المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر ٢٣, ٢٠١١

أبحث عنك في القارة السادسة

صورة
لديمومة المنفى في النفس شبه لخلود الفردوس ، كالجنة الموعودة. كانت جملة نطقها بكل أسى : أنت تحسد الاغاني عندما تسافر عبر الحدود بلا جواز سفر. المنفى في جغرافيا الشوق، يكون القارة السادسة ! وهو في فيزياء الحنين قد ينتمى لعلم الفلك ، عندها سيكون الكوكب السادس ، زُحل، الأشبه بكوكبنا ولكنه يلفظك كغريب ولا يتسع لحياة آدمية. باغت الماء ملامحي كالوحشة. حدثني زائري البرازيلي عن القهوة وكرة القدم وغابات الامازون، وعن دعم قضايا الشعوب، وأن بلاده أخيراً قد استوردت مخيماً . أدركت أننا نمتلك بضاعة فائضة وقابلة للتصدير، وأننا نتجول كالبطريق في وطن افتراضي ، ونسافر في منفى مشروع، يتسرب بين القارات كقارة مجهولة. أحسست لحظتها اني أزاحم طيور البطريق هناك ـ عند جبل مجدب شاهق يطال كبد السماء، في جو خريفي وتتمايل بإناقتها ولا تخشى البته كل الحيوانات البرية المفترسة، وفي عباب الماء كانت أشكال مريبه من عجل البحر والحيتان الزرقاء وطيور النورس والطيور الجارحة، تلوح في أفق سفرنا المريع ، وأواسي نفسي بأمل أن معظم طيور البطريق تعشق الحجارة ـ عند المساء كانت الشمس في حالة نحيب على وداع دائم ويومي، تبعثر خيوط

عيونٌ من غسق !

صورة
نحن نتعدد ولم نتبادل الأمكنة ، كنت أنت أنت ، لا تشبه أنا أنا، لكن ندق في ذات الوقت ، في شغف يمضى خلف أحلامي الجائعة، هي تمر الآن في حالة تناوب عفوي على نافذة مسافرة في قمرة ساكنة، أتقمص ذاتي في غربة لامتناهية. مرة أشعر بأني أحد، كائن في حالة تحّول سرمدي ، ومرات كقارة منقرضة. تعاند الطبيعة للعودة الى الوجود ، في اللاوجود ولدت الحقيقة ، وفي أسطورة يتكئ عليها خيال شارد ، يواعد غزال تنساب بكلمات تلمع أشكالها بجوهر الألوان ، وأنت أنت عند محطة الصيف تكتب على سكة القطارات القادمة . أطفال الغسق نحن ، ننام مع عناق الحياة ، على مقربة من ليل يصير أُرجوحة في باحة الدار الخلفية ، يهزها الريح بين طرفي المساء والصباح ، لقد أنتحر الرماد يوم ولدت في حضن المسافة بشائر المرحلة الغسقية فيها يختلط الليل بالنهار، وتسكب خمرة الأثنين في كأس واحد، عندها كل موج يجرح عين الغسق بزبد مالح، والقارب تمزقت أشرعته فمد لنا مجدافيه ذراعا نحو ميناء مهجور، وضحكات غوغائية نادرة تسخر من بحر يتثائب . لم يبقى لي أنا سوى مرساة قديمة تكره ميوعة الرمال وأنت بوصلة معلقة كأيقونة سحرية ، تتدلى دائما عند جهة القلب، لكنها تشير ا

عيونك خضرا يا سِلِق !

صورة
أجابني صدفة صباح مشاكس كالوجوه العبوسة الحائرة ، المنتقعة اللون، والتي تختلط معها كل صور النساء في مخيلتي وتذوب في تقاسيم وجه واحد بسيط، من بائعة خضار، تقرفص في ما يسمى دكانها على رصيف حشائشي مفترض، وتنادي بصوت طربي وبنغم صوفي " عيونك خضر يا سلق" .. جدران الشقاوة الممتدة في أزقة مخيم مكابر، حيث فوضى الروح تطلق تحذيرا للعابر المتجول في السوق الشعبي، إحذر أيها الغريب، ربما من شدة الصمت قد تتكسر طوابير أسنانك! سخر منها بالقول: تقصدين طاقم أسناني الصناعية! قذفني صوتها فوق زجاج سميك ،عن بقلة خضراء عادية ، تحولت بفعلها الى حالة مُثلى كروح القصيدة، بفعل من خصب الكلمات الحميمية والسهلة ، دون ان تدري يصير للعشب هالة أسطورية، فلنبتة السلق نبتت عيون خضراء ، تصوير أبداعي يرسم أكاليل زهر محاطة بقوس من فضة دائرة للكبرياء ، فوق العرش الطالع من الحلم ، تهيم كعيني الروح في جداول من ماء. يحفر في حدقات الليل الصخري كل العري الذي ما زال يسرق منا موسم اليباب. مروان عبد العال

عيون من زيتون

صورة
.... وأخيراً باح لي هذا الصباح أن بعض السحر فيه لم يكن خرافة، وشوشات حبات الزيتون تسمعها دون أن تفهمها تنهمر من شجيرة محاصرة بين جدارين، خضراء موشحة كعقد من العقيق ، هي ذاكرة الزيتون ، نبتة الخلود ، شجرة لاجئة في بيت مخيمي ، تبكى جذرها قبل ان تنام. كنت اعتقد ان حدائق الجنة لا تنبت في نهر الجحيم. في حديث آخر قيل ان للزيتون عيون يتبع فيها أصحابه. حبات تتململ بالشوق الموحش ، تعرفت عليها عندما كشفت لي سرها وأعطتني قبلة من زيت سحرها هذا الصباح. كل مرة ندرك بان المساء أخذ مكاني في عالم الخرافة، حتى لو شعرت أنه بحوزتنا ويستلقى تحت أغصان الزيتون ، جذعها في قلبي تحميه رموش عيون موناليزية ، وعلى مرمى الروح دالية عنب مثقلة بكل ألوان العناقيد ، تمتشق بريقها وهو يشق جبهة الفجر من بين أزرار قميص نافذتي. كان متروكا للعدم ، قبل ذاك الشيء ، كان أنا نفسي تهطل منها الطفوله هناك بكل ما فيها من خربشات على جدران مدرسة قديمة، هناك طائرٌ أزرق وفي زاوية أخرى سمك برتقالي وفوق ورق أبيض هناك قطط تتراقص بظلال ألوانها والضوء يبهر الجدران بعقارب الوقت تعبرنا ، كي نلتقي على ضفة وهمية .كلماتنا تتدحرج على هضاب الروح