المشاركات

عرض المشاركات من 2013

"مانديلا" الحرية دائما

صورة
مروان عبد العال 19-12-2013 عندما يكون هناك روح عظيمة تترك بصماتها على التاريخ الانساني، ندرك أن الزمن وحده يعرف كم ساهم في خلقه ، الروح التي جسدها رجال عظام من أمثال نموذج نيلسون مانديلا. عندما نقف لنجزيه التحية ، فأنها أولا: الى سر الروح ، محاولة لفهم الاسطورة التي تعلمناها ، منذ ان عرفنا ان بلاده الرازخة يوما في قيد العبودية والعنصرية ليست سوى " فلسطين أفريقيا". وعندما نفكك اللغز ، ندرك حجم الدرس البليغ ، كيف بمقدور" الارهابي الاسود" المحكوم بالاشغال الشاقة ، بتهمة الانتماء الى مجموعات المقاومة السرية ، يصير ايقونة الحرية في القارات الخمس ، المسافة الهائلة التي قطعها في كسب الرأي العالمي..منذ تعرفنا على صورته كوسام فوق صدر كل متطوع غربي يأتي الى مخيماتنا ، كرمز للحرية والنضال ضد العنصرية . وثانيا : الى سر الفكرة التي جسدها وألتصقت به الى حد الإلتحام ، صارت معادلة حريته الشخصية لا يمكن مقايضتها بحرية الشعب ، الغاية الجامعة في اسقاط نظام العنصري التي لم يقف شعبه وحده معها بل العالم بأسرة وحتى من دول العالم كانت حكومتي الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة فقط ،

عبد العال يَكشف لـ«الجمهورية» أسبَار «شيرديل الثاني»

صورة
رُحّل أيوب عبد العال من فلسطين عام 1948 على أمل أن يعود إليها بعد أسبوع. إنتظر سنوات وحُلم العودة لم يفارقه يوماً. رحل الجد، فأراد مِن بعده حفيده المثقّف والسياسي مروان عبد العال أن يحرس الحلم، فخَطّ «عصارة القلب براعم كلام» لأعمال روائية نَسجها من وجع حكايات نساء المخيّم الذي يرى فيه «صورة الوطن المؤجّل»، والطريق إلى وطن لم يعِش فيه. فلسطين، حُلم يقف عبد العال على ناصيته ويتطلّع إلى أن يقبّل تراب أرضها يوما ماً. أرادَ أن تكون أعماله الروائية بمثابة سجلّ يؤرّخ نكبة شعب وشاهد على قضية عادلة ومحقّة جَذبت مناضلين عرب وأجانب على حدّ سواء للدفاع عنها. وها هو في روايته الأخيرة "شيرديل الثاني" التي صدرت عن دار الفارابي، والتي وقّعها أمس في "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" في البيال، يعترف "بالجميل لعاشِق أسطوري قاتلَ من أجل قضية وإن تخلّى عنها نَفر منّا ". وهذا نصّ الحوار الذي أجرته معه "الجمهورية": - لماذا أطلقت تسمية "شيرديل الثاني" على روايتك الأخيرة؟ وما هي الرسالة التي أردت إيصالها من خلالها؟ ظلّ ردحاً من الزمن يتجوّل في الذاكرة وداخ

