول ، لا احد . يبقى بلا كينونة الأحلام ذات الأمنيات الممكنة في الفهم للعقل الصحيح مجسدا إحساسه بلدا ... بلد .. في خطو أحذية الصبابة للمدى النحلي يقطر رعشة الدوري في عسل العيون المؤمنة في أن نصرا ما سيأتي فوقه ، يسرج الريحان نرجسة المرايا الفاتنة تتكسر الألحان منها كل رواية عن غربة في جملة الشهداء تجنح كالصدى للسلم كل مخيم يعلو سحيقا في التراب وبحره او حبره لا فرق ما دام المصور من عذاب واحد لا فرق مادامت حياته أو مماته من هنا لهناك في مبكى جهات واحدة منها لنا بيروت حتى براغ أو بيروت أو برلين أو بروكسل أو في القدس حتى القدس ما الفرق ؟! قولي يا هنية في دموع الوالدة كندا أو غير وغيرها لأميركا بتنا على وعد يوردنا ليكسرنا كما المرآة في شبه شبيه من شعائبنا لمنظور وجودي عديم الفائدة لا فرق منفي هنا في حضن وجهك حيث أمك في مخيمك البعيد على حدود الوقت من روح لآخرها والى لقاء آخر مع ما يحدد ساعة الصحراء في قفص اللجو

الرمز بين الوجود والعدم..

صورة
صباح الهامات التي شمخت وارتفعت الى عنان السماء ، لتخط اسم فلسطين على جبين الشمس. للقامات التي تقرع فينا على جرس الغياب للذكرى للشهادة وللشاهد الذي ضبط حياته وضبط الزمن على ساعة قلبه ونبضه وحلمه..سلام له وعليه ..سلام يا سيد الوقت الفلسطيني سلام عليك يا أبا عمار... على السر والمسيرة والسيرة، من سفر الزمن الاول الى العبور الأخير و في رحلة الزمن القادم... للخطوة والدرب والطلقة والفدائي والشريد والثائر والمحاصر والشهيد.... يا سيف الغياب الأخير في غمد الحروب الخاطفة والحروب الزائفة... الى حقيقة الزيتون الفلسطيني العتيق.... أيها الكبرياء الفلسطيني لا تهدأ و لا ترحل، أنت باقٍ على درب خلاص وموطئ قدم وسارية علم والى كرامة ووطن... عندها لا تليق بك الالقاب الرسمية والاسماء المستعاره ، بل لا تختصر برتبة قائد تنظيم ورئيس، بل تصبح إختصارنا الجميل في الحكاية الفلسطينية حينما تروى، ووجه من وجوه التغريبة الفلسطينية... لتسم مرحلة وتاريخ وتجربة ودرس فتعطيها عمرك وإسمك... حق للغائب علينا أن نفيه، أن نقرأ فيه أيات الحب ,لكن أن نبوح بأسراره الحسنى ونحن نقرأ أسراره ونفكك ألغازه .. التى نعترف ونشهد ، بأنه

هكذا قالت الصورة!

صورة
هكذا قالت الصورة :أنا من هنا . عندما  جعلتني أفكر دائما لو لم أكن أنا نفسي. في الصُور التي تسللت من تراب "الغابسية" كلما ألقيت نظرة فيها ،كأنما تحدق العيون بالعيون ، وهناك صدى يجيب: في أي واقع سأكون بين الصورة والمُخيّلة. كل شيء قابل للتخيُّل ، المكان الزمان ،ما كان وما سيكون وكيف سيكون ـ وهل الواقع المتخيل كاف لمعرفة أسماء كل المفردات والمشاعر؟عندما تختلط في مزيج غريب ، لا يعد لها بطاقة تعريف تنطق باسمها .. تسبغ علينا براءة اختراع اسمها وكنهها. أن صرت غيرك..هل للنفس الاخرى ذات المخيلة التي تنتج الاحلام و حتى لتحقيق الأحلام؟؟؟ الصغيرة أو الكبيرة. تخيلت هل سأكون أنا نفسي حلمًا زائفًا؟ فضيلة الصورة انها أختصار الحقيقة ، ودليلٌ عينيٌ للبقاء ، في صراع مشتعل مع الاوهام .هل سأكون فارساً للخرافة؟ أخذتني الى استنتاج أنه عليّ الاعتراف بأني لا أحتمل ذلك. كدت أختنق من الاسئلة المتناثرة كأعواد الثقاب . بين إتنصار أوإنتحار الحقيقة ، ترتدي الخرافة ثوب الاسطورة ، تصير مخبراً سرياً يلهث كي يلقي القبض على قوة الفكرة.. الروح التي تستنطق الاشياء ، وتعطي بعداً للصمت وتستعيد من الصدى هوي

