المشاركات

عرض المشاركات من 2012

صديق على الضّفة الاخرى

صورة
أيها القادم إلينا من سفر الأرض الطيبة، قمراً شمالياً في الغياب، مرت الأيام الأربعون لحظة غادرتنا، وفي الروح سر الوفاء، كان ولا يزال نشيداً على شفاهنا. سلام لك يا صاحبي، يا رفيق مهدي. لك في قلوبنا حكاية وفاء ولحزبك الشيوعي عربون محبة، لأنه فيك وأنت فيه، تصير حكايتنا، حكاية أشمل وأمثل لرفاق طريق واحد. في سن اليفاع، وقبل ثلاثين سنة كان التماس الأول، يوم أومأ لنا مخيم نهر البارد أن نلتقي؛ المخيم ذاك الكائن الحي، الذي تنفس فيه اللاجئ بأدنى شروط اللجوء المعتمدة عالمياً وفق قوانين البشر، وتنفس معه المواطن بأقل شروط المواطنة أيضاً... أنساقاً اجتمعنا بين غربتين، من وطن ضائع ومواطنة مضيعة. أنت القادم من ذاك الوادي السحيق في عكار العتيقة، تشرئب كوعد جبلي، تجتاز سفوحها الخضراء، تقطع شقوق صخرها، نحو قممها المشبعة برائحة عشب الأرض... التقينا بلا سواتر نفسية أو ترابية، بلا حواجز طائفية أو الكترونية، كنا سر العلاقة بين خندقين: المخيم والجوار. عقد حب لا تفصله اللغة الشاذة والكلمات النافرة. اللقاء الأول، يوم تسلقنا النهر ووصلنا ضفتيه، وعلى صدى القضية الفلسطينية، نحاور معلماً واحداً، يجمعنا عل

خيمة وبتمر... يا شيخ

صورة
عدسة الكاميرا تسبق الحقيقة، تتسلل إلى قاعة أرضية لتختلس مرارة الخديعة من صورة الكتب المحترقة والممزقة وسط الدمار وبقعة من البحر. تقول المراسلة التلفزيونية الغبية «هنا، في هذا الملجأ الضخم وسط وكر الكتب المشبوهة والأجهزة الإلكترونية كان يقبع الإرهاب»! هكذا قدّمت رسالتها السامّة ومضت. وفي الحقيقة كان ما اشارت اليه ملجأ سبق تدميره مرات عدّة من قِبَل زوارق البحرية الإسرائيلية. بعدها قرّرنا بناء قاعة تحت الأرض تحولت إلى ناد رياضي، ثم الى منتدى الكرمل الثقافي، وفازت كمكتبة مدعومة من «مؤسسة التعاون» لاحتوائها آلاف الكتب والمراجع العلمية لطلبة وشباب المخيم، والأهم أنه أطلق عليها اسم «مكتبة الشيخ صالح شعبان»، بعد وفاة هذا الاخير، قبل تدمير مخيم نهر البارد بعام تقريباً. في المخيم القديم أحشاء قديمة، صوَرٌ ومشاهد تتكدّس في الخيال البعيد، لكن بالأبيض والأسود. ذاكرة متمرّدة كموج بحر عكا وخصبة كتراب الدامون. شيخ كفيف يمدّ عصاه أمامه، وينقر على حوافي الحيطان في الزواريب الضيقة. يعرف تفاصيل تاريخ المخيم وأهله، وكل شاردة وواردة ونادرة حصلت فيه.بحق هو «طابخه وعاجنه». الخبير بأسرار الحارات والتنظيما

عاد البحر إلى المخيم

صورة
نراهم على الشاشات، ونعود إليهم كلما تحيرنا بأمر ما في الشأن الفلسطيني، هم أبناء فلسطين وبناتها، أبناء المخيم أو أقاربه، ابتعدوا او اقتربوا يبقون كذلك، بقاء الوعد بالعودة. أما اليوم، والآن هنا، فإنهم سيتخففون من السياسة ليتحدثوا كلّ بصيغة المتكلم عن «المخيم». اليوم ابن مخيم البارد، الكاتب مروان عبد العال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مروان عبد العال تكرَّس كمتّهم، اختلفت نظرة النّاس إليه. صار معلقاً على مدار سنوات النزوح فوق خشبة صليب المخيم. دخله متردّداً وهو لا يصدق، قطع شوارعه الخلفية منكّساً رأسه مثل راية مهزومة، كأنه يبحث عن شيء ما بين تضاريس نفسه. يحدق باتجاه واحد نحو الأسفل، حدقاته تتسمر في موضع هبوط حذائه، لا يطيق أن يدير رقبته نحو الركام، ولا الى «بركسات» الحديد، رغم أنه ينحشر فيها مع إخوة الحديد والصدأ، يضج من رائحة اللحم البشري المكدس داخلها، لكنه يكره في الوحشة المميتة أن يصير الأمل ممن

