فسيفساء الذاكرة الجماعيّة بين الالتزام الوطنيّ والانتماء الكونيّ
دراسة نقديّة لرواية "الزعتر الأخير" لمروان عبد العال بقلم د. هلا الحلبي* لطالما كانت فلسطين أمُّ الجراح العربيّة، جرحاً نازفاً في خاصرة العرب منذ سبعين سنة، وكلّما أراد القطُّ الغربيُّ مداعبة الفأر العربيّ الصريع: لا يقتله فتنتهي اللعبة، بل يبقيه في العناية المركّزة في أروقة معاهداته وتحت وقع اتفاقيّاته، ليكون الوصيّ الحريص على قضم أرضه وارتشاف نفطه، وتدمير تراثه، ليظلّ منتشياً بلعبة القطِّ، التي لن تنتهي قبل أن ينضب معين العرب من الذهب الأسود المدفون في باطن أرضٍ فشل أصحابه في ردّ الطامعين. وها هو الشرق منبع الحضارة القديمة يصبح ببساطة مدفناً لأبنائه ومحرقة لشهدائه وأحراره وشاهداً على حضارة تندثر إلى غير رجعة. فهل يخرس الأدب أمام هذه الأهوال؟ أم يتحرّك ليقصّ صورة الشقاء المتنقّل الذي شرّد كثيرين، وغرّب أجيالاً مازالت ترزح تحت وطأة النزوح والضياع؟؟ وهل على الأديب أن يتناسى مرارة الواقع فينام على وسادة الأحلام الورديّ...