أبحث عنك في القارة السادسة

صورة
لديمومة المنفى في النفس شبه لخلود الفردوس ، كالجنة الموعودة. كانت جملة نطقها بكل أسى : أنت تحسد الاغاني عندما تسافر عبر الحدود بلا جواز سفر. المنفى في جغرافيا الشوق، يكون القارة السادسة ! وهو في فيزياء الحنين قد ينتمى لعلم الفلك ، عندها سيكون الكوكب السادس ، زُحل، الأشبه بكوكبنا ولكنه يلفظك كغريب ولا يتسع لحياة آدمية. باغت الماء ملامحي كالوحشة. حدثني زائري البرازيلي عن القهوة وكرة القدم وغابات الامازون، وعن دعم قضايا الشعوب، وأن بلاده أخيراً قد استوردت مخيماً . أدركت أننا نمتلك بضاعة فائضة وقابلة للتصدير، وأننا نتجول كالبطريق في وطن افتراضي ، ونسافر في منفى مشروع، يتسرب بين القارات كقارة مجهولة. أحسست لحظتها اني أزاحم طيور البطريق هناك ـ عند جبل مجدب شاهق يطال كبد السماء، في جو خريفي وتتمايل بإناقتها ولا تخشى البته كل الحيوانات البرية المفترسة، وفي عباب الماء كانت أشكال مريبه من عجل البحر والحيتان الزرقاء وطيور النورس والطيور الجارحة، تلوح في أفق سفرنا المريع ، وأواسي نفسي بأمل أن معظم طيور البطريق تعشق الحجارة ـ عند المساء كانت الشمس في حالة نحيب على وداع دائم ويومي، تبعثر خيوط

عيونٌ من غسق !

صورة
نحن نتعدد ولم نتبادل الأمكنة ، كنت أنت أنت ، لا تشبه أنا أنا، لكن ندق في ذات الوقت ، في شغف يمضى خلف أحلامي الجائعة، هي تمر الآن في حالة تناوب عفوي على نافذة مسافرة في قمرة ساكنة، أتقمص ذاتي في غربة لامتناهية. مرة أشعر بأني أحد، كائن في حالة تحّول سرمدي ، ومرات كقارة منقرضة. تعاند الطبيعة للعودة الى الوجود ، في اللاوجود ولدت الحقيقة ، وفي أسطورة يتكئ عليها خيال شارد ، يواعد غزال تنساب بكلمات تلمع أشكالها بجوهر الألوان ، وأنت أنت عند محطة الصيف تكتب على سكة القطارات القادمة . أطفال الغسق نحن ، ننام مع عناق الحياة ، على مقربة من ليل يصير أُرجوحة في باحة الدار الخلفية ، يهزها الريح بين طرفي المساء والصباح ، لقد أنتحر الرماد يوم ولدت في حضن المسافة بشائر المرحلة الغسقية فيها يختلط الليل بالنهار، وتسكب خمرة الأثنين في كأس واحد، عندها كل موج يجرح عين الغسق بزبد مالح، والقارب تمزقت أشرعته فمد لنا مجدافيه ذراعا نحو ميناء مهجور، وضحكات غوغائية نادرة تسخر من بحر يتثائب . لم يبقى لي أنا سوى مرساة قديمة تكره ميوعة الرمال وأنت بوصلة معلقة كأيقونة سحرية ، تتدلى دائما عند جهة القلب، لكنها تشير ا

عيونك خضرا يا سِلِق !

صورة
أجابني صدفة صباح مشاكس كالوجوه العبوسة الحائرة ، المنتقعة اللون، والتي تختلط معها كل صور النساء في مخيلتي وتذوب في تقاسيم وجه واحد بسيط، من بائعة خضار، تقرفص في ما يسمى دكانها على رصيف حشائشي مفترض، وتنادي بصوت طربي وبنغم صوفي " عيونك خضر يا سلق" .. جدران الشقاوة الممتدة في أزقة مخيم مكابر، حيث فوضى الروح تطلق تحذيرا للعابر المتجول في السوق الشعبي، إحذر أيها الغريب، ربما من شدة الصمت قد تتكسر طوابير أسنانك! سخر منها بالقول: تقصدين طاقم أسناني الصناعية! قذفني صوتها فوق زجاج سميك ،عن بقلة خضراء عادية ، تحولت بفعلها الى حالة مُثلى كروح القصيدة، بفعل من خصب الكلمات الحميمية والسهلة ، دون ان تدري يصير للعشب هالة أسطورية، فلنبتة السلق نبتت عيون خضراء ، تصوير أبداعي يرسم أكاليل زهر محاطة بقوس من فضة دائرة للكبرياء ، فوق العرش الطالع من الحلم ، تهيم كعيني الروح في جداول من ماء. يحفر في حدقات الليل الصخري كل العري الذي ما زال يسرق منا موسم اليباب. مروان عبد العال

