المشاركات

عرض المشاركات من فبراير ١, ٢٠١٥

في وداع "فلسطيني جداّ"

  في البدء كانت السياسة ، دلني عليه   قلمه   الذي يلامس الخطأ برصاص النقد ، وصلني فترك بصمة تحمل اسم الكاتب     : نواف ابو الهيجاء، و الحقيقة تعترف بأني لم أعرفه شخصيا ، ولا أذكر اني قابلته جسدا   ، رغم أني أتابع   بشغف ما يكتب ، بل اقتفي أثر قلمه الحاد كالشوك والجميل كوردة ،   حتى أعثر عليه بين اعمدة صفحات الرأي في الصحف اليومية البيروتية ، فقط وقت الوداع تعرّفت على صاحب الأسم ، ومن يكون ؟ ومن اين أتى ؟ ووقتها رأيت وجه صاحب سيرة الضحية ، ليأخذني إليه عبر كتاب حياته " فلسطيني جدا " ، هكذا في مراسم للموت   ترتسم   معالم التكوين ،   ويولد الاسم مع النص والصوت من الصورة ، ولنكتشف ارثه الإبداعي الثمين من نتاج ادبي و روائي وقصصي ومسرحي ،   أيقونته المخبأة   منذ زمن   تقول   بأن المبدع جدا   واللاجئ جدا والغريب جدا والحالم جدا والانسان جدا   والمقاوم جدا هو حقا ... الجدير الفعلي   بمعنى فلسطين ويستحق   بالدليل الدامغ   اسم   " فلسطيني جدا ".         لحظتها فقط تحددت ملامح الوجه المألوف الذي رأيته للمرة الاولى ،ابن الغربة المتكررة   لم يبدو لي غريبا طالما يشبه

عن الحكيم و فوكوياما الخطير

مجلة " العاصمة" القدس المحتلة   مروان عبد العال   يلح علينا الوفاء ان نحب الشخص وننتقده في ذات الوقت ويكون الوفاء صادقا ان كان ذلك يتم   دون خوف وهو على قيد الحياة و أجمل الوفاء ان نمتدحه بعد موته ، وبعد ان تكون كل مسببات التزلف والمحاباة قد انتفت .   ورغم غيابه المرير تظل فكرته حية مقيمه وسيرته وقيمه المبدئية مدرسه وطنية حاضرة ولا تغيب.   هكذا   الحكيم   يعلمك ان يظل حبك له يعاند المحاباة ، والعشق المسموح للفكرة الجميلة التي ينتمي إليها ، يورطك   إيجابيا بالأسئله المتشعبة التي تشغله ، فتصبح   دون ان تدري رفيقاً معه   في البحث ، يطارد   الاجابة   ليعثر على الفكرة   المناسبة. وما أحوجنا   للفكرة   في الزمن اليباب ان لا تفلت من أيدينا   كما أوصى بقوله " الثقافة خندقنا الأخير" وان تظل أوراقها النضرة تنمو وتزدهر بقداسة الكلمة،   التي لا تحتاج لمن يتذكرها   ويذكرنا بها لفظا بل فعلا، دونها سيبقى نصل الجهل وسكين التخلف على أعناقنا . شدّني الحكيم   بقوة مغناطيسية الى لغز التفاؤل الثوري الذي كان مشحونا   ب ه وبطاقة الأمل الجبارة   في الزمن الجارح ، في كل