أبحث عنك في القارة السادسة
لديمومة المنفى في النفس شبه لخلود الفردوس ، كالجنة الموعودة. كانت جملة نطقها بكل أسى : أنت تحسد الاغاني عندما تسافر عبر الحدود بلا جواز سفر. المنفى في جغرافيا الشوق، يكون القارة السادسة ! وهو في فيزياء الحنين قد ينتمى لعلم الفلك ، عندها سيكون الكوكب السادس ، زُحل، الأشبه بكوكبنا ولكنه يلفظك كغريب ولا يتسع لحياة آدمية. باغت الماء ملامحي كالوحشة. حدثني زائري البرازيلي عن القهوة وكرة القدم وغابات الامازون، وعن دعم قضايا الشعوب، وأن بلاده أخيراً قد استوردت مخيماً . أدركت أننا نمتلك بضاعة فائضة وقابلة للتصدير، وأننا نتجول كالبطريق في وطن افتراضي ، ونسافر في منفى مشروع، يتسرب بين القارات كقارة مجهولة. أحسست لحظتها اني أزاحم طيور البطريق هناك ـ عند جبل مجدب شاهق يطال كبد السماء، في جو خريفي وتتمايل بإناقتها ولا تخشى البته كل الحيوانات البرية المفترسة، وفي عباب الماء كانت أشكال مريبه من عجل البحر والحيتان الزرقاء وطيور النورس والطيور الجارحة، تلوح في أفق سفرنا المريع ، وأواسي نفسي بأمل أن معظم طيور البطريق تعشق الحجارة ـ عند المساء كانت الشمس في حالة نحيب على وداع دائم ويومي، تبعثر خيوط...