عيون من زيتون

صورة
.... وأخيراً باح لي هذا الصباح أن بعض السحر فيه لم يكن خرافة، وشوشات حبات الزيتون تسمعها دون أن تفهمها تنهمر من شجيرة محاصرة بين جدارين، خضراء موشحة كعقد من العقيق ، هي ذاكرة الزيتون ، نبتة الخلود ، شجرة لاجئة في بيت مخيمي ، تبكى جذرها قبل ان تنام. كنت اعتقد ان حدائق الجنة لا تنبت في نهر الجحيم. في حديث آخر قيل ان للزيتون عيون يتبع فيها أصحابه. حبات تتململ بالشوق الموحش ، تعرفت عليها عندما كشفت لي سرها وأعطتني قبلة من زيت سحرها هذا الصباح. كل مرة ندرك بان المساء أخذ مكاني في عالم الخرافة، حتى لو شعرت أنه بحوزتنا ويستلقى تحت أغصان الزيتون ، جذعها في قلبي تحميه رموش عيون موناليزية ، وعلى مرمى الروح دالية عنب مثقلة بكل ألوان العناقيد ، تمتشق بريقها وهو يشق جبهة الفجر من بين أزرار قميص نافذتي. كان متروكا للعدم ، قبل ذاك الشيء ، كان أنا نفسي تهطل منها الطفوله هناك بكل ما فيها من خربشات على جدران مدرسة قديمة، هناك طائرٌ أزرق وفي زاوية أخرى سمك برتقالي وفوق ورق أبيض هناك قطط تتراقص بظلال ألوانها والضوء يبهر الجدران بعقارب الوقت تعبرنا ، كي نلتقي على ضفة وهمية .كلماتنا تتدحرج على هضاب الروح

لفافات بائتة

صورة
لفائف من أوراق و حزمة رسائل و نصوص بائتة.... نعم بائتة لكن قيمتها انها كانت خبيئة في حقيبة يد... كانت بمثابة ثلاجة حفظتها من أشياء كثيرة ومدحوشة في زاوية خزانة ، فنجت بريشها من الحريق الذي إلتهم البيت بعد ان وضعت حرب المخيم أوزارها ذات صيف لم يكن باردا مطلقا... مضى عليها زمن وهي بائتة ولكنها لم تيبس أبدا... شعرت بدسمها الفكري ودفئها الوجداني ورقتها الادبية فقررت اعادة طهيها من جديد... لنشرها في سلسلة رسائل تبدأ منذ عام 1995 لذا اعتبرتها بلا زمن... طالما انها ترنو تفاؤلا نحو زمن قادم ... ولم تغب عن الحاضر مثلك أنت يا صديقي الغائب. (1) رسالة الى غائب صديقي الغائب دائماً والمثقف جدا ، مازال لسان الحال يردد: ( لو فكرنا كذا وفعلنا كذا لكان الأمر كذا ...) السؤال الذي طرحته بالامس "لمصلحة من يجري الزمن ؟" يحمل في طياته مضمون فلسفي يتعلق بقدرة الانسان ودوره في الصراع وعلاقته بالزمن ، وانه ليس لعبة بيد التاريخ بل صانعه ، لأنه لو فعل لخلق زمانه، حاضره ومستقبله . السؤال عن حركة الزمن هو سؤال إستشرافي ، يؤسس للجواب أو لرؤية مستقبلية تدرك مجرى حركة التطور التاريخي ، ويوضح دور الصدف

أعترف أنك كنعانية

صورة
هناك في رواق داخل نفسي، ثمة أجزاء مني تتوقع قدومها وهي تلهج بك، تدخل ألى بيت في وطن يسكن في قاع نفسي . قد تراوغ نفسك في العودة الى الغد الآتي ، كم مرة أيقنت انك قد عدت ثانية وأنك أنت الزمن المستمر الذي لم ينقرض ، كم سنة وكم صمت أضاعك ؟ هكذا نحن ننفذ بجلدنا لنجري عملية فحص فلسطيني دقيق لخلايا الزمن. كنعانية كالصباح ممرغة برائحة الخبيزة ، في حرجها ينام المساء . لقد حانت ساعة السنونو ، عند غروب خريفي ، كان قد فاتها ان تتنفس قسطها من الهواء، تمردت أعشاشها لتكتب ما تشاء من دوائر عشقه اللامتناهية . ربما ! هي أمر نسبي ولكنه الجنون عندما يمارس أحلامه المكبلة في الهواء الطلق . كنعانية محررة من أي لقب. صباحك حدائق من جنة الروح. اخجلتني كلماتك، فانحنت لها سجايا القلب، كي تقبل تراب تحبو عليه حروفك الابجدية. تدهشه انثى الصلاة خلف خطي الوهمي. كنعانية تقول : لا يليق بي أن أتيك مزينة بلقب هو ليس جزءا من وجع الحروف وهو يدخلها تحت جناحيه ليصنع من حروفه طائرات ورقيه ، ويوزع قبلاته العنقودية على وجنات القلب الصغير. تتعرى الأسماء فتزداد غواية. تتوزع أحرفه على اصابعي كي اكتبه. وفي كل لحظة أحس بجفاف ينا

