المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ٢٠, ٢٠١٤

ماركيز انتصر على بطريرك لا يحلم

صورة
  مرارة الحروف لا تلغي إدمان طعمها المباح، فأحيانا من شدة حلاوتها تفقد روحها، فتبدو كأنها كلمات معسولة ومغسولة ومصنعة سلفا .   سأكتب من دون مواربة، ذات يوم  لم أكن أستطيع أن أنطق اسمه كاملا بلا أخطاء، ونادرا ما نطقت اسمه الأول بشكل صحيح قبل أن تسقط في متاهة اللفظ البقية الباقية من الاسم اللغز. فهو يعتبر أنه يوازي بسماعه جملة موسيقية، ولكنها طويلة وصعبة. غابرييل غارسيا ماركيز، كنا نتعلم كيف ننطق ونحفظ ونستعير أحلامه الثورية، حتى تتحول إلى زادنا الوفير ضد الضجر، فكانت رواية "الجنرال في متاهته"، والروايات تتوالى رفيقة مؤنسة في سنوات الحرب،  تتنافس مع رائعة الأدب الروسي "الرعب والجرأة" و"كيف سقينا الفولاذ؟  " مع رائعة أميركا اللاتينية  "مائة عام من العزلة ".  أمسيات  متزاحمة  في  نهايات حروب رتيبة و موحشة يوم صارت تختلف عن بداياتها . جيل ماركيز حمل حياته بيد ورموزه بيد أخرى  كرواية جديدة ، يستخدمها كدواء لتسكين وجع المدن الخائفة، وأزقة المخيمات المستنفرة إلى غابات أمريكا اللاتينية الشاقولية، و في نوبة الحراسة الليلة يظل مأخوذا بسمرة صبية