شيرديل الثاني ... اليوم في معرض الكتاب - البيال

صورة
مع معرض الكتاب العربي الدولي الدورة الـ57، تستضيف مخيمات الكاتب الفلسطيني ابن مخيم البارد مروان عبد العال، وتنشر، مستبقة توقيع كتابه الليلة، بعض فصل من روايته الجديدة «شيرديل الثاني»* ذاكرة مهملة تستلقي على سرير بالغ الترتيب والنظافة في غرفة جميلة. في زاويتها مكتبة صغيرة، صورة مظفّر وأَمير ورِضا على الجدار. وحين يدخل كوزو، «نبيل»، يجرّ ما تبقى من جسده ويتبادل معه الابتسامة. يؤنّبه لشراهتِهِ في التدخين. صار يعدّ له أعقاب السجائر. شيء يوحي بأنّ الغرفة كان يقطنها ضابط في الجيش في فرقة عالية التنظيم والتأهيل والجاهزية. غرفة ومكتبة ومكتب ومكان لطبخ ألذ الأطباق التي تغزو برائحة توابلها مساحة المخيّم. لا ينظر إلى الأعلى، لأنّه لا يحب تشابُه المباني. ويتوقّف تلقائياً عند مفارق الطرق، كأنّه يستغرق في لون بلاطات الرصيف ودرجة الإضاءة. كان يكره النمطيّة في الغرب، يحبّ الضوء في وجوه النساء. أجمل الأوقات هي الساعات التي تسبق الفجر قبل انبلاج الضوء. يعشق تعدد الأفكار وانسجامها ويملّ من التكرار. لطالما يردّد «من لا يستطيع التعبير عن وجهة نظره بدقائق لا يمكن أن يعبّر عنها بساعات». أوقفته دوريّة الشر

خلف خط العشق الوهمي...

صورة
شجار الفستق الحلبي تضفي على السهول الممتدة حتى البحيرة، ألوانا بنفسجية، تتماوج مع غروب الشمس خلف سلسلة الجبال التي تغطّي رؤوسها بشال ناصع البياض. هناك رُواق في عقله الباطني يفضي إلى معبد يشتعل كنار الأبدية. يجوب البساتين، يحمل منظاراً عسكرياً ينظر منه إلى خارج المكان وداخل نفسه. ثمّة أجزاء منه تستشعر قدوم الطريدة، ربما هدف متوقّع. لكن أن تطارده الأفكار في ساحات المعارك، وذكرى قديمة يَخالها أيضاً تلهج به وتتلهّف لملاقاته. إمبرطورية شيرديل، حدودها غرفة مموّهة تحت ظلال أشجار كثيفة، يمارس فيها الحياة التي يريد، فـتصير وطناً يسكن في قاع نفسه. بين الدوريّة والأخرى كان يراوغ نفسه بإلحاح. عليها بالعودة لكن لا يريد “شيرديل” عودة للوراء، بل عودة مختلفة، عودة نحو الغد الآتي. “بتير” حدثته بشغف عن زيارة إلى “يافا” كأنّها المرة الأولى التي فهمت علاقتها بالوطن، معنى أن تفتقده بإرادتك، غير أن تفقده رغماً عنك، أي أن تشعر بمتعة النصر، إنّك قد عدت ثانية وإنّك أنت الزمن المستمر الذي لم ينقرض، كم سنة وكم صمت أضاع “شيرديل”؟ هكذا حمل هويّة أناس يقاتل ويقتل وينفذ بجلده معهم، وأحياناً ينسى أنّه من “كوت ع

يتشرف الكاتب مروان عبدالعال و دار الـــفـــارابــي

بــدعــوتكم لحضور حفل توقيع رواية شيرديــل الـثـانـي الزمان: الاثنين في 9 كانون الأول 2013 – بين الساعة الرابعة والنصف والسادسة والنصف مساءً المكان: معرض بيروت العربي الدولي للكتاب (57) – مركز بيال للمعارض – وسط بيروت التجاري جناح دار الفارابي

