في وداع "فلسطيني جداّ"
في البدء كانت السياسة ، دلني عليه قلمه الذي يلامس الخطأ برصاص النقد ، وصلني فترك بصمة تحمل اسم الكاتب : نواف ابو الهيجاء، و الحقيقة تعترف بأني لم أعرفه شخصيا ، ولا أذكر اني قابلته جسدا ، رغم أني أتابع بشغف ما يكتب ، بل اقتفي أثر قلمه الحاد كالشوك والجميل كوردة ، حتى أعثر عليه بين اعمدة صفحات الرأي في الصحف اليومية البيروتية ، فقط وقت الوداع تعرّفت على صاحب الأسم ، ومن يكون ؟ ومن اين أتى ؟ ووقتها رأيت وجه صاحب سيرة الضحية ، ليأخذني إليه عبر كتاب حياته " فلسطيني جدا " ، هكذا في مراسم للموت ترتسم معالم التكوين ، ويولد الاسم مع النص والصوت من الصورة ، ولنكتشف ارثه الإبداعي الثمين من نتاج ادبي و روائي وقصصي ومسرحي ، أيقونته المخبأة منذ زمن تقول بأن المبدع جدا واللاجئ جدا والغريب جدا والحالم جدا والانسان جدا والمقاوم جدا هو حقا ... الجدير الفعلي بمعنى فلسطين ويستحق بالدليل الدامغ اسم " فلسطيني جدا ". ...