وحدها النكبة ناطقة
مروان عبد العال AM 02: 21 2016-05-16 نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2016-05-16 على الصفحة رقم 14 – ثقافة وحدها الضجة التي تحدث عادة في حمى الاحتفالات وعلى وقع نبرات الخطابات المرتفعة والصاخبة، لا يمكنك معها التمييز الدقيق بين الكلمات حتى تكاد ان تقول كل شيء واللا شيء معاً ويضمر وسط الصراخ فحواها ومضمونها ومعناها، فلا تعد بعدها تعرف ان كانت فرحاً ام طرحاً. تتشابه دقات الطبل اكثر كلما ازدادت قرعاً وافرغت ما في صدور المحتشدين في دائرة الرقص. هكذا وبعد 68 عاماً على النكبة، تكشف ان ليس القدر وحده من جعل منها مناسبة سنوية يتم احياء طقوسها بصور ومشاهد ورموز تجسد حالها وتستدعي ذكراها وسيرتها الاولى وانها لها أب وأم ثم تولد وتحيا وتنمو وتترعرع وتكبر وبلغت من العمر عتياً وتنجب ابناءً واحفاد. لذلك هي النكبة المستدامة الباقية والحيّة والتي لا تتكل على من يحتفي بها وقد «ادخلتنا في التجربة» رغماً عن أنوفنا، والنكبة لا تحتاج لناطق باسمها لأنها وحدها ناطقة صريحة بذاتها وذواتها وبكل يومياتها وأوجاعها وألامها المتأصلة وهنا المخيم ليس الشاهد على جريمة حصلت بل هو الابن البار للنكبة، وفيه ينعكس...