المشاركات

عرض المشاركات من 2015

"زهرة الطين" رواية الولوج في العالم الانساني

صورة
د. هاشم الأيوبي عميد كلية الفنون وأستاذ الآداب في الجامعة اللبنانية. لعلَ الرواية أكثر الفنون الأدبية مقدرة على استيعاب قضايا بحجم قضية الإنسان الفلسطيني والتعبير عنها. واذا كان الشعر والفنون التشكيلية والأغنية والموسيقى تتكامل بدون شك لإستكمال الصورة من جوانب أخرى لا تقل أهمية ، فإن الرواية بتكاملها مع فنون العرض الحالية، من مسرح وسينما، مع التطور الهائل الذي طرأ على هذه الفنون، قد تكون الأكثر مسؤولية في عرضها لمسألة الانسان الفلسطيني الهائلة في تشعيباتها الانسانية والسياسية والاجتماعية والحضارية، الى آخر ما هنالك من جوانب تطال حياة هذا الانسان العربي في رحلة عذاباته، التي غطّت معظم القرن الماضي وأطلت صاخبة مع هذا القرن، مضرجة بالدماء التي كانت آخرها دماء أطفال بيت حانون. يمضي مروان عبد العال في روايته الجديدة "زهرة الطين" قدماَ في الولوج الى عالم الانسان الفلسطيني في رحلته التي لا تنتهي، وقد ازدادت تجربته ثقة في الإقدام على مثل هذا العمل. ليس من اليسير أن يعرف الكاتب كيف يبدأ في الكلام عن رحلة كهذه ومن أي باب يدخل. لم يغب ذلك عن خاطر مروان فدمج بين الرمز والواقع

رواية زهرة الطين: غربة تسوق إلى غربة

صورة
بقلم : عبد الكريم الحشاش كاتب وروائي وباحث في التراث زهرة الطين هي الرواية الثانية للكاتب مروان عبد العال، وهي ترصد حركة النوح بما رافقها من معاناة مرهقة وظروف قاهرة يصعب تخيلها، لأناس كانوا هادئي البال في بيوتهم ومزارعهم، وبغمضة عين وجدوا أنفسهم يهيمون في جبال وعرة وصحراى قاحلة يقتلهم العطش، وتشوي جلودهم أشعة الشمس المحرقة، هاموا على وجوههم في ظروف صعبة بلا زاد ولا زوادة  ظناً منهم بأن هذا الخروج مؤقت لن يدوم لأكثر من أسبوع، وسيعودون الى ديارهم بعد استئصال شأفة الخطر اليهودي. ان الروايات التي يرويها الناس عن كيفية طردهم، سواء في الشمال والجنوب والوسط من فلسطين تقشعر لها الأبدان، بما رافقها من مجازر وذعر كان الهدف منها اخافة الناس وجعلهم ينجون بجلودهم تاركين كل ما يملكون، وكذا قتل من يمكن أن يقاوم الاحتلال بعد حين. إن رصد هذه الحالات المتشابهة في الهول والتي تنقل الذاكرة الفلسطينية من جيل الى جيل تجعل المأساة لا زالت ماثلة، ومما زاد الطين بلة الجهل الذي رافق النزوح من المضيفين ان صح التعبير، وكان لمقابلاتهم وتصرفاتهم الوقع السيء: "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع

البطل في "زهرة الطين" هو إنسان الزمن الآتي الذي لن يموت

صورة
د. خليل الدويهي أستاذ الأدب الحديث في الجامعة اللبنانية/ طرابلس الكلام على "زهرة الطين" هو عندي كلام على معاناة إنسانية، على تجربة المؤلف نفسه بوصفه فلسطينياً يعيش ويعاني، عقلاً وقلباً، مما تثيره الحياة في دخائله من ألوان الرؤى وضروب الخواطر والمشاعر، في لعبة الصراع والتناقضات، عندما يقف في مواجهة الحياة والتاريخ ويتبين له الجانب السلبي في حركة الحياة الفلسطينية، فيلتزم جانب الوفاء، واضعاً سيرته كفنان في مواجهة التفاعل مع محيطه، منطلقاً من السخط الذي نلاحظه على الوضعية التي آلت اليها القضية الفلسطينية في المجتمعات العربية والعالم، مما يثير فينا شيئاً من القلق عن مصير ما يزال يميز حضورنا في العالم وكأنه حضور العدم. هذا هو محور الرواية/السيرة الذي استتبعه في كافة الفصول بمستويات متعددة. ففي هذه العجالة لا أعلن عن دراسة نقدية أو رأي فني من خلال روايته، يجدر بي أن هذا العمل الروائي قام على تقنية تعبيرية أدبية، اقتضت على اعتامد السرد القصصي وسائر ضروب الايحاء الجمالي للتعبير على ترجمته هواجس الكاتب ذي البعد الانساني وقيمة المدلول الفكري للرؤيا وحجم التجربة التي يعاني

: ما يكتب بالدم لا تستطيع قوله بالكلمات.

صورة
نص الحوار الشامل" حول الثقافة والسياسة والأدب والفن والفكر" في برنامج ٢٤/٢٤ على فضائية "الاتحاد ". أجرى الحوار الفنان الملتزم د. وسام حماده تحدي المخيم والزينكو والذاكرة والمنفى والهوية عبر فضائية الاتحاد، وحول الثقافة والسياسة، والأدب والفن والفكر، مع الكاتب مروان عبد العال، افتتحه بقوله: مسك البداية تحية عطرة إلى مخيم نهر البارد، ليس لأنه مسقط رأسي إنما لأنه مسقط رأس الحكاية، وبداية الحروف التي تعلمتها، حيث كان المعلم الأول لها، ناسه البسطاء، والدرس الثمين من فصول الذاكرة المستمرة، والإحساس الثري، فالمخيم بوصفه كائن حي، وعبقرية المكان، وجسم اجتماعي. فالمخيم بالنسبة لي ليس كومة حجارة، وبيوت فوضوية، وأزقة ضيقة، وحارات متشابكة ، بل ما يحتوي من نسخ حيّة، ووثائق مسجلة عبر طيات الروح، وأوراق مقدسة من تغريبة طويلة لحياة استثنائية لإنسان غير اعتيادي، لا يحيا حتى اللحظة حياة عادية، إنسان اقتلع عنوة من ترابه، ولكن رائحة التراب، وعبق الزرع، وعبير الزهر مازالت في لهجته، وتقاليده، وذكرياته التي يعيشها كما كان يعيشها، من أغانيه من التراث حتى من الملابس التي

مروان عبد العال في مشروعه الرّوائي بين اصطيادِ الحُلُم، وصناعة النّبوءة هاو بلا منازع! (الجزء 3) والأخير

صورة
رؤية نقديّة: رجاء بكريّة- ( روائيّة وتشكيليّة فلسطينيّة ناقدة في مجال الفنّ المرئي)- حيفا 18-12-2015 ".، كأنّ ما يحدث لشخوصهِ يرتكز على نبوءة متحقّقة، لا محاله، أهو أوديب الّذي يمشي إلى قدره وهو على يقين بأنّه سيحتال على نبوءات العرّافة؟ أم بطلُ الأسطورة الخارق الّذي لا يكلّ من رسم انتصارات، ولو على أنقاض ركام، ركام نكبات قتلت أصحابها حبّا وحقدا؟.. نشم رائحة الحدث أكثر ممّا نراه، هو سبب كاف ليسحب لهفتنا إليه" استراجاعا لهويّة الحلمُ المتقدّم جيلا وتجربة يحضر "شيرديل الثّاني" كواقع ملحمة حداثيّة للتاريخ الفلسطيني المُقاوِم. والكاتب يتسقطّ الحدث ليحكي ما شاء له الحكي، معبّأ بالأسطورة كذريعة لتخليد شخصاني، لوجوهٍ وأحداث. وكأنّها حضرت تحقيقا لنبوءة ثُوّار العالم، مختَصرين بثورة واحدة، ثورة شعبهِ هو. أولئك، الّذين وَفدوا مُحَصّنين بنبوءات حكاية لا اخر لتجلياتها، تقولُ "سنصلُ آخر الدّنيا لنعود مدجّجين بالإصرار على الأمل" شيرديل الثّاني برؤيتنا المتواضعة لتجربة عبد العال نرى إلى شيرديل الثّاني كإنجاز يستحقّ أن يُقالَ فيهِ ملحمة بالمعنى الحداثي للمعنى، لذل

صورة للفنان روائياً

صورة
http://hadfnews.ps/post/10642                  قراءة في ملامح الفن الروائي عند مروان عبد العال د. محمد عبد القادر الأردن في مقطع من كلمة ألقاها الروائي – الفنان مروان عبد العال في حفل توقيع روايته الأولى "سفر أيوب" في بيروت، ورد ما نصه " أعترف أني لم أجتهد ولم أقتفِ أثر أحد، ولا حتى صرعة أدبية، وإن سجلت حكايا الناس فانا أحمل شفاههم لأنطق". (زهرة الطين، ص12) وإذ أتأمل اليوم هذا الاعتراف بعد قراءتي لخمسٍ من روايات الكاتب، (زهرة الطين، حاسة هاربة، جفرا، إيفان الفلسطيني، شيرديل الثاني) أستطيع القول أن هذا الاعتراف صحيح إلى حد بعيد، ليس في ما يتصل برواية سفر أيوب بل وبرواياته الأخرى. هو قول صحيح من حيث تميزه وتفرده وحيازته لصوته الخاص في صياغة كون أدبي متخيل يشف عن جذور في الحياة والواقع والتاريخ، وفي إسهابه في استخدام لغة وجدانية – فنية – تشكيلية. على أن هذا العالم الروائي الذي يخلقه عبد العال لا يقع خارج التجربة الجمالية لما بات يعرف بالرواية الجديدة، ما يمثل رافداً متميزاً من روافد الكتابة الروائية التي تختلف عن المنحى التقليدي في الرؤيا، وا