إنّه شيرديل، ألبطل النّموذج لتداخلات الحالة الفلسطينيّة الكثيرة

صورة
رأي في الرواية                                                           رجاء بكريّة / حيفا "*  أعتبرُ هذه الرّواية واحدة من أمّهات الرّواية الفلسطينيّة، ملحمة حقيقيّة تنهض على أبعاد شخصيّة متخيّلها من واقع أحداثها النّاجزة.  فواقعها من عمق متخيّلهَا، ومتخيّلها يتخطّى الحالة الدارجة لبطل إغريقي يسجّل موتَهُ خلودا على مذبح التّضحيّة. إنّه شيرديل، ألبطل النّموذج لتداخلات الحالة الفلسطينيّة الكثيرة، بنار ارتطامها ونورِ اشتعَالِها. لكنّ الإستثنائي في بطلها أنّه كرة وهج لا تنطفىءُ لأنّها تؤمنُ أنّ الثوريين وَفدوا إلى هذا العالم محصّنين بنبوءات حكاية لا اخر لتجلياتها. هم يجعلون أجسادهم فعلَ مقاومة حتّى اخر رمق. ولعلّ سحر الإلتفاف الّذي ينجزه التّاريخ على مصادر الحكاية يُقنعنا، بلا منازع، أنّ المداد الحقيقي لثوابت الرّواية هو دِمَاءُ صانِعيِها، وَما عدا ذلكَ  كذب وهراء" .                                                                                      * روائية وفنانة تشكيلية وناقدة في الفن المرئي      

بطاقة تعريف

صورة
قاتلت بشغف لإستعادة هذا البطل  المنفي من التاريخ البعيد والقادم من زمن جميل غير بعيد ، رغم أن شيرديل حاصرني بسؤال جارح عن الانتماء في وقت تتلبد فيه الهوية وتحتل اللغة وتتبدل طقوس الثورات. ولم يخذلني البطل الحقيقي حينما انتصر على البطل الوهمي، مهما كان غريبا عن حياتنا وطقوسنا وابجديتنا، لسانا ودينا، شيرديل الثاني كائن حي وجميل فينا وبطل إيجابي ينافس سلبياتنا و مخلوق خرافي لكنه  أبدا هو ليس "سوبرمان " ، شيرديل الثاني هي بطاقة تعريف عن الجندي المجهول ثم الفدائي  المفقود ثم الانسان الزائد الذي ظل نكرة ولكنه لم يعد كذلك،أسم مكتوب بتوقيع سري ومع ذلك سيبقى أقوى من ان يلغيه النسيان والنكران والقطيعة يجب أن يكون لئلا يضبطنا التاريخ يوما ما متلبسين بخطيئة عدم الوفاء، لذا كتبته اعترافا بالجميل وعرفانا بالجمال لعاشق اسطوري قاتل من اجل قضية وإن تخلى عنها نفر منا او بعض من ادعياء انهم من " خير أمة اخرجت للناس"
صورة
صورة

رواية السندباد الفلسطيني

صورة
                                                                                                          بقلم : صقر ابو فخر رواية «زهرة الطين» لمروان عبد العال (بيروت: دار الفارابي، 2006) هي رواية المكان ورواية المخيم ورواية البطل الاغريقي ورواية الموت معاً . فهي سيرة « طين» الذي شغف بالفدائيين وبالمجدلية التي كان اسمها يتردد على لسانه في اثناء غيبوبته، وسيرة «نرجس» التي ايقظته من هذه الغيبوبة على الشاطئ الليبي. وهي سيرة « عيسى» الذي جاء الى طرابلس في زمن السفربرلك. وهناك، عند قرية الريحانية، التقى صبية جميلة اسمها «ريما» التي ما إن سقته الماء حتى احبها. وبعد النكبة في سنة 1948 لجأ الى النهر البارد قسراً، وهناك راح يبحث عن «ريما» فلم يجدها. وعندما ناهز الثمانين وماتت زوجته التقاها... وحيدة بعد موت زوجها. وسال بينهما فيض من الذكريات والمشاعر، فتزوجها، لكنه مات بعد شهور، ثم لحقته بعد أسابيع . وهي سيرة خالته التي ماتت صغيرة على طريق «رميش» جراء العطش في رحيلهم القسري عن فلسطين. نعم، ماتت خالته بعدما عجز أبوها عن تأمين الماء لها من الاهالي الذين طلبوا ليرة فل

"سعدون وأنا والبحر والسفينة "

