خلف خط العشق الوهمي...
شجار الفستق الحلبي تضفي على السهول الممتدة حتى البحيرة، ألوانا بنفسجية، تتماوج مع غروب الشمس خلف سلسلة الجبال التي تغطّي رؤوسها بشال ناصع البياض. هناك رُواق في عقله الباطني يفضي إلى معبد يشتعل كنار الأبدية. يجوب البساتين، يحمل منظاراً عسكرياً ينظر منه إلى خارج المكان وداخل نفسه. ثمّة أجزاء منه تستشعر قدوم الطريدة، ربما هدف متوقّع. لكن أن تطارده الأفكار في ساحات المعارك، وذكرى قديمة يَخالها أيضاً تلهج به وتتلهّف لملاقاته. إمبرطورية شيرديل، حدودها غرفة مموّهة تحت ظلال أشجار كثيفة، يمارس فيها الحياة التي يريد، فـتصير وطناً يسكن في قاع نفسه. بين الدوريّة والأخرى كان يراوغ نفسه بإلحاح. عليها بالعودة لكن لا يريد “شيرديل” عودة للوراء، بل عودة مختلفة، عودة نحو الغد الآتي. “بتير” حدثته بشغف عن زيارة إلى “يافا” كأنّها المرة الأولى التي فهمت علاقتها بالوطن، معنى أن تفتقده بإرادتك، غير أن تفقده رغماً عنك، أي أن تشعر بمتعة النصر، إنّك قد عدت ثانية وإنّك أنت الزمن المستمر الذي لم ينقرض، كم سنة وكم صمت أضاع “شيرديل”؟ هكذا حمل هويّة أناس يقاتل ويقتل وينفذ بجلده معهم، وأحياناً ينسى أنّه من “كوت ع...