المشاركات

عرض المشاركات من مايو ١٣, ٢٠١٢

" كائنـــــــات "

صورة
في النكبة وأخواتها ! بقلم : مروان عبد العال الكائن (الأول) البعد الثالث : ذات نكبة ، تحتفي بكائن ما زال ، أفرش محراب كتفي الأيسر ، كي تهبط عليه أحلامه الثقيله ، لأني وحدي أنا بُعدك الْثَّالِث ، سِر إلى حِلْمك الذي يَغْلِي ولا يَتَبَخَّر، متى نقلب وجه الشمس نحوالشرق ؟ يهمس القمر إلى كل المدى المألوف للعتمة ، لأنكم أنتم كل الفصول المشبعة برائحة الفجر ، حتى تنكسر يوماً شراسة العزلة في عيون الليل ، وتنكسر الأصفاد في يديك ، حين نبقى في دائرة العزل ، حتى لا يسقط القمر، يبقى يتموج في إيقاع الخيال داخل " ألبوم " الذي يعج بأمكنة تصنعها التأملات بحرارة السرد الذي يفوق حتى السفر ذات. هناك قمر كائن مدهش يشبه إمراة مصنوعة من خرافة ، يتسرّب في سراديب الحي ويمس المشاعر بخدر لذيذ ، مذ تركه جدي وراءه ، وأحضر معه النكبة. معلَقا ًخلف شجرة السدرة ، يرمقني بنظرة غريبة حين تصل خيوطه إلى المدى الممتد على مفترق الطريق بين وادي المجنونة وجورة التفاح . منذ إقتلاع الزمن البكر من ترابه وذاكرتي تشتعل بالحرائق ، لم يسبق اني عشت في ضوئه ، حتى ما رأت عيني يوما لونه المتأرجح في عرس النجوم عثرت عل

كائنات 2

صورة
الكائن (الثاني) سيــرة : تكتبني تلك الكلمات الشفافة التي لا يراها أحد ولكن يقرأها كل الناس ، ما أجمل أن تسكنك دائرة السيرة بعدها أنت والمطر وشخصية الكائن في شكل بطل ما ! تتوغل في سراديب الروح ، يحاور الزمن ليصنع الغد ، حتى لا يستهلك التاريخ ويجتر الماضي ، متجاوزاً عشوائية الّراهن ، يستمد قدسيته من كونه وطنا يمتشقه الصباح ، من هيبة تجاعيد وجهه الحنطي ، على جبينِه تتلوّى المأساة كخطوط حدوده الهرمه ، لناسه طُهر التراب ولحياتهم اليومية بقايا الرماد . يرتفع كجذع السماء ، ويسافر بعيداً عن اللغة الشائكة والأفكار المهلهلة، كل حلمٍ حي هو نسخة عن وطن بدلْ ضائع ، يشبه خارطة تعلقها طفلة في عنقها ، كل خرائط الجغرافيا لا تصنع وطنا ، على تضاريس الأرض يسير ودون الجغرافيا ، تصير الخرائط نعوة منسية في أدراج النكبة،يس وطنه حين يزوره بإذن مسبق ، تقول الإنسان يعود إلى بيته ولا يزوره البطل يأبى أن يختلس النظر إليه من وراء شريط شائك أو يتسوّل نظرة من شقوق نافذة يكون بيتك حين يكون الباب لك والطريق تكتب عليها بحرية خطاك. لا تتسوّل عاطفة ولا مال ولا سياسة من أحد، البطولة في أن تهزم السجّان لا أن تستجدي

كائنات 3

صورة
الكائن(الثالث) خان الشاوردا : تصف جدتي الباب المفتوح على مصراعيه بأنه مثل " خان شاوردا ". الكلمة تتردّد على لِساني كأنها بلا كائن أو أصل مكاني. وصف معتمد لكل حالة تسيُّب وفوضى ، تُوسم بحالة " خان شاوردا " كلمة إستوطنت لغتنا ، ولم نكن نعرف منبتها الأول ، وما هو معناها الأصلي ، سوى أنها وصف الباب المخلوع والوطن الذي بلا باب أو بواب يحميه , حتى قرأت مرّة بالصدفة عن قصة هذا الخان ، بأنه يقع قرب المدخل الشرقي لسور مدينة عكا ، كان مكان واسع في وسطهِ سبيل مياه لسقاية المواشي. " الشاوردا " هو سبيل لكل عابر سبيل، لا تحتاج لتصريح كي تدخله ولا لِتزوير جواز سفرك ، كي تكون ضيفا ، ويطيب لك المقام، رشيقة هي الكلمة تتبعها فتصل بها إلى وطن ، إلى الباب الأهم من البيت ، من لا يملك الباب لا يملك البيت ، حين يصادر الباب منك ، تصادر حريتك منك ، لك البيت ولنا المفتاح ، وحين تستأذن النوم في بيتك لا يكون بيتك ، هو حقل تجارب في فن تشويه صورة البطل ، وتتكسر المرآة التي تتعلّق عليه وجوهنا، باب الدّار في المخيم كان مفتوحاً باستمرار ، للداخل والخارج ، وخاصة عندما تشترك في الدّا