زنبقةٌ تَشقُّ بحرَ الغواية

صورة
طاب مساؤكم ، أعترفُ لهذا الحفل الجميل، إنّي وإن استجبتُ لفخامةِ المساء فقط كي ألقي التحية وأكون الشّاهد الملك على الوقع الأوّل والتّوقيع الأوّل والمولود الأوّل، حينَ يطيبُ للأنوثةِ المُشاكِسة أن تخلع قناعها البلّوريّ لنحتفي بزنبقةٍ تشقُّ بحرَ الغواية بعصا سحريّة، فَتَشْطُرُنا إلى نصفين؛ ملائكة وشياطين.هي صناعة الحرف المهمّة الأقسى مِنَ النّحتِ بالاظافر في حواف الصّخر، فكيف إن كان شعرًا ؟ أن تخلقَ كائنًا من لغةٍ أن تكتبَ عن كاتب الشِّعر! بين كائنٍ وخالقٍ هي عملية انتحاريّة بامتياز؛ مع أنّ الشّعر هو إعادة إنتاج الحياة، أي خَلْقٌ بكلّ ما في الحرف من معنى ومبنى ، موت وحياة . كائنٌ وخالق، تنبت الموهبة في بيئة نقية وتربة خصبة، ترنو إلى الضّوء، خضراء لكن حائرة وغريبة يغدو فيها الإبداعُ يتيمًا بلا رعاية حتّى ينال الأبوّة وغريبا يستجدي الاعتراف، في النّشر والتّرويج والنقد. أنتِ يا سيّدتي الحدوديّة، يا ابنةَ حولا الجنوبيّة النّائمة على هديل يمام الجليل، ترشح شعرا و تنزفُ بالقوافي ِ، كأنّ القصائد تحتشدُ لحضورِها، حتّى يبدو ما يسبقُ كلامها ليس بكلام، تحتفى مراسيم اللقاء مثل حزمة أولى من

جمول... وبطل "مجهول"!

صورة
حين أخبرته بقرب الذكرى "30" لانطلاقة جبهة المقاومة اللبنانية، نهض الرفيق الأشقر "المجهول" من مكانه محدقا بعينيه الزرقاوتين الثاقبتي النظر، وملامح ابتسامة سرية ترتسم على شفتيه، ثم صار يتمتم أغنية من تاريخ الثورة الكبرى بصوت فيه شيء من كبرياء رصين وحزن قديم: "طلت البارودة والسبع ما طل/ يا بوز البارودة من الندى منبل". لقد فاض بالكلام يشرح كيف قررنا كجبهة شعبية القتال تحت لواء "جمول" "كجندي مجهول" كما قال "الحكيم". أي أن نكون جزءاً غير معلنا يقاتل تحت رايتها. هذا موقف لا يصنف إلا تعبير عن نزاهة أخلاقية وضمير وطني. لقد أطعمنا التجربة من أكتافنا، ثم ينظر إلى كفيه، كانت تتصلب من البرد في مغاور الجنوب والبقاع الغربي. يهز رأسه: تجربة لا تقرأ بالجملة، هناك القليل من أعطى لهذا القرار الصحيح حقه، لقد كان أبعد من كونه قراراً صائباً ومناسباً. كان تأسيساً جديداً لوعي مقاوم نحن لسنا قوة طارئة فيها على مدى تجربة قضيتنا الوطنية. قامت الدنيا ولم تقعد لدى أجهزة الاستخبارات المعادية، يوم تداول أهل القرية خبر مشاهدتهم الفتى "الغريب&qu

الحضور الثقافي الفلسطيني : فخامة الغياب!

