المشاركات

عرض المشاركات من يوليو ١٢, ٢٠٠٩

سيعرفني يوماً أبناء الماء!

صورة

حاسة هاربة..فصل من رواية

صورة
سراديب الحيّ العتيق، تؤدي صلاتها تحت جنون النار، والجدران سقطت خشوعاً على سجادة عتيقة وسط البيت. صوت طفولي، برقّة الماء ينساب من بعيد، اقتحم خيالي المطارد من قرع القنابل واخترق أذني المصليّة بأزيز الرصاص، مشهد طفل رأيته مرة على ظهر سفينة عملاقة، يصرخ بأعلى صوته. يختلط لحن الناي مع هدير محركات الباخرة العملاقة. كأن البكاء يعاند عباب البحر. فكتبتُ يومها على ورقة صغيرة نقائض حواسنا الباردة: «دويّ محرّك وصوت طفل». الصوت الرقيق، ينده من بين الخراب يفوح برائحة صوت أنثى، نسترقه من جوف الانفجارات وصدى المكان. الأنوثة تأتي مثل ريشة نعام في واقع صخري، وتوحّد ذكوري موحش، لخمسة رجال غابت عن أجسادهم قطرات الماء، وثقل الهواء برائحة البارود، فحضرت إفرازات العرق، ورائحة الجوارب العفنة في مكان محجوز تحت الأرض. أن تقول إنَ هناك صوت أنثى، في مساحة خلت من أقدام تدبّ على الأرض، كأنما حواء في الجحيم، وأن آدم قد استعاد ثأره التاريخي. هل نضحك أم نبكي؟ عندما يختلط الحنان بالرعب، والحلم بالكابوس، مثلما يختلط الإحساس الدفين باحمرار الوجه وقشعريرة الجسد البارد. الصوت الذي ينادي بنشيج مثل الغناء، بدندنة تقترب رويد...