صبي يكتب على الهواء

صورة
باقة يحملها الصبي في حقيبة من قماش، قلم رصاص ومسطرة وممحاة ودفاتر بعدة إحجام ، ويزحف بها في طابور نحو الصفوف الابتدائية، تكثر فيها الدفاتر الملونة الممهورة بختم "وكالة الانروا "، لكنها لا تروقه لآنها مخصصة للمواد الدراسية ، النسخ والاملاء. وكل ما يأمر به مربي الصف. كلها تصطف مرتبه وموظبة و بطلب منه في حقيبته المدرسية. الصبي يعشق الكتابة على الهواء، ملامسًا شفتيه برأس إصبعه، ليغمسه في دواة من ريق فمه أو يبحث عن رطوبة في الريح أو بنقطة ماء فوق حائط رطب ، كي يصير قلماً من لحم حي ، يغمسه في محبرة من أحلام طرية. يفرغها على فضاء الغرفة بخربشات لوجوه ومشاعر وكتابة لكلمات تتزاحم في جمل فوضوية ولكنها مفيدة ، وكلما يقوم بمحوها بكفه الصغيرة، يطلب من أمه ان تساعده في مسحها. يحب دائما ًأن تكون الدنيا صفحة بيضاء ، ليعاود الكتابه عليها من جديد. بكلمات شفافة لا يراها أحد غيره ولا يقرأها سواه . يهوى اللعب بإلقاء الحجارة في مياه النهر، يكتب عليها دوائر غضبه، فتستقر مع الحصى في القاع، أما النهر فيواصل السفر بعيدًا عن ضفافه ، ليدرك أن الماء يبقى حبرأ يكتب به وليس عليه ، أما الهواء في

"ايفان" بطل "الغيتو الفلسطيني" !! قراءة بقلم :عصام اليماني

صورة
قبل أن أقرأ رواية " ايفان الفلسطيني" لم يكن لدي اي فكرة عن مضمونها، للحظة اعتقدت ان فكرة الرواية تتناول حياة الشهيد الايطالي فيتوريو أريجوني، الذي اكتسب هويته الفلسطينية باصراره على العيش في غزة المحاصرة و مشاركة الشعب الفلسطيني نضاله ضد الاحتلال، إضافة الى تأقلمه والظروف الاجتماعية والسياسية في غزة. لم يكن أعتقادي صائبا.. وأذ بالكاتب في " ايفان الفلسطيني" تتناول الفلسطيني الذي ارتبكت هويته ، كما في حالة صخر وارتبك هو بهويته، باحثا عن هوية بديلة كما في حالة عرب / ايفان، هذا الارتباك الذي ادى الى " الانتحار البطيء لصخر ، و انتحار عرب/ ايفان الذي تعب من البحث عن هوية تجسد كينونته كإنسان بعيدا عن كونه فلسطيني. لم يكن هذا الارتباك صنيعة صخر او عرب/ايفان، انما الارتباك كان نتيجة كونهما ضحايا اللجوء، و من الجيل الذي ولد لاجئا في المخيمات، جيلا لم يعش تجربة الوطن ، انما من خلال حكايا الاهل تسلل الوطن ليعيش في وجدانه، فصخر حلم بالثأر لوالده الشهيد والعودة او استعادة الوطن عبر التحاقه بالعمل الفدائي ، بينما إختار عرب/ايفان البحث عن وطن جاهز يمنحه هوية ، وطن لا يحتاج

هذا المعدن ليس لي!

صورة
صنع لي الأمير مدينة من معدن ، ناسها و قبابها وابنيتها ، بيوتها ، شوارعها ، واجهات محالها ، أرصفة معدنية والمارة بوجوه معدنية، حتى المرايا الرقيقة تتحطم في صباح الحلم المعدني . حانات ليلية أختطفت منها السماء ، على مدخل المخيم اعلان عسكري : " هذا الطريق خاص بالذهاب للمقبرة "! وهناك عند كل زاوية حادة "جنرال" معدني وعنكبوت ينسج خيوطه المعدنية. ثمة من يتربص بأقدامها الحافية تنقش الطريق ... ويعد خطواتها وهي تكرج مهاجرة فوق غمام السماء. كان الحلم من سور معدني، يحيط بطريق الموت ، في منام كالملح ، ونوم من حجر. بعد دهر ينتفخ الأمير المترف جذلاً بالإنجاز العظيم. تنقر الخديعة كل طبول الأعراس وأهازيج دول مفترضةـ وخنجر نحاسي يداعب أوتار قيثارتي الداخلية و يحاصر أبواب الزمن وتحجب عني طيور الغسق، إلّا زغرودة تتنفس في حواشي النفس اتجدد بالاحساس في حنايا المساء ، تتقطع في السأم البارد أقراطها الفضية، تخرج من طفولة ساذجة، من بين زوايا القهر المكعب الاضلاع. تعبرني الطرق الصفرية بجنون الألوان الغجرية، الى معادلة النهائيات الصفرية.. تئن بحنين على وسادة ينخرها الليل، كي تعزف في ا

