. وهكذا ولدت شواهد الكلمات
لكم هديتي. مزنرة بحكاية عبرت النهر. معطرة بحاسة مرت من هنا. صبيحة عيد الأضحى . كنت أتعطش للقاء مبهم بوقائعه, لم أحلم به يوما, ليس مع الاطفال يلعبون لعبة الحاجز على مدخل ما تبقى من اللعبة والمخيم, بل لقاء بكر لعلاقة قديمة. مع مقبرة المخيم الشهيد بفرعها الجديد . تلقيت حينها خبر ولادة الروايه. ولادة تلقيتها على المقبرة, هي صارت على الأرفف تنتظر القراء وأنا اسير في حشر العيد مشاركا لانسياب دموع الناس. دمع السؤال الجارح, علام البكاء على صمت الشهداء , ذاك الشاهد تحت الدمار أم على الصمت المميت في عمق الأحياء؟ أم يتململ كالفينيق من الاثنين؟ زرت المقبرة بتصريح مسبق, تدخلها صباحا وتغادرها منتصف النهار . صاح " بلال" الفلسطيني في الجمع المخيمي صبيحة العيد. للشهداء ناداهم بأعلى صوته " سلام عليكم أيها الشهداء". أحسست لحظتها أن شواهد القبور المحطمة قد نهضت, ارتفعت كشواهد للكلمات المكبوته , والتفت نحو الأحياء وهتف بصوت إخترق خوذات صف الجنود على طول وعرض المقبره:" يا أهل المخيم من يريد الموت ليفعلها الان, توقيت موتكم حسب التصريح, قبل منت...