صورة
الحضور الثقافي الفلسطيني الذي هو وصف ادنى من تعبير حركة ثقافية فلسطينية في لبنان لا ينظر إليه بمعزل عن ملامح وشكل كامل المشهد الفلسطيني الثقافي والسياسي سواء كان الخاص أو العام. لذلك ارى أقرب تسمية تناسب هذا الراهن في الوسط الثقافي في لبنان هو حضرة الفراغ أو فخامة الغياب . الفعل الثقافي حسب ما نعرف كان سبّاق على الفعل الكفاحي المقاوم بل أسست له ،في البدء كانت الكلمة ، اقرأ...وفعل الثورة اندلع في فعل الامر" أكتب" اي انها كانت قاطرة ، ومجرد التوقف عن اداء الدور الريادي تفقد مكانتها وتكون نسبيا في حالة تقهقر، ولأن مشهد الثقافة الفلسطينية في لبنان الذي وصل الى ذروة الابداع في لحظة تاريخية ارتبطت بصعود حركة التحرر الفلسطينية ومكانة القضية الفلسطينية. وفخامتها اقترنت بالاسماء التي اتحفتها بالحضور . عوضا عن تحدى المنفى وما له وما عليه . مسؤوليتنا استثنائية في ظل تحدى استثنائي، لأننا ننتمي الى ثقافة منفى وليس ثقافة منفية اي ان تكتب من المنفى وعينك على وطن ، ينتجها وعي جماعي شكل حاضنة وبيئة إيجابية للذاكرة والهوية والحلم . "أكتب كل شيء لاعثر على جذوري ثانية" كما

أنا والفدائي والشنفرى

صورة
عُثر في جيب القتيل على دفتر جيب مدرسي بحجم الكف ، غلافه بلا لون لكنّه مخضّب بالدماء، يده اليسرى المثنية إلى أعلى الصدر تمسك قلماً، والأخرى تمتد تحت سترته بكفّ يدٍ مفتوحة الأصابع لتلامس التراب، يوحي شكلها كأنّما كانت تمسك ببندقية. تكوّمت حوله أعشاب خضراء تشوّهها بقع من دم ناشف وأغلفة فارغة من طلقات الرصاص، وبعض زهرات حمراء من البرقوق، تلازم حدود الجثة. القبر أيضا منضدة للكتابة، فيها أوراق بيضاء مطوية على خطوط سرية فيها أسماء وعناوين وتاريخ الالتحاق بالثورة، ولم ينس أن يدّون مكان وتاريخ الميلاد بالسنة والشهر واليوم والساعة. أدركتُ يومها أنّ ثمة كلام لا يقرأ بالعيون أيضاً. لم أدقّق باسم القتيل المستتر ،كل ما عرفته أن جنسيته عراقية، هارب من استبداد النظام ليقاتل مع الثورة في الجنوب ويستشهد في بيروت عشية أجتياحها عام 1982م وبرصاصات عاهرة أطلقها مخبر سري، بعد تعاون متخصص بين عدة اجهزة مخابرات عربية. انتحل إسماً حركياً، "الشنفرى". هنا يرقد أحد صعالكة العرب، ولا يدري به أحد، تحضنه جذور صنوبرة في مقبرة الشهداء على دوار شاتيلا . صحيح أني تعبت من السير في الجنائز، ومن زيارات

قال بطل الرواية:

صورة

مع ذلك إنها تدور!

صورة
ذات وطن إقتيد إلى السجن ، وعلى ذات الطريق التي توصل إلى الزنزانة ، مرت قامة أخرى ، جذعها يسابق السنديان وجذرها ينافس الزيتون ، يرنو إلى السماء وهو يتمتم مثل غاليلو " مع ذلك انها تدور " . لأنه يجسد الحدس السياسي بمعانيه وحركة الوجدان الشعبي بتطلعاته ، يؤمن بأن فلسطين تليق بكل من يراها بعيون كبيرة ، من يحمل قلباً واسعاً يتسع لأفقٍ يصل بين ضفاف الماء ويمتد من البحر إلى النهر ، يمسك بروح تفتح رئتيها بحرية من المحيط إلى الخليج . حين يكتب العزيز محمد كناعنة - أبو أسعد " عناوين في الميزان " لتكون أداة قياس للعدالة إلإنسانية ، ولتحرك في الوقت عينه ، جمرات تختبيء في موقد الأحلام ، دون أن يقصد ، فهي تلهب هنا في المنفى البعيد روح ما برحت تتذكر . يتأرجح لسان الميزان في صراع شامل ، بين من يخترع ماضيه ومن تمسك الذاكرة بأنفاسه ، كينونة البقاء لماض نذكره في ما كان وقيمة صورية لوجود يكتب ما هو كائن ويبشّر بقدوم شبح حالم " قرينة الغائب " يجزم بأنه يجب أن يكون . بين سياسة مارقة تلبس الخرافة ثوب الأسطورة ، وحقيقة ثورية تلبس ثوبها ولا تستعير رواية الآخر ، قوة الفكرة لا
صورة