الْتَّنَكُّر وَسِيْرَة الْبَطَل " الْمُلَوَّث"

صورة
مروان عبد العال في روايته " إيفان الفلسطيني ": الْتَّنَكُّر وَسِيْرَة الْبَطَل " الْمُلَوَّث" بقلم: محمد زينو شومان استوقفني العنوان منذ النظرة الأولى، فما هي العلاقة بين إيفان و الفلسطيني ؟ ومصدر الإشكال والتساؤل هو الإسم الأجنبي غير المعهود في معجم الأسماء الفلسطينية، وهذا ما يحفز القارىء إلى استجلاء حقيقة الصلة بين غرابة هذا الإسم وغربة صاحبه الفلسطيني. فمن هو إيفان هذا ؟ إنه الإسم المستعار للفلسطيني المتحول " عرب "، أي هو القناع الخارجي ل " عرب " الفلسطيني فاقد الوطن والهوية والمشتت في " العراء الثقافي والاجتماعي " في الغرب الأوروبي. ولماذا يحتاج الفلسطيني إلى القناع ما دام بطلاً مخلوقاً للصراع والاستشهاد قبل ( الما قبل والما بعد )، وما دامت ولادته حتمية وواجبة الوجود لاستكمال التراجيديا الفلسطينية شروطها الكاملة على هذه الأرض ؟1 ومروان عبد العال يدرك ما صنعت يداه، فنسيج هذه الشخصية الملحمية ليس من مادة خيالية إطلاقاً، بل من صلصال التجربة وحمئها المسنون، ومن مادتها النفسية والاجتماعية والتاريخية. ولهذا السبب تخير الا

:"ايفان الفلسطيني" قصة تحويل الانسان الى مجرد رقم

صورة
في مقابلة مع مجلة النداء اللبنانية: "لم اعد قادراً أن أكون نفسي..." عبارة تحمل في طياتها بعداً فلسفياً عميقاً، وتصبح أكثر عمقاً عندما يغوص هذا السؤال في شخصية "ايفان الفلسطيني". "ايفان الفلسطيني" رواية للسياسي، والأديب الفلسطيني، مروان عبد العال، حاول فيها بإسلوب رمزي الغوص في أعماق الشخصية الفلسطينية ـ المُهجر قسراً من بلاده نتيجة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ـ لمعرفة ما يجول من تناقضات في عمق هذه الشخصية المُبعدة عن وطنها، وتعيش في أوطان "وهمية"، كلاجئين في العالم العربي وكـ"مواطنين" في بعض دول العالم. ماذا بقي من الهوية الفلسطينية، وما هي التغيرات التي طرأت عليها، وما معنى الذاكرة وكيفية "إفراغها" للحفاظ على الهوية الفلسطينية... أسئلة كثيرة تطرحها الرواية فكان لمجلة "النداء" اللبنانية حوار مع عبد العال حول روايته الأخيرة "ايفان الفلسطيني" وهذا نصه: أجرى الحوار: احمد ديركي س: "ايفان الفلسطيني" ايفان، السفاح المحب لسفك الدماء، أصبح اسماً مألوفاً ومحبوباً في الغرب، فما علاقته بالفلسطيني؟

مروان عبد العال: وما زال الشريط شائكاً

مروان عبد العال: وما زال الشريط شائكاً : "تدلع لسانك الدامي، يقطر من جرح غائر تركته صورتك المرعبة كل يوم على شفاه الصباح؟ مهما استعرت من كنايات ، كن ما شئت ، السلك الحديدي او الحز..."

وما زال الشريط شائكاً

صورة
تدلع لسانك الدامي، يقطر من جرح غائر تركته صورتك المرعبة كل يوم على شفاه الصباح؟ مهما استعرت من كنايات ، كن ما شئت ، السلك الحديدي او الحزام الآمن، الحاجز أو المعبر أو الخط الحدودي... لا فرق ، في كل الحالات ، تلاحقني كتعويذة أبدية، كمأساة تعربش على مسائي الوردي ، تتوقف عجلات الطرق وأنت لا تزال مستمرا ً. سيدي الشريط لا تزاحم ثيابي مع حبل الغسيل، ورقبتي مع ربطة العنق، أيها الشريط الشائك لا تتربص بي خلف النافذة. ما زال عهدك يتفشى ، ونظامك يأبى السقوط ، تجهر بصمتك الرخيم يذيع أسرارنا وينشر أرشيف مسيرتنا بين السريس والبلان الى ما بين الاقحوان وشجر الرمان . سيدي الشريط الاعمى الذي ظل شاهدا يرخي ستائره السوداء على جسد الوطن، تركته يتجلى خلفك لنراه بكل الحواس. هناك سمعت قلبي يقرع كرنين جرس الماعز ، يسبقني كقبرات البيادر، يبحث في أكوام الحصاد عن مونة بيتية. لن يطاوعك قلب العاشق حتى تجتاز خلفي جغرافيا المسافات، يستفزني وجه "هولاكو" فيك حين يقفل بوابة التاريخ على غزوة همجية ، تستأنس بأنيابك الجارحة حتى اشعار آخر. كبرت معنا وانت تكتب على اقدامنا خطوط الطول والعرض و تسقي تربة ال