صورة
    "سعدون وأنا والبحر والسفينة "  ......  " لا احد يسألني ان كان الشاطيء هو ايطاليا .. لسنا متأكدين لكننا هكذا كنا متأملين على الاقل ...صار الموج يرتفع والقارب يرتفع ايضا وينخفض بسرعة ، معظم من كان معي لا يعرفون البحر" ... "فاصابهم دوار البحر وارتموا ككتل لحمية هامدة داخل القارب وحقائبهم فوق اجسادهم ، كلهم كومة واحدة . فجأة اصطدم القارب بالآخر ..وعلا الصراخ ، لقد سقط الجميع  في الماء ". ......    "لا أعرف كم قضيت بين الموت والحياة والشاطيء، لكني استطيع ان اقول لكم ما رأيت في ذاك الموت. إنها الصورة الضبابية التي جاءت الى ذاكرتي في قاع الجرن البحري ، وصرت اشعر ان ذاكرتي تتلاشى في االاعماق ونفسي تذوب وهويتي تضيع.. فقاعات الماء تطاردني ةاليم الخضم يسحبني الى اعماقه ، وصارت قطع الغيم الابيض تكتسي كامل اللوحة وتصبغ الازرق بوشاح ابيض. صرت أحس نفسي كأني بقعة سوداء في عالم ابيض شفاف ، وأن شيئا يتسلل من ضوء العين ويضيء الفراغ ، فصارت ذاكرتي تهرب مني فأجري خلفها . نسيت من أكون في حضرة هذا العالم البحري الغريب . "        من رواية  " زهرة الطين&q

يا شآم كلّكِ أميرة !

صورة
جرأة الشوق أن تجتاح فيروز، صباح الحي الدمشقي صهيلا على مدّ الشّوارع، نازعا قفل النّزوحِ من حقيبة سفر. تشرخ أرقامه تعاويذ الإستباحة والبحث عن شيء لا تعرفه لأنّه ليس فيك. تتلاشى أسرارُ الصّمت كلّها تحت سطوة صوتها. هناك، وفقط هناك لا يمكنه أن يكتم في القلب سرا. لا تعرفُ أنتَ من يغلّ كلماتك حرجا وانت تقترب من مدينة موغلة في الحب الثقيل، وفي حرب الياقات الباذخة من أجل موت نحيل. تمتطي الضحية كل الطرق، تروى على مسامع الزائر يوميات قتل يوميٍّ بشع، تتسرب تحت المعاطف الثمينة لتحرق أعصاب منتحلي رمزها على كل المفارق. تتناثر فتات رجفٍ بين صمت يخترقه أزيز طلقة، وطريق يُعّبد بجثث قتلى منزوعي العناوين ممسوحي الصّور. رغم ذلك، ألحّت لياقة الزّيارة بواجب عِيَادةِ الأمكنة المكابرة. مع إلحاحها تذكّرتُ ذات وجعٍ، يوم خذلتني مناديل النسوة على أبواب المخيم، كلّ نزوح يستطيع أن يخذل قلبك من قاع لهفتِه! لطالما أبقتني الدموع طفلا خائبا لا يعرف طريق الوصول. كأنِّي أتوسّل الوجوه في اللقاء الباهت، ولا أعثر، رغم اجتهاداتي النّادرة في التوسّل، عليها في خرائب الروح. تبدّلت نظرات المدينة، وتربصت ابتسامة حذرة على