من رواية إيفان الفلسطيني

صورة
قد تكون هناك أسباب أخرى تجعل الحياة بلهاء ورتيبة ولكنها لا تأتي، هذا المساء، على بالي. حينما تضيع الأمكنة، تتلاشى معها الأزمنة ولا أكلف عناء نفسي في البحث والتنقيب داخلها. الساعة توقفت في يدي فأحسست أن العالم قد توقف. الضيف الأبيض، قد أغلق الطرقات، وتكوم الثلج فوق نافذتي، فحجب الرؤيا عن الخارج تماماً، هاتفتني حواء بأن ألازم البيت، ولا داعي للحضور إلى العمل، لأن المواصلات العامة قد توقفت، انتهزت الفرصة للتعويض عن خسارتي للنوم، وتواعدنا على اللقاء مساءاً في حال تمكنت فرق الأشغال من فتح الطرق. اتقلب في سريري ورأسي الثقيل يتمرغ على الوسادة، استيقظت قبل المساء بقليل وأنا أشتهي النوم، ولكني شعرت بالجوع فأنا لم أتناول شيئاً منذ الليلة الماضية، أحسست بهبوط في جسدي وتمنيت حضور صديقتي حواء، في قلبي حنين غير عادي لاحتضانها، أهرب كطفل إلى أرجوحة صدرها. رنّ الهاتف، فقطع صوتها العابر إليّ هذياني، وأنا لم أعد أتصرف كأني ساكن البيت الوحيد، أتوقع أن ينتشل صمتي ذاك الشخص الغريب. إيفا قادمة هكذا قالت، فأوصيتها أن تحضر ما يمكنها حمله من طعام، كان صوتها مشفقاً، وأعلمتني أنها تبحث عن فسحة دفءٍ تقضي

أيها الكرملي

صورة
أيها الكرملي لك سلامٌ   برفعة جنرالات الكرامة ، صرخة المخيم   العابرة   للحدود ، سلام للكرمل   يوم   نبت كالزعتر عند زاوية   قلب نقي، كصوت   يصدح عند رصيف الروح ، يتجدد بالصورة المليئة بالواقع و الخبر المباح   والعاجل، وللغة الحالمة التي ترش عطرها على الزمن المر كي يهدأ ، لا ينفك ينطقها   الكرمل صدى الشباب الذين أنفجروا غضبا ودخانا وخيمة، أنين وجع لا يقبل الثرثرة .   يتسلل بالكلمة المسؤولة   من مخيم عنيد ، دفع ثمن "الكلامالوجيا" ، حين زادت نزعة الكلام وقلت فيه   نزعة   الفعل ، قرر ان لا يكون بعيدا   فكان في عين الجرح ، صارت المبادرة محطة إلكترونية   في فضاء النبأ الصريح والمسؤول والموزون ، يحمل أصحابه رسالة   ضمير جمعي و حس جماعي كأنها   وكالة أعلام مخيمي بديل . لتكتشف أنه اليقظ     الذي لا ينام وهو يلوي قضبان الصمت.   ليكون الصوت الذي انتصر على كاتم الصوت .   يحلق كفراشة لا يضيرها ان احترقت جناحيها من شدة شغفها بالضوء وعشقها للحقيقة. الى ألامام يا أنت. وكما قال الحلاج "وان تمنيت شيئا, فأنت كل التمني." مروان عبد العال