الى رجل كالشفق

صورة
هَكَذَا أَنْت كَالْشَّفَق الْجَمِيْل يَعْتَصِر الْشَمْس حَتَّى أَخْر قَطْرَة، عَاد مِن حَيْث أَتَى لِيَسْكِبِهَا عَلَى مَرَايَا الْوَقْت ، هَكَذَا لِلْحُرِّيَّة قَبْضَة عِشْق ، تَنْقُشُهَا كَالْوَشْم فَوْق الْطَّرِيْق و تَنْشُرُهَا عَلَى حِبَال غَسِيْل تَبْحَث عَن الْنَّهَار هَكَذَا لِلَّشَّوْق حَرَارَة الْرَّصَاص يَنْزِف كَدَقائِق الْغِيَاب مِن بَيْن أَصَابِعُنِا .. و يَلْحَق بِنَا فِي أَزِقَّة الْمُخَيَّمَات و الْايّام تَطُوْل وَهِي تَلَدِغَهَا كَعَقَارِب الْسَّاعَة ... هَكَذَا نَعْتَلِي دَرْب الْمُسْتَحِيْل يَا أَبَا عَلِي. مروان عبد العال

نُقْطَة حِبْر

صورة
إِبْتَلعْتَنِي نُقْطَة حِبْر فِي عِز الْصَّيْف... كُنْت أَتَجَوَّل فِي نَيْسَان.... أَقْض مَضَاجِع الْبُرْقُوْق... حَتَّى تَنَام الفَرَاشَات عَلَى لَوْن الْحُرِّيَّة ... ذَات مَسَاء كُنْت أَتَنَفَّس مِن رَائِحَة الْبَحْر...قُلْت لِلْحُزْن الْمُزْمِن أَن يَتَرَجَّل و يُعَلِّمُنِي أَبْجَدِيَّة الْصَّخَب بِأَحْرُف تُكْتَب عَلَى جَسَد الْنَّهَار ... وَحِيْن أَشَتَعَلْت نِيْرَان الْوَحْشَة فِي طَيَّات الْغِيَاب ... أَدْرَكْت طَيْفُك بِكُل مَا فِي الْحُب مِن إِنَاقَة ... أَيُّهَا الْصَّخَب الْجَمِيْل أَمْتَطّى قَارِبِي الْوَرَقِي حَتَّى لَا أَغْرَق فِي مَخْطُوْطَات الْتَّارِيْخ بَيْن أَحْرُف مَكْتُوْبَة بِالْخَط الْكُوْفِي... قَوَّامِيْس الْغَدْر الْمُكْتَوّيّة بِرَمْل ذَهَبِي تَسَرَّب مِن شِفَاه الْصَّحْرَاء... أَنَا الَّذِي ضَيَّعْت ظَلَّك فِي الْسَّرَاب ... فَاسْتَوْقَفْتَنِي السُّنُونُوَّات .... وَهِي تُبْحِر فِي رِوَايَة مُسَنَّنَة الْأَوْرَاق... و بِكَلِمَات مَعْكُوْفَة كَأَنّيَاب وَحِيْد الْقَرْن... تَتَسَاقَط عَلَى قَدَمَي مِثْلَمَا تَتَهَاوَى أَكْوَام الاوسِمّة عَن أَكْتَاف الْجِنِر

إلى الذين يعتلون قمة الحلم ...... رغم كل شيء

صورة
إلى الذين يعتلون قمة الحلم ...... رغم كل شيء إلى الذي يواصل المسير.... رغم كل شيء الى سفر أيوب المشبع بكل الحكايا و السير ذاتية التي تعيش معي وتهاجر في أسفار الروح، تتماوج في التيه، تتسلل في متاهة الريح، لتدخل بعمق في دواخل أنسانية منقطعة وأمكنة ملتبسة وأزمنة محتجزة وفي ذاكرة ندية لا تعرف الصدأ، لتملأ مساحة صمت مرتعش بالغياب والصبر والحلم. هو سفرٌ مثل أبطاله يتنقلون في زوايا حادة تدور بهم المحاور والمحطات والاسئلة وتخرق العزلة عيونهم كالأسهم، الحكاية تروي عالما يغلي في مرجل الروح ويختمر في النفس الإنسانية المركبة ،لأنها مشيدة على سلسلة لا متناهية من القلق والاطمئنان معاً، ومن الشموخ والانكسار. تسترخي فيها القمم وتعلو أخرى، ينشطر القمر ، يتبعثر ، يصير نطفة ، ثم يتحول الى ثقب...... تتكون من فصل يتشظى كالقلب على كل البلاد، ثم تجتمع كمقاطع من لحن واحد، في لوحة واحدة ، لتحترق كالصحف المقدسة في حضرة المعبد، يتهاوى الافق ويتلاشى ، ينساب النص كجنازة تؤدي الصلاة ترتل بلعنة لإله الظلمات". الى روايتي الاولى سفر أيوب..........دار كنعان دمشق. 2002

