كائنات 8
الكائن (الثامن)
الفدائي :
ذات وطن ، إقتلع الأسلاك من قدميه ، ذات الحب يشبه لوعة تطحنها صدمة الدهشة ، لا تثنيه العتمة المخبأة وراء الجدران ، مثل القضبان " المعقوفة " والسوداء ، مكتوبه على دفاتر الرحلة ، وتمتد من مشهد البطل الإيجابي " الفدائي " أنت أول المطر وآخر الياسمين ، إلى الصورة المسبقة الصنع التي تم إختراعها ، هو الظل لا ينتمى للصورة ، مثل " الجماهير المُعلّبة " ، مبعثرة الملامح لا تشبهنا أبدا ، ولا تمت لروحي الجماعية والفردية بصلة ، صرت البطل السلبي بهيئة الانسان " الوحش " حين إخترعه " هوبس " كي يلهو فيه الساسة.
كيف ينهار الدم وترتفع الأوسمة؟ صار مقاتلاً بلا وجه ، مثل أُهزوجة كبرى تتوعّد بطحن ذكريات المخيم كي تحتفى مزهوة بآخر لحظة في الحلم،كم مُفزع أن يتحوّل المخيم إلى مقبرة للحلم،ضحية تضعك بين مطرقتين ، الأولى وهي ترسم الصورة والثانية تصدقها وتصادق عليه،توحّدت فيه كل الأشياء ، وتصادمت فيه الوضعيات والماهيات ، ليس أجنبياً فهو ينطق بلغة الضّاد ، ولا هو مقيم ، وكذلك ليس لاجئا بشروط اللجوء بالمعايير الدولية المحترمة ، أو ضيفاً في عهدة كريمة ، لا حقوق إنسانية مدنية ولا سياسية ، وتراجعت طرق وخيارات التسوية من أجل حقوق وطنية ، وحكما صار الحق في المقاومة مستحيل، إذاً ما هو هذا الكائن سوى نوع من فصيلة الحيوان السياسي الذي فرّ من أمير " ميكافيلي " ، ويافطة مكتوب عليها: تمهّل أيها الشرير ، أنت ضحية سلبيةِ العالم ، لم تعد بطلاً في هذا " الغيتو " المتمرد ، تنمو مع أزهار الشر في حدائق " بودلير "، في صورة البطل " القبيح "، لك كل الرموز المُبهمة واللغة الفاضحة ، يا إبن الفجيعة ، إلى متى ستظل الضيف الثقيل الغير ممنوع من الصرف؟ في التحول التراجيدي من صورة الثائر إلى صورة المثير، لكن لكل أنواع الشفق، تستدر إستغاثة دولية معتبرة ، ولا يليق بك إلا الصّدقة، حين ستشكل شخصيتك العصرية من كل وادٍ عصا ، تحمل دلالاتها المتدرّجة في ثوابت راسخة ، " المفتاح " كأمل للعودة إلى البيت ، إلى رمز اللجوء.
" بطاقة الاعاشة " تستجدي " الكرتونة " كمحتوى لائق لمواد غذائية توزّعها المؤسسات الدولية ، تختلط فيها محور وحركة ورموز ، الخيمة والمخيم والبراكس وكيس الطحين ووكالة الغوث ومؤسسات غير حكومية ، مع عنوانين الكرامة في التناغم الهرموني من رمزية البندقية والمفتاح والمدرسة والخندق والتنظيم.
رصاص البؤس أيضا يقتل ويقتل ، لذا " أنيأتهم " أردّد صيحة الاديب الفرنسي "أميل زولا" ، في قضية درايفوس.. إتّهم من يفتك بك سُماً وبؤسا ً، وحتى يحتفى بك مزايدة ويخنقك حباً أيضا.إرحمونا من حبّكم !
تعليقات
إرسال تعليق