بعض الوقت

صورة

غسان كنفاني سلطة المثقف

صورة
    يعج غسان كنفاني المثقف   بسرديات النبوة ، وبالكلمة التي شبهها بالبندقية ، يصف فيها الأحرف كأنها مشط محشو بالرصاص   ، و الحبر الى دم . يعلمنا أن الأدب هو فن الثورة ،   ريشتها وقلمها وقلبها ولسانها، ومن روحها و عمقها يولد   "جيل الانقلاب".   لندرك ولو بعد زمن   أن أبدع   الثقافة   أفعلها ، كالتي لا تمتلك اي زمن، ولكنها تؤثر في عصر كامل و زمن، حين يصبح   الوعيٍ   قوة   تسطو على كل   الزمن . لذا ما زالت سلطة ثقافته   تطغى على أي حضور.هي السلطة التى لا ولم   تنته مدتها الزمنية ولا صلاحيته القانونية أو السياسية.            سلطة المثقف عند غسان تعلمنا ،   بان السياسة   تتفرغ من محتوها عندما   تترك   بيد السياسيين حصراً ، وعندما يغيب عنها المثقف بصيغته العضوية كرقيب مجتمعي يعكس حضور الضمير المنبه والموجه في ذات الوقت . السبب أن احتكار السياسة لفئة تمتهن   اللعب بالزمن الجماعي وتطويعه على   مقاس زمنها   الفردي .   أما رجال الفكر فينحتون زمنهم الفردي على مقاس الزمن الجماعي. شخصية غسان كنفاني التي جسدها في مسيرته الفكرية ونتاجه المبدع وكقائد سياسي   بينت بشكل لا يقبل الجدل ب

نهر البارد لا يلدغ من جحر مرتين

صورة
مروان عبد العال : نهر البارد لا يلدغ من جحر مرتين يصعب تفسير وجود قسم لمتابعة شؤون (مخيم ) في سفارة لدولة على أراضي دولة أخرى، ولكن الوضع في سفارة دولة فلسطين مختلف مع وجود قسم لمتابعة شوؤن مخيم نهر البارد الذي دمّر في الحرب التي دارت بين الجيش اللبناني ومجموعات سميت )بفتح الإسلام(، والتي دفع ثمنها أهالي المخيم تهجيراً ولجوءاً إلى المخيمات الأخرى إلى حين إعادة الإعمار. حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى أجرت لجين العبسي مقابلة مع المسؤول المتابع في سفارة دولة فلسطين الأخ مروان عبد العال (مسؤول متابعة ملف إعادة إعمار مخيم نهر البارد) وبحثنا معه بعض الأسئلة وهي كالتالي: 1- أين وصل ملف نهر البارد؟ وماذا عن دوركم في متابعة هذا الملف مع الجهات المعنية؟ بما يحدث الآن، لا يمكن عزل ملف نهر البارد عن كل التطورات التي تجري، أولاً في ظل غياب سياسي كامل، في ظل فراغ على أكثر من مستوى، وبداية الحل تكمن أولاً مخيم نهر البارد ممول إعماره من جهات دولية، وثانياً أحد شروط الأعمار أن يكون هناك إستقرار أمني حتى كل القضايا اللوجستية كيف ستستمر؟ الآن وصلنا إلى نقطة صعبة جداً. ولكن نحن الآن أصبحنا على ا

يا حنظلة الجديد كم أحبك

صورة
نلوم أنفسنا حين يأتي العتب في لحظة منفجرة كطلقات الغدر ، وأنت تغادر الحائط الثقيل الجاثم فوق صدورنا ، في لحظة إحتقان وغليان وصناعة العزل والاضطهاد المرتفع الوتيره دام خمس سنوات ، قفزت يا أيها الكائن المسمى حنظلة الى الشارع، من خلف الشريط الشائك الذي قام بتفريخ شريط جديد وجدار أخر وحاجز يتكرر في كل طريق وتصريح كالوشم على جبينك وانت تصرخ في كل ميدان" ان تصريحي ليس هويتي" ومع ذلك ان نسيت ان تلبس قميصك لا يهم ، المهم ان لا تنسى التصريح ، تذكرك أمك به كلما خرجت " لا تنسى التصريح يا ولدي" ، أياك أن تغادر دونه قد لا تعود الى بيتك. كم نحن صغار أيها الولد الجميل وكم أنت كبير يا ابن المخيم حيت تتمرد تنزل من اللوحة كلما ضاقت بك الامكنة ، وتراكمت في وجهك البيانات والارقام والاحصاءات والخرائط والمؤسسات وهيئات البحث والدرس والرقص وأعادة التأهيل النفسي والوطني وخلافات وانقسامات وعصبيات بمختلف الالوان ! وانحصرت بقعة الحياة عليك في مخيم بلا شاطيء وحصى نهر كئيب ، لا مكان فيه لنعنع بري وعبور خشبي فوق الماء ، منذ سقط حائط المخيم الذي حملك كخربشة طفل، كنت أخالك اللحم الفلسطيني الم

ثمة أشخاص يموتون بعض الوقت!