"إيفان الفلسطيني": الشخصية الإشكالية

صورة
بقلم :أنيس محسن "إيفانُ الفلسطيني" تشبهُ كلَّ الفلسطينيين، بل كل المقهورين الباحثين عن مكانة بعد فقدان المكان. إنها خامسُ رواياتِ الأديبِ والكاتبِ والفنانِ التشكيلي الفلسطيني والسياسي القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مروان عبد العال، لكنها تختلف عن أقرانها، وعن كثير من الروايات الفلسطينية، بل العربية، من حيث تناولها شخصية إشكالية مغرقة في السلبية، ومعالجتها كحالة إنسانية واقعية لها افراحها واتراحها ومشاعرها. "إيفان" هي القضيةُ التي دخلتْ تفاصيلَ حياتِنا وذاكِرَتِنا، من لعبةِ النملِ الأسودِ والنملِ الأحمرِ التي يعيدُنا الكاتبُ معها الى لعبةٍ صبيانيةٍ فيجعلُ جحافِلَهم تتقاتلُ كأخيارٍ هم نحن وأشرارٍ هم "اليهود".. الى لحظةِ انتحارِ إيفان. أما ما بينهُما فهم أشخاصٌ نعرفُهم، هم نحن.. أقاربنا، هم المُصْطَفّونَ امامَ مراكزِ التموين التابعةِ للاونروا من اجلِ بعضِ الحصصِ التموينية، هم المدرسةُ في المخيم والخيمةُ قبلها، والمنزلُ المتداعي، والحياةُ اليوميةُ الصعبةُ، ودخولُ الفدائيين الى حياتِنا المحطمة والشعورُ بالانعتاقِ ونسماتِ الحريةِ والعودةِ الى الارضِ ال

في توقيع روايته الخامسة:

صورة
في توقيع روايته الخامسة: مروان عبد العال : حين يظل الفلسطيني حكاية الانسان الخارج عن القانون، يكون "إيفان" الرواية الخارجة عن النص. في ندوة أدبية وقراءة نقدية حول رواية مروان عبد العال بعنوان :(ايفان الفلسطيني) الصادرة عن دار الفارابي .اقيمت مساء الاربعاء 20-7- في بيروت مسرح دوار الشمس وسط لفيف المهتمين والمتابعين والشخصيات الثقافية والسياسية والاصدقاء . قدم الندوة الاستاذ الصحافي انيس محسن معرفا عن السادة النقاد والاساتذة وتحدث عن المؤلف وروايته. الاستاذ الناقد الدكتور عبد المجيد زراقط تكلم عن القضية الفلسطينية واعطى أمثال عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش ، وتكلم بصورة كامنة عن عبد الكريم الانصاري وكيف يحول القضية الفلسطينية الى قضية انسانية ، ومن ثم بدا الحديث عن حياة ايفان وعن سلسلة حياة وعن اسمه الذي بدأ يعرف في اوروبا ، وصديقه الذي عذب في السجون ووصفهم ببطل بلا انتصار.... الخ ثم تكلم الاستاذ محمد زينو شومان إنه الصحفي والمدرس والشاعر ، تحدث عن بطل مروان عبد العال في هذه الرواية مشبها" ايفان" عبد العال بغريب ألبيركامو وعن مأساة الشعب الفلسطيني بكل انواعها ا

مروان عبد العال «الفلسطيني»

صورة
بعيداً عن القضيّة وكليشيهاتها الجاهزة، تؤرشف «إيفان الفلسطيني» (دار الفارابي) يوميات الإنسان الفلسطيني في المخيم والشتات والمنفى. صاحب «سفر أيوب» يعيد طرح سؤال الهوية المحاصرة والمهددة بالاندثار إيلي عبدو ينفك السياسي عن الأدبي في كتابة مروان عبد العال (1957)، تتحرر اللغة من عبء الشعارات والخطابات والبيانات، لتدخل حيزها الجمالي وتمارس هوايات المخيلة في الفتك بكل ما هو يقيني ومستقر، في أدب القضية الفلسطينية وكليشيهاته الجاهزة. لا يغيّر الناشط والسياسي الفلسطيني من مهنته حين يكتب. بل يذهب إلى أكثر الأمكنة متعةً في هذه المهنة: نبش الذاكرة ومقاومة النسيان، وأرشفة يوميات الإنسان الفلسطيني في المخيم والشتات والمنفى، والتقاط تفاصيل منسية ونفض الغبار عن قصص وحيوات وأحلام بسيطة، كاد الزمن يتغلّب عليها ويطويها. في روايته الجديدة «ايفان الفلسطيني» (دار الفارابي)، يعيد عبد العال طرح سؤال الهوية عند الفلسطيني، حيث التأرجح بين الوطن الحلم، الحاضن لذكريات الأم والعائلة، وتفاصيل الطفولة والمراهقة وبين مخاضات المنفى والظروف التي ينتجها سلب هذا الحلم ومحو آثاره. للتعبير عن هاجس روايته وسؤالها المصيري، ي