كائنات 4

صورة
الكائن(الرابع) سيدي غانم : أصير أحلم أنه أنا ، بطل لم يفارقني كملحمة شعبية مروية ، الكائن المتذمّر ولكنه ليس مرتداً ، يدهشني كطفل يستعير خيال الراوي وهو يخبرني بحنين وشجن عن " سيدي غانم " ، الفتى الأكحل ، ممشوق القوام، يتحدث عنه كأنه مارد جبار ، رجل غير عادي ، الذي يجلب الحق من بين أنياب الوحش ، والقرش من تحت الصخر، كل شيء في القرية إستثناء فوق العادة ، كنت أحلم أنه أنا ، ذاك المليء الجسد ، يعنتر شاربيه ، هكذا كان جدي يصف " سيدي غانم " ، يدخله في مخيلتي كإحتفاء مدهش ببطل إسبارطيٌ بهيئة " جالوت " الجبار. يكون أنا حين كانت الحساسين تهوى الوقوف على كتفيه ، ويكون أنا حين كانت الصبايا يختلسن النظر إليه من بين سنابل البيادر الذهبية. أنا هو الكائن الذي يربك المدينة في شهوة القوة وألق الجمال وعنفوان الرجولة،أحلمه كروحٍ للمكان عاشقاً أو ثائراً أو شهيداً. شياطين القبر يحلو لها السطو على الذكريات ، كانت في دائرة الملائكة ، الملائكة لن تبقى ملائكة إن إستقالت عن عرشها السماوي ، تصير بشراً ، إن دبّت على البسيطة ، يتكون فيها نزوع دنيوي إستثنائي ، تمشي وهي تن

كائنات 5

صورة
الكائن (الخامس) اللعبة الصغيرة : إشتر الحلوى والدفاتر للصغار فهم يدمنون طعم المرارة ، كبيرة هي دائرة لعبة الطفولة في سراديب المخيم حين تتماهى مع شخصية البطل ، مخيم يصير بطلا يحاكي في ذاتهِ بطلاً ، تستدرجك الّلغة ، إلى سياق الكلمات ودلالتها ، هو البطل ونفس الوقت ضحية الّلغة الخائنة ، عندما يسقط في الكلام في بحر الدلالات الغامضة والمضمرة ، يداهن السامع كي يغدق عليه علامات الرضى ، عند الأطفال البطل ملفقاً ، يسعى لإحتواء الحب واحتكاره بالمناورة حين يفشل في حِيازته عن طريق البكاء، بطل لا يعرف الإرتكاس ، ولا التحايل على الذات ، يصير الضحية إن كانت مُستحبة ، ويكون الجلاد إن كان الأخير دمثاً، بطل مصاب بحالة جوع أبدي للسؤال ولكنه ينزف كالشوارع ، يفر كنهر من التلاميذ تنساب كالجداول من أبواب المدرسة، لماذا صغرت لعبته طالما أن أحلامه سريعة العطب ؟ كائن بريء ينمو داخلي ويبقى طفلا ولا يريد أن يكبر، ندخل المخيم الحرام مثلما اقتلعنا من جدران البيت الحلال ، قد نكتسب لقاباً يوازي البطولة ، ينثر الشوق كرائحة الليمون فوق مسامات الجسد ، يوزعها شمالاً ويميناً لكل مُقبل ومُدبر، تتحدّاك بلغة البطل ، &