صورة
لم اقتنع يوما انهم ماتوا حقاً و رحلوا على طول الحياة ومدى العمر ، بل كل الوقت كذلك ، وانهم غادرونا الى عالم الغيب.. أشخاص ألقوا كل شيء خلفهم ، ودخلوا الى العدم. أرقام هواتفهم الخاصه ما زالت مدحوشة في قائمة سجل هاتفي، الذي هو ايضا مثلي يأبى نسيانهم. ربما يوما ما قد يتصل احدهم ، قد يحتاج شيئا ، يريد ان يبلغني عن أمر ما. ربما نسي احدهم كلمة في ذاكرته ، لذا لم ألمس أرقامهم في سجل هاتفي . ابقيتها على ذات التسلسل الرقمي.. كلما وجدت إسماً منهم ، اشعر اني على وقع ذكراهم ومازلت أحث الخطى معهم في جنازة النسيان. حين يشاء احدهم الاتصال بي ، سأعرف رقمه حتماً وسيدهشني الاسم الذي يتبعه. سأجده هناك حيا يرزق بين الرقم والاسم . وأدرك ان ثمة أشخاص يقيمون فينا على طول الخط ولكنهم حين اخذهم الغياب ربما فقط لبعض الوقت

" كائنـــــــات "

صورة
في النكبة وأخواتها ! بقلم : مروان عبد العال الكائن (الأول) البعد الثالث : ذات نكبة ، تحتفي بكائن ما زال ، أفرش محراب كتفي الأيسر ، كي تهبط عليه أحلامه الثقيله ، لأني وحدي أنا بُعدك الْثَّالِث ، سِر إلى حِلْمك الذي يَغْلِي ولا يَتَبَخَّر، متى نقلب وجه الشمس نحوالشرق ؟ يهمس القمر إلى كل المدى المألوف للعتمة ، لأنكم أنتم كل الفصول المشبعة برائحة الفجر ، حتى تنكسر يوماً شراسة العزلة في عيون الليل ، وتنكسر الأصفاد في يديك ، حين نبقى في دائرة العزل ، حتى لا يسقط القمر، يبقى يتموج في إيقاع الخيال داخل " ألبوم " الذي يعج بأمكنة تصنعها التأملات بحرارة السرد الذي يفوق حتى السفر ذات. هناك قمر كائن مدهش يشبه إمراة مصنوعة من خرافة ، يتسرّب في سراديب الحي ويمس المشاعر بخدر لذيذ ، مذ تركه جدي وراءه ، وأحضر معه النكبة. معلَقا ًخلف شجرة السدرة ، يرمقني بنظرة غريبة حين تصل خيوطه إلى المدى الممتد على مفترق الطريق بين وادي المجنونة وجورة التفاح . منذ إقتلاع الزمن البكر من ترابه وذاكرتي تشتعل بالحرائق ، لم يسبق اني عشت في ضوئه ، حتى ما رأت عيني يوما لونه المتأرجح في عرس النجوم عثرت عل