حواس خرافية

صورة
منذ مدة غير بعيدة، تسللت طيور الى غرفته، اخترقت جدارة الزهر بدون حواجز تمنعها من العربشة فوق حافة حجارة نافذته الرمادية ، لتقيم هناك طقوسها اللّهية في عرس القمر، تنشد اغانيها فوق حقول مغطاة بالثلج، حتى انفجرت ينابيع الحواس، لحظتها عادت الأنهار تسجد على أقدام ربات الماء، تعانق ابنها باجنحة سريعة تحترق بخصلة من شعرها اللازوردي وآهات منحوتة من صخر. عندما تذكرته تحول جسمها الى ماء، كلما كانت تلين عظامها فتصير مثل جداول ندية، تتفكك ثم تتلاشى في أمواجه المالحة . تعّرف الطفل على أمه جيدا وهي تنفخ الجحيم فيشتعل الهواء ويسقط صريعا في مهده المقدس . من فرط المطر كانت الأرض تعلن بزوغ القمح في ساعة الأخضر. أعطته من نبيذها القرنفلي خميرة الحصاد، عصرته بين شفتيها وقطفته ببراءة ، فعاد الى شكله الاول ، يختال في ليل مخيم ، يلهث وراء زمن مستحيل ، نصفه يتلألأ فرحاً، والنصف الآخر يبحث عن غيمة تسيل ضائعة من صدرها، فيؤدي الصلاة في مقام الانبياء وهو عالق في الفضاء، ليسألها : من أنت يا أنت ؟ من أين أتيت؟ وأين وطنك ؟ ما اسمك ؟ فجأة تصاعد البخ

الضاحية الساخرة

صورة
(نص كتب   خلال حرب تموز عام   2006 كانت   قامة الضاحية تعلو   فوق صواريخ الطائرات الصهيونية ، اعيد نشره في تموز 2013) ضاحية المدينة المعلقة على جهة الجنوب ، خرجت اليوم   تسخر من جلادها المنتفخ حقدا . ضحية تأبى الاستكانة ، متمردة على الجلاد ، تمتطي صهوة الشمس ، وهي تهزأ من غطرسته التاريخية المسربلة بالغرور. . هي الضاحية الساخرة.. تنادي قمرها، تعال وانظر.. فلا تقاسيم الوجه حجبته الأتربة ولا عبق الأغبرة، تصارع جنون البارود وسواد الحرائق. من هنا مر الوحش العابر لحدود الإنسانية والأخلاق، فأبدع جريمته الذكية بتصاميم سريالية.. رصيف يتكوّم فوق الشارع الفسيح، ومبنى استكان لنومة هادئة، وآخر تمايل فوق شقيقته الجاثية على ركبتيها، مجزرة مبان بلا أطراف وبلا أعناق وبلا رؤوس، كأنها هيكل واحد في مسلخ أو متحف القتل الصهيوني البشع. تدخلها فتدخل في أوصالك، وتناجيك كي لا تحزن، دمارها ثمن الحرية، ورمادها عربون التحدّي وبحور الكبرياء.. ووسام الشرف. هي الشامخة في ليل الغارات، تحت النار تزداد طهراً، كي تصير العواصم كلها ضاحية كبرياء تقتفى خطوات الضاحية الجنوبية.. وهي تشير إلى قلادة في عنقها، اسمها

لو دقت ساعة التل !

صورة
              كم هي جديرة   باسمها وهويتها وأهلها، طرابلس الشام ، مدينتي بالتبني مثلما جاء لها القمح من   بيادر قريبة فوجد له في المدينة اسما ، أنا الفلسطيني الذي يأبى الا ان يقحم   نفسه عرفانا بالجميل لها ، لتأذن لي وحدي بالاعتراف، أن بيني وبينها قصة شغف و ماء وخبز وملح وحبر وجرعة هواء نظيف. تفتحت فيها براعمنا على أول الاشياء،عرفنا فيها ذواتنا واكتشفنا اختلافنا وتلمسنا معنى حياتنا ولو بالمقارنة ، فكانت بحق هي   ابجدية المدن ، بعدها   أتت باقي المدن الاخرى . تغيظنا المدينة بالصدمة الاولى وبواكير التجربة ، تقهرنا بمتعة عشوائية   ملونة بالخربشات الاولى فوق نتوءات جدار الغربة .             لم يسبق ان سمعنا   دقات ساعة التل ،   تصمت لكن لا وجعا ولا خشوعا ، تنتصب بكبرياء في برجها الرابض في قلب المدينة ، في ساحة   تعج بالمارة ، أرادت أن تبهرنا   في كل شيء ، لتختبر فينا الحواس المكبوتة، فتنفجر في الحلق مرارة   الدهشة بالجديد   وغير المعتاد   في   ازقتنا وحاراتنا، نكتشف فيها المدى الواسع المفتوح في شارع عزمي   ومحلات راقية   تتوزع في المتين وارصفة تنتهي الى كورنيش بحري من شارع بورسعيد

