إسكندر حبش: «60 مليون زهرة» رواية فلسطينية تعتمد على التاريخ
حين نحت الروائي البيروفي ماريو بارغاس يوسا مصطلح "الحقيقة عبر الكذب"، لم يكن يقصد بذلك أن "الكذب" هو الذي يجب أن يشكل عماد الحياة لترتكز عليه، بل كان يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. صحيح أنه انطلق في كلامه هذا من تأملاته في قضايا الرواية المعاصرة، إلا أنه حاول أن يفكر في علاقة الرواية بالتاريخ، لهذا وجد أن الأدب يمكن له أن يقدم رؤية أخرى لكل ما هو ثابت، لكل ما هو متفق عليه. بمعنى آخر، كان يجد أن الأدب يملك شرطة الخاص الذي يفوق كلّ الشروط الأخرى. وأضاف: كلام الروائي البيروفي هذا، يجعلنا نعيد التفكير بالكثير من الأشياء، على الأقل علينا أن نعيد التفكير بأمر أساسي حين نجد رواية تستعيد أرضا وأحداثا ونضالا. أقصد حين نقرأ رواية مشابهة علينا أن لا نبحث عن الحقائق التاريخية في الأدب، بل أن نقرأ الأدب على أنه هو الحقيقة المطلقة، فالرواية لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تكون تاريخا مجردا، بل علينا أن ننساق إلى منطقها الخاص، وعلى الرغم من أننا نعرف أحيانا الحادثة التاريخية، إلا أنه علينا أن نصدق الروائي، بمعنى أن نقرأه هو، أن نقرأ قصته هو، لا أن نبحث فيها عمّا هو حقيقي أو غير حق...