كائنات 2

صورة
الكائن (الثاني) سيــرة : تكتبني تلك الكلمات الشفافة التي لا يراها أحد ولكن يقرأها كل الناس ، ما أجمل أن تسكنك دائرة السيرة بعدها أنت والمطر وشخصية الكائن في شكل بطل ما ! تتوغل في سراديب الروح ، يحاور الزمن ليصنع الغد ، حتى لا يستهلك التاريخ ويجتر الماضي ، متجاوزاً عشوائية الّراهن ، يستمد قدسيته من كونه وطنا يمتشقه الصباح ، من هيبة تجاعيد وجهه الحنطي ، على جبينِه تتلوّى المأساة كخطوط حدوده الهرمه ، لناسه طُهر التراب ولحياتهم اليومية بقايا الرماد . يرتفع كجذع السماء ، ويسافر بعيداً عن اللغة الشائكة والأفكار المهلهلة، كل حلمٍ حي هو نسخة عن وطن بدلْ ضائع ، يشبه خارطة تعلقها طفلة في عنقها ، كل خرائط الجغرافيا لا تصنع وطنا ، على تضاريس الأرض يسير ودون الجغرافيا ، تصير الخرائط نعوة منسية في أدراج النكبة،يس وطنه حين يزوره بإذن مسبق ، تقول الإنسان يعود إلى بيته ولا يزوره البطل يأبى أن يختلس النظر إليه من وراء شريط شائك أو يتسوّل نظرة من شقوق نافذة يكون بيتك حين يكون الباب لك والطريق تكتب عليها بحرية خطاك. لا تتسوّل عاطفة ولا مال ولا سياسة من أحد، البطولة في أن تهزم السجّان لا أن تستجدي

كائنات 3

صورة
الكائن(الثالث) خان الشاوردا : تصف جدتي الباب المفتوح على مصراعيه بأنه مثل " خان شاوردا ". الكلمة تتردّد على لِساني كأنها بلا كائن أو أصل مكاني. وصف معتمد لكل حالة تسيُّب وفوضى ، تُوسم بحالة " خان شاوردا " كلمة إستوطنت لغتنا ، ولم نكن نعرف منبتها الأول ، وما هو معناها الأصلي ، سوى أنها وصف الباب المخلوع والوطن الذي بلا باب أو بواب يحميه , حتى قرأت مرّة بالصدفة عن قصة هذا الخان ، بأنه يقع قرب المدخل الشرقي لسور مدينة عكا ، كان مكان واسع في وسطهِ سبيل مياه لسقاية المواشي. " الشاوردا " هو سبيل لكل عابر سبيل، لا تحتاج لتصريح كي تدخله ولا لِتزوير جواز سفرك ، كي تكون ضيفا ، ويطيب لك المقام، رشيقة هي الكلمة تتبعها فتصل بها إلى وطن ، إلى الباب الأهم من البيت ، من لا يملك الباب لا يملك البيت ، حين يصادر الباب منك ، تصادر حريتك منك ، لك البيت ولنا المفتاح ، وحين تستأذن النوم في بيتك لا يكون بيتك ، هو حقل تجارب في فن تشويه صورة البطل ، وتتكسر المرآة التي تتعلّق عليه وجوهنا، باب الدّار في المخيم كان مفتوحاً باستمرار ، للداخل والخارج ، وخاصة عندما تشترك في الدّا

كائنات 4

صورة
الكائن(الرابع) سيدي غانم : أصير أحلم أنه أنا ، بطل لم يفارقني كملحمة شعبية مروية ، الكائن المتذمّر ولكنه ليس مرتداً ، يدهشني كطفل يستعير خيال الراوي وهو يخبرني بحنين وشجن عن " سيدي غانم " ، الفتى الأكحل ، ممشوق القوام، يتحدث عنه كأنه مارد جبار ، رجل غير عادي ، الذي يجلب الحق من بين أنياب الوحش ، والقرش من تحت الصخر، كل شيء في القرية إستثناء فوق العادة ، كنت أحلم أنه أنا ، ذاك المليء الجسد ، يعنتر شاربيه ، هكذا كان جدي يصف " سيدي غانم " ، يدخله في مخيلتي كإحتفاء مدهش ببطل إسبارطيٌ بهيئة " جالوت " الجبار. يكون أنا حين كانت الحساسين تهوى الوقوف على كتفيه ، ويكون أنا حين كانت الصبايا يختلسن النظر إليه من بين سنابل البيادر الذهبية. أنا هو الكائن الذي يربك المدينة في شهوة القوة وألق الجمال وعنفوان الرجولة،أحلمه كروحٍ للمكان عاشقاً أو ثائراً أو شهيداً. شياطين القبر يحلو لها السطو على الذكريات ، كانت في دائرة الملائكة ، الملائكة لن تبقى ملائكة إن إستقالت عن عرشها السماوي ، تصير بشراً ، إن دبّت على البسيطة ، يتكون فيها نزوع دنيوي إستثنائي ، تمشي وهي تن