لو دقت ساعة التل !
كم هي جديرة باسمها وهويتها وأهلها، طرابلس الشام ، مدينتي بالتبني مثلما جاء لها القمح من بيادر قريبة فوجد له في المدينة اسما ، أنا الفلسطيني الذي يأبى الا ان يقحم نفسه عرفانا بالجميل لها ، لتأذن لي وحدي بالاعتراف، أن بيني وبينها قصة شغف و ماء وخبز وملح وحبر وجرعة هواء نظيف. تفتحت فيها براعمنا على أول الاشياء،عرفنا فيها ذواتنا واكتشفنا اختلافنا وتلمسنا معنى حياتنا ولو بالمقارنة ، فكانت بحق هي ابجدية المدن ، بعدها أتت باقي المدن الاخرى . تغيظنا المدينة بالصدمة الاولى وبواكير التجربة ، تقهرنا بمتعة عشوائية ملونة بالخربشات الاولى فوق نتوءات جدار الغربة . لم يسبق ان سمعنا دقات ساعة التل ، تصمت لكن لا وجعا ولا خشوعا ، تنتصب بكبرياء في برجها الرابض في قلب المدينة ، في ساحة تعج بالمارة ، أرادت أن تبهرنا في كل شيء ، لتختبر فينا الحواس المكبوتة، فتنفجر في الحلق مرارة الدهشة بالجديد ...