كائنات 6

صورة
الكائن (السادس) دون كيشوت : قرفت الوهم المعشعش في صدر الأحلام ، كلما إبتعد الوطن إلى مصاف الحلم يصير البطل أكثر حقيقة ، وأحيانا عندما تصل إلى الوطن وتراه حقيقة يصبح البطل سريالياً فائضاً لا لزوم له، ذات حرب كان التحدي فدائيا ًيجترح المعجزات ومخيما ًينسج صورة المستحيل ، حينما أفرط بالبطولة وما فرّط بالحق ، يظن الحكماء أن الإفراط في الشيء سيؤدي إلى عكسه، " فأل شؤم " أن تحسد نفسك لشدة الفرح ، حيث لا يحق لك إلا كل شيء عابر ، دون تطرف ، شريطة أن لا يدوم ولا يستطيب الإقامة فيك ومعك ، فرِح هو لاجيء مثلك ، مسموح لقلبك فرحٌ مؤقت بكل ما في المؤقت من شراهة ، هكذا قيل " كفانا الله شر الضحك " كي لا تنقلب إلى بكاء، كان بطلا بلا حدود حتى إنقرضت فيه البطولة، حتى صحّ فيه لي المقولة المعروفة : " ومن الحب ما قتل " ، إلى " ومن البطل ما قتل ". المسافة بين إندلاع الحجارة وسقوط الأصالة، كان يحمل جمرة الوردة وينفجر ، منذ أحرق الخيمة ولد فيه " يوضاس " كان ينمو من ثرثرة بين شخصيتين ، النبي مخلّصاً بوصفته الربانية ولحراس الهيكل يختصر بوطن وهمي0 كل خلايا

كائنات 7

صورة
الكائن(السابع) الصورة : النّكبة موسم صيفي ، كرنفال مميت ومقيت لا يكفيها يوم واحد ، للنّكبة أيام وخيام ، للنّكبة أبناء وأخوات وأحفاد أيضا ، في كل دائرة فيها شريط ذكريات وكائنات ، ألبوم صور بالأسود والأبيض دائما ، لا أعرف هكذا هي النّكبة ليست ملونة في مخيلتي أبدا، كأنها صورة سِرداب يعيدك لليلة القبض على الحكاية وقصة السطو على سيرة البطل ، تتعدد أساليب رسم " ألبوم " الصور وإفتعال شكلها المدجّن تشويهاً أما بالعزل أو بالقتل المتسلسل للصورة ، كل حجر يرمى في ماء النكبة لتتسع بعدها دوائر السؤال : من يريد أن يسلبنا صورة البطل؟ ينزعه عنوة من شخصيتنا؟ ذاك الذي حوّل المأساة تحت وطأة النّكبة إلى تحدٍ وتصعيدٍ وثورةٍ، فكان المخيم البطل ، لكثرة ما ألهبه العشق ، أضاع صورته الحقيقية ، صار يكابد كي يستعيدها متأخراً ، يوم ضاعت التُّخوم بين البطولة و" الفهلوة " ، صار المخيم الفائض عن القانون وعن حاجة السوق السياسي وانتهت مدة الصلاحية ، صار مادة إختبار لطرق مبتكرة للإستخدام ، ليصير في ماكينة تصنيع جديدة ، تعصرهُ المعاناة من جديد، أنا الذي وصلتني تلك الصورة على رائحة نعنع بري يداع

كائنات 8

صورة
الكائن (الثامن) الفدائي : ذات وطن ، إقتلع الأسلاك من قدميه ، ذات الحب يشبه لوعة تطحنها صدمة الدهشة ، لا تثنيه العتمة المخبأة وراء الجدران ، مثل القضبان " المعقوفة " والسوداء ، مكتوبه على دفاتر الرحلة ، وتمتد من مشهد البطل الإيجابي " الفدائي " أنت أول المطر وآخر الياسمين ، إلى الصورة المسبقة الصنع التي تم إختراعها ، هو الظل لا ينتمى للصورة ، مثل " الجماهير المُعلّبة " ، مبعثرة الملامح لا تشبهنا أبدا ، ولا تمت لروحي الجماعية والفردية بصلة ، صرت البطل السلبي بهيئة الانسان " الوحش " حين إخترعه " هوبس " كي يلهو فيه الساسة. كيف ينهار الدم وترتفع الأوسمة؟ صار مقاتلاً بلا وجه ، مثل أُهزوجة كبرى تتوعّد بطحن ذكريات المخيم كي تحتفى مزهوة بآخر لحظة في الحلم،كم مُفزع أن يتحوّل المخيم إلى مقبرة للحلم،ضحية تضعك بين مطرقتين ، الأولى وهي ترسم الصورة والثانية تصدقها وتصادق عليه،توحّدت فيه كل الأشياء ، وتصادمت فيه الوضعيات والماهيات ، ليس أجنبياً فهو ينطق بلغة الضّاد ، ولا هو مقيم ، وكذلك ليس لاجئا بشروط اللجوء بالمعايير الدولية المحترمة ، أو ضي

