الثقافة تعبير عن هوية وجذور ووطن


كلمة ألقيت بمناسبة تكريم المكتب الإعلامي 
للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، عصر يوم الاثنين 28/11/2016 الأديب السياسي المناضل مروان عبد العال، لمناسبة نيله جائزة القدس للإبداع والثقافة :
أوجه  الشكر لهذه المبادرة كونها لفتة كريمة من المكتب الإعلامي والرفاق والأصدقاء في الجبهة، إن هذه الجائزة هي لمروان عبد العال لكنني لا أعتبرها حصراً لي، بل هي للثقافة الفلسطينية التي مازالت تحمل قضية المخيم ناسه وحكايته وأحلامه وأوجاعه، وآماله، وميزة الجائزة الخاصة أنها جاءت بهذا التوقيت لتؤكد على دورالشتات في صناعة الثقافة الوطنية، ومكانتها على الخريطة الثقافية الفلسطينية، وأضاف، وإني لمناسبة الانطلاقة أنني قد حققت وصية الحكيم الذي قال ( الجبهة الثقافية يجب أن لا تسقط)، لذلك شعرت بالسعادة في أن تنتزع الجبهة اعترافاً ثقافياً بمكانتها في الإبداع كما كانت، وكما كتب غسان كنفاني الذي أمد القضية بركائز ثقافية ولا يزال ذلك نيشاناً على صدر الجبهة الشعبية .
 إن هناك سياسة مدمرة تسعى لوضع الشتات خارج المشروع الوطني وخارج المشروع الثقافي باعتباره ثقافة منفية، لكننا لسنا ثقافة منفية ، صحيح أننا خارج الوطن لكنها ثقافة المنفى التي هدفها الوطن، فهناك ثقافة قد تكون جغرافيا في الوطن لكنها ثقافيا خارجه، فنحن نكتب ونتعلم ونرسم ونناضل ونمارس الإبداع بأشكاله كي تكون الثقافة وطن يعبرعن هويتنا وعن تاريخنا وعن جذورنا، ونحن جزء أصيل منه، فبهذا المعنى هي ثقافة مقاومة أصيلة، وليست ثقافة دخيلة أو طارئة أوبوقاً للسلطة، وتطرق خلال كلامه إلى فكرة المزج بين الثقافة والسياسة قائلًا: كأن ذلك زواج حرام ، نتوه كلما كنّا من الجهلة، فالسياسة من دون ثقافة كالجسم بلا فيتامين، فالسياسة تتحول إلى وجبات سريعة وفاسدة وتفاصيل مقرفة عندما تتخلى عن مضمونها الثقافي المؤثر، فلذلك إن الفصيل الذي يخلع ثوبه الثقافي يبدو مكشوفاً عارياً تراه في تدني مستوى القرار وكفاءة الأداء، والسياسة من دون ثقافة هياكل مصابة بترقرق العظام، والسبب في ذلك تغييب العامل الثقافي، لذلك يسد الفراغ هذا المظهر الأمني والسلطوي، والبديل هو أننا نريد ثقافة في الطليعة في صياغة القرار السياسي وفي قلب الصراع . 
دلالات الجائزة وأهم شيء فيها السر بالهزيمة سببه الجهل، ومن المؤسف أن تكون نتيجة إحصاءات الأونيسكو هي أن متوسط معدل القراءة للطفل العربي سنوياً 6 دقائق بينما في الولايات المتحدة مثلاً متوسطها يومياً 6 دقائق.
 وانا ممتن من قلبي لكل شخص فيكم عبر عن فرحه بالجائزة ومن أشعرني أنها جائزة له ويستحقها، وللمناسبة إن الذي يستحقها هي بيئة كاملة شكلتني وأسست لهذا النجاح للرفاق الأوائل ومنهم شهداء، والذين تعلمت منهم الكثير الرفيق أبو مصطفى الراشد والرفيق الشيخ صالح والذين جعلوا من كتب وقصص وروايات ودراسات غسان كنفاني مادة تثقيفية للخلايا الحزبية ، ولوالدتي " يطول عمرها" التي علمتني الأبجدية قبل المدرسة والحكاية، ولأبي الفنان التشكيلي " يطول عمره"، الذي يمتلك مكتبة يقدس فيها الكتاب اي كتاب، ولجدي الذي كان مبدعاً بصناعة الأسلحة قبل النكبة وقبل الثورة وفي زمنها حتى وفاته " رحمه الله" الذي اعتبر أن هذا انتصار لكل هذه الجبهة لكل هؤلاء . هذه الثورة هي جزء منّا وفينا ومن وفي شخصيتنا، وهي عشق الحياة وشغف الحرية ، الديكتاتوريون لا يقرأون الرواية فكيف سيكتبونها أويستمتعون بها، وكما قال أحدهم مرة : "الفن هو ما يميز الإنسان عن بقية المخلوقات"، لذلك الإبداع هو تأكيد لإنسانيتنا، هويتنا ورسالتنا للبشرية.
إني أفتخر بحمل هذه الرسالة وأفتخر بالجميع وأفتخر بكم ، شكراً لكم.

وفي ختام الحفل قدّم أبو جابر ونضال عبد العال وأبو الوليد و جواد عقل درعًا تكريميًّا للأديب مروان عبد العال، ثم قدّم أحمد مراد باسم منطقة صور هدية تذكارية مطرّزة بأيدي رفيقات في منطقة صور.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء