صدور رواية جديدة
صوت مرتعش يشهق في تجاويف رئتيه مثل نحيب طفولي يؤنس صمته بالبكاء، يتململ غيظاً كي يخلع رداء الغياب، لا حرية لروحه في الغياب، هو شكل الاستبداد المقيم في شفافية المساء، حين يدرك الفارق بين نبضات القلب الواجف ودقات رتيبة لساعة حائط خشبية، تخفق على وقع وطن يؤدي هو الآخر صلاة الساعات الحرجة المزنرة بالأسلاك الشائكة، يمضغ ذاكرته المريرة ويلفظ الحروب الخاطفة. فكرة القتل تتدحرج في رأسه. صار يبرر لنفسه وسائل تنفيذها، فكرة جديدة، يبتدعها في قتل النفس دفاعاً عن النفس....لا خيار آخر، أما حياة كاملة بكل تفاصيلها أو موت شامل. ( يقهقه ساخرا ) ... أقتل نفسي دفاعاً عن النفس! ها ها ها ها .... مفارقة عجيبة. وأما أنت يا ايفان ستخترع شكلاً غير مألوف للحياة في سبيل الحياة، كأنك تكتب اسمك هذه المرة بخط مستقيم فوق جدار متعرج. يقيني أنك ما زلت وطني ... تولد من مخاض الحرية العسيرة، وقدماك تزحف مرتجفة على رصيف المدن الشاردة . مثلما كنت أنبذ الوسط والحلول النصفية، أن أحيا نصف ميت أو أموت وأنا نصف حي، ومعلق بين نصفيين، بين حي وميت. شخص يبحث عن نفسه، كان يجري خلفها، ولكنه ذهب ولم يعد. من الرواية...