سمعة المخيم ليست كبش فداء

صورة
  ولما كان الحياد الأيجابي بالنسبة لنا يعني الانحياز للسلم الأهلي ورفض منطق تحويل سمعة المخيم الى كبش فداء يتم تنفيس الفتنة المتجولة فيه ولسنا مختبرا لقياس درجات الاحتقان والفلتان هنا وهناك. قد نفهم ان يكون الاعلام مباحاً وحرا، لكن ان يستبيح الآخر فتلك الكارثة، فحق السبق الصحفي لا يبرر الخروج عن المهنية. بالسبة لنا هذا الامر يقع في نطاق السياسة المعادية والسلبية المكشوفة بمآربها وغايتها ومرادها. ولمّا كان الوعي الشعبي والسياسي الفلسطيني ضمانة الاستقرار لذا كانت لغة الفتنة المسمومة لأعادة انتاج العداوة والكراهية للوجود الفلسطيني بوهم ادخاله في اتون الازمة   وفق الخيال المريض لمروجيها التي طالما حصرت النظر للفلسطيني من باب أنه الخطر الكامن والمفترض والمتوقع . ولمّا ظل الفلسطيني يؤكد أنه ليس أمتداداً أحتياطياً في الصراعات الداخلية ، تكون بقصد تشويه صورة الوجود الفلسطيني فهو وفق الثقافة العنصرية ليس سوى "فزاعة" أو مشروع فتنة ،بل عود ثقاب جاهز لأشعال البلد، فتعطيه لبوسا طائفياَ ومذهبياَ وأمنياً وفق سناريوهات مختلقة وملفقة وكاذبة تعمل في نطاق الحرب النفسية على قاعدة  

أيمكن أن نكون الاضافة ؟

صورة
"أيمكن أن يكون القدر مرتبا على هذه الصورة الرهيبة .. يا إلهي ..أيمكن ؟ " بهذا السؤال الموجع صدح صوت الشهيد غسان كنفاني يوما، في وجه الخديعة ممسكا بسلاح " الحقيقة كل الحقيقة للجماهير " وظل حتى استشهاده يفتش عن فلسطين الحقيقية، مطلقا على الصفحات الاخيرة شاب من مخيم عين الحلوة ، ليشن الشاب ناجى العلي عبر حنظلة حربا ضروس بالحبر الفلسطيني الاسود لتحرير المخيلة العربية من الصورة السائدة . ولمّا تحول الأعلام الى خدعة بصرية   تكتب او تشاهد أو تقرأ بأبعادها الثلاثية، الصوت والصورة والكتابة، وكم صارت تبدو الصورة رهيبة في زمن " إعلام الغيتو "والاشاعة والتكرارالمستمر والمملل للكذبة كي تصير حقيقة.نعيد السؤال ثانية ذاته وبعد نصف قرن على دق جدران الصمت .   أيمكن أن نجعل منه صوت الناس النظيف الذي أن نطق سيحرر اللغة من المفردات الزائفة والخادعة ؟ وأن   يتقدم كي يستعيد الصورة التي تتعرض للتشويه وضياعها يؤدى الى اختطاف معنى   فلسطين، هذا المعنى الذي لا يستمر ويكبر إلاّ بالأضافة، لأنها الغاية الأسمى من كل المفردات، ندرك في سرنا كم يليق بها تحدي الابداع، المعزز بص