كائنات 9

صورة
الكائن (التاسع) الإستعارة : ذات نكبة ، استمرار لما سبق ، شهوة مقيتة لقتل الصورة ! انتظر قدومك بنشوة التعب العظيم و بشوق مثل مرارة كأس الشاي الثقيل . غاب جسدك فصرت أكتب عبر الهواء وليس عليه ، أستعير شفافية الفضاء ، حيث تتداعى خطاي على شوارع مستعارة وفوق أرصفة الآخرين ، يعضُّ على شفتيه وهو يلبس أحزانه ، البطل المنفي ويستعار حين تسلب صورته الأصلية، يستهلكه الإعلام ، ويغتاله عمداً إجترار السياسة ، حتى تنزف صورته كل الشوارع.إستُبدِل بصورة ملفّقة ، قناع وجههِ ، يمحو ملامح الصورة النّقية من خلال الإصرار على إغتيال الوطن فينا. حين أحلم أنه أنا كبديل مؤقت لوطن في نفسي ، العبث في قلب صورة البطل الباقي ، هو إنتحار الحلم، مثلما نحطّم أسطورة الشهيد من جهة والأسير من جهة أخرى ، نقتل الوعي والضمير الجمعي والإنسان الطيب، حين نعمل على إستلاب صورة الفلسطيني الحالم عند حدود الزمن الرقمي واللئيم, في زمن مسكوب في غربال الذاكرة ، تترجمه ملحمة الحرية أو مذبحها ، كل شيء يصبو لقيامة بطل ، نسأله متى يحضر ؟ إن كان شبحاً ندعوه أن يتأنّسن ، لكن ليس ماضياً يعبُر زمن غابر ، " سيدي غانم " هو فلسطي

" كائنـــــــات "

صورة
الكائن(العاشر) الدائرة الاخيرة : يوم حانت ساعة السنونو ، صار للنّكبة لغة ومفردات، تسلب من الحب كلمة الشوق ، تختطف معناها الذي لا يسكن بالوصل ، كي لا يعول عليه كما قال " إبن عربي " ، يضمحِل معنى البطل الفرد في الدائرة الأخيرة كذلك ، وتأخذ كلمة المخلّص معناها " النّكبوي " لقد تلاشى المنقذ وتعب المشرّد من إنتظار المنتظر، كل شيء ينتهي في ذروة إشتياقنا له ، إشتياق للحياة بعينها ، حين نقول لعشاق الحياة، لا نشك بحبكم للحياة، ، إن كنتم إلى هذا الحد تحبونها لماذا أكرهتمونا إياها ؟ لذا لن نختار الموت ، سيكون صوت الغضب الذي يردّد مع غسان كنفاني في أرض البرتقال الحزين وعام 1962 مبشراً بلسان البطل ( فيقول لنفسه بصوت منخفض : أيّة حياة هذه ! الموت أفضل منها " والصراخ ، يا سيدي عدوي " ، فإذا الجميع يصرخ دفعة واحدة : " أية حياة هذه!الموت أفضل منها " والناس عادة ، لا يحبون الموت كثيراً فلا بد أن يفكروا بأمر آخر.) أيّة حياة فارغة ، بلا هذا الضمير الجمعي الذي يصرخ دفعة واحدة ، لأنه صانع البطل " الشعب " الذي يدري أي حياة يريد، وإن أراد فعل ، وإن فعل صد

اشتاقني عطر الزيزفون

الطريق ينتظر الشمس عند الخطى الاولى للفجر، تمر على الذكرى الحزينة ، يوم ترنحت في الهواء الطلق تلك الابتسامات ألرقيقة ، تعثرت بدمعتين مدرجة بالحب امام القمة العصيّة. لم تعرفك الصخرة البيضاء ، اغلق البلّان درب الصعود، وفي الوادي تأسرني رائحة قديمة ، قيد من حنين يربط خطواتي ، التفت حولي باحثا عن سيرة الشجر الباكي ، لتدلني الاغصان على نفسها. كان عطر الزيزفون يعاتبني، كيف لي ان أصافح الصخر وأنسى الزيزفون. ذات زمن بكر ، كنت أراها يوميا على ضفاف النهر، أجلس تحت ظلالها أقرأ كتابي المدرسي ، يعانقني عطرها الانيق ، تلازمني رائحتها ، حين أنتهي من القراءة ولا ينتهي الكتاب لا أثني أوراق الكتاب بل اضع اوراق الزيزفون بين الصفحات، كان عطرها يزداد رونقا مع مضي الايام ، تذهب معي الى وسادة النوم وفى الحقيبة والمقعد الدراسي في الصف . كانت الصبايا يتسابقن في معرفة ماركة العطر التي تفوح من هذا الصباح. لك الحق ان تصفع ابتعادي ، ان تلوم قسوة الفراق ، ان تنزف كل هذا العبق من رائحتك المؤثرة وتفكك لي في بوح عطرك ، فيض الشوق. اشتقتك أيضا، يا عطر الزيزفون. مروان عبد العال