توقيع وندوة حول رواية.. " ايفان الفلسطيني" على مسرح دوّار الشمس

صورة
دعت "دار الفارابي" إلى حضور ندوة حول رواية "إيفان الفلسطيني" لمروان عبد العال، يُشارك فيها عبد المجيد زراقط ومحمد شومان ويديرها أنيس محسن، السادسة مساء الأربعاء 20 الجاري في "مسرح دوّار الشمس" (الطيونة). يتخلّل الندوة توقيع عبد العال روايته الصادرة عن الدار نفسها. الجدير ذكره أن الدار رشحت رواية" ايفان الفلسطيني " لجائزة بوكر العربية هذا العام

المفكر الذي ما استقال من السؤال !

صورة
مر زمن على رحيله، وهو يفعل في ذاكرتنا ووجداننا، ويتفاعل في كيميائنا الروحية، يكوّن ذاتنا وهي تشكل على أدبه، وحسّنا الذي ينمو بإبداعاته، ونستمر مع كل ذكرى لغيابه نبحث عنه وفبه، بأبعاده وخلفياته، في فكره وحلمه، ولنكتشف كل مرة خسارته تكبر وحزننا يتسع، وأن ثمة قصة لم تكتمل، وحكاية تضاف، وسؤال يشتعل. عادة نكرّم الشىء من مدخل صناعه، مثلما الإبداع والعلم والثقافة والفكر والفن، والجدير اليوم أن نكرّم السؤال من مدخل السائل.. السؤال الذي ميزانه عقل ومبتغاه الحقيقة وأسهم في اكتشاف كنزنا الثمين الكامن في ذاتنا، والذي بات خطراً على العدو، يستحق الاسقاط، فكان السائل " غسان " شهيداً كي يلحق السؤال به وتتبعثر الأجوبة في غيابه. السؤال الذي دق به غسان كنفاني جدران رؤوسنا عقب هزيمة 1967، في صدى الفراغ الذي ارتعش في آذاننا، باكتشاف سهل وممتنع بأن يسألنا ويسأل ذاته : " ما الذي حصل لنا يا ترى، ولماذا حصل ما حصل ؟ وهل ثمة خطأ في المعادلة ؟ ودائرة الفكر السياسي المحكم عند غسان كنفاني، ترفض أن تلتقي الحقيقة بصورة عابرة ولا يشبع ذاته نصفها. تجده يغوص في المعرفة يبحث بأسئلته في أصل الأشياء، يعيده

جدلٌ في زمن " لا شيء "

صورة
الكلمة لا يثقبها الرصاص، كما الذاكرة لا يقتلها النسيان، أستميح الذكرى الحية بعض من خيال متاح، في اقتراف جدل مع غائب في زمن يقتفي خطى السنوات ويستعيد الجلسة الصباحية مع كاتب اشتعل رأسه بالشيب وقد ناهز من العمر الخامسة والسبعون. لا يمكن وصف المشهد الأخير صباح يوم اغتيال غسان كنفاني كدقة ما وصفته العزيزة السيدة آني كنفاني بقولها: (يوم السبت 8 تموز 1972جلسنا أطول من المعتاد نحتسي فنجان قهوة على شرفة بيتنا في الحازمية. تحدث غسان كعادته في أمور كثيرة، واستمعنا كعادتنا باهتمام لحديث ذكريات عن طفولته في فلسطين مع أخته فايزة، وقبل أن يغادرنا في الساعة الحادية عشرة إلى مكتبه أصلح القطار الكهربائي اللعبة المفضلة لابننا فايز، وكان على لميس ابنة أخته أن ترافقه لزيارة أقارب لنا في وسط بيروت.) يدور الحديث على طيف شبح الثورات الذي يجول في تضاريس الخارطة العربية، سيقرع الكلام حتما على جدران الخزان الذي لم تمل الأيدي من قرعه يوما. نتداول في حالة جدل مفترض ومباح عن زحف مسيرات إلى الحدود، لا لتستعيد وطناً بل لتدنو منه ولو لساعات، وتولد معها تلك الروح الشعبية المقاتلة، في اختراق جميل، لبطل جما