رأي في الرواية رجاء بكريّة / حيفا "* أعتبرُ هذه الرّواية واحدة من أمّهات الرّواية الفلسطينيّة، ملحمة حقيقيّة تنهض على أبعاد شخصيّة متخيّلها من واقع أحداثها النّاجزة. فواقعها من عمق متخيّلهَا، ومتخيّلها يتخطّى الحالة الدارجة لبطل إغريقي يسجّل موتَهُ خلودا على مذبح التّضحيّة. إنّه شيرديل، ألبطل النّموذج لتداخلات الحالة الفلسطينيّة الكثيرة، بنار ارتطامها ونورِ اشتعَالِها. لكنّ الإستثنائي في بطلها أنّه كرة وهج لا تنطفىءُ لأنّها تؤمنُ أنّ الثوريين وَفدوا إلى هذا العالم محصّنين بنبوءات حكاية لا اخر لتجلياتها. هم يجعلون أجسادهم فعلَ مقاومة حتّى اخر رمق. ولعلّ سحر الإلتفاف الّذي ينجزه التّاريخ على مصادر الحكاية يُقنعنا، بلا منازع، أنّ المداد الحقيقي لثوابت الرّواية هو دِمَاءُ صانِعيِها، وَما عدا ذلكَ كذب وهراء" . ...