محمود درويش: ما أعذب الشّعر.. ما أجمل المقاومة... ما أقبح السّلطة!../
محمود درويش: ما أعذب الشّعر.. ما أجمل المقاومة... ما أقبح السّلطة!../ مروان عبد العال 15/08/2008 16:36 في حضرة الرّوح، لك سلام الرّوح، يوم تأبطّت الوطن في رحلة سفر، ونصبت خيمتك وأسكنتنا. توزّع علينا قصائدك كزجاجات عطرٍ، فارتعشت لها أجسادنا المنهكة، تتشكّل كينونتنا بها زادًا من حواضر فلسطين، ورائحة تربتها، وطعم خبزها، وقهوة الأم ولون البحر، ورمل الطرقات وأشجار الخروب وزهر الدّحنون والزّعتر، كأنّك تأتي بالوطن إلينا، هل حملته بحقيبتك؟ أم أن الوطن حقيبة لأننا على سفر، نحمله أينما حطّت الرّحال، ألم تقل وطني ليس حقيبة/ وأنا لست مسافر/ أنا العاشق والأرض حبيبة، يوم كسرت فينا فكرة اللاجيء. في حضرة السّفر، يوم صارت بيروت خيمتك وصورتك وسورك ونجمتك.. ومن على وسادتها استدعيت كلّ أحلامنا وأجدت محاكاة الرّوح، وألّفت بحضورك فينا معنى غيابنا. لم تكن خطيب الثّورة وإن كنت منبرها، بل رسول القضيّة الأكثر اتّساعًا وعمقًا وتكثيفًا لناسها وأحلامها وروحها، وشاعر أكثر عذوبة من الشّعر نفسه. كأنّك بلسمًا لهمومنا، نستعيد قوانا كلّ مرّة من أجل مهمّة جديدة، وحصار جديد وعبور جديد. كأنّك صورة طبق الأصل عن اختلاجات ود...