المشاركات

عرض المشاركات من يناير ١١, ٢٠٠٩

من أشعار معين بسيسو

صورة
استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى استشهد الصوت ولم يزل يقاتل الصدى وأنت بين الماء والندى وأنت بين الصوت والصدى فراشة تطير حتى آخر المدى

عن زجاج لا يتحطم

أنا ابنها الذي غادرها منذ سبعة وثلاثين سنة. كان لوقع تحطّم الزجاج الأول في المطار موسيقى خاصة. إنفجار يشطرني على مساحة الحزن. أحسست بسقوطه المريع على رخام الردهة الخارجية. كنت أعبر من شفافيته كأني الشخص الوحيد الذي نصبت الأسوارحصرياً له… ولكنّي عبرته. لا تعرف شلال الشوق وهو يدلف من القلب نحو أطراف الجسد. كنت أسأل إن كانت الحواجز والقيود والأسلاك تقوى جميعها على ضبط أحاسيسي المندلقة أمام شبق شرطة المطار، وكيف تستلقي حقيبتي وتفتح ذراعيها وتلفظ أمعائها أمام رجال الأمن، لكني تنفست الصّعداء، وعزف نبض قلبي على إيقاع الموعد الآتي. سألتقي غزة… نعم.. هي هناك، خلف زجاج انكسر، وصار في جدارها الزجاجي معبراً صنعته معاول الجياع… وفجوة كي أنسل منها. الفجوة المفتوحة تتنفسني مثل زفير عاشق؛ لِمَ لا أكون شهيقاً يسافر على شراع الحلم؟!! كنت أحاكيها بالحركات والإشارات.. في الغياب….وقبل أسبوع وقفت على الجدار، وكنت قد وصلت ليلاً إلى تلك الفجوة الطريّة ولكنّها استعادت يباسها القاسي يصدّ من جديد. رياح ساخنة.. بنادق حاضرة.. متوترة، وارتعاش في الروح، جسدي يبقى خارجها. أمّا رفح وبعد… فآذانها وأصوات ناسها وصراخ أطف

غسّان كنفاني... ما زلنا على مرمى قلم

تتضاعف الحياة على محطّة الستين للنكبة، وفي يوم غيابه السادس والثلاثين، لو كان غسّان كنفاني مشاهداً لا شهيداً، لامتشق قلمه وأطلق زخّات من حبره اللزج بنكهة ساخرة. سيكتب عن السرّ النّكهة ويقول عفواً النّكبة... على قارعة مخيم، سيفرد تعابير وجهه ويلتقط التفاصيل ويقذفها على مرمى قلمه. جلّ ما يستحقّ منّا الآن، أن نكتب بوحي منه، نستعير رشفة من قلمه السيّال والحادّ كالسكّين... ربّما لننشر على حبل الغسيل وتحت الشّمس بعض مشاعره. أخاله سيكتب عن مشهد أمامي، ألتقط حركته بعدسته، وأضع إطاراً على الحائط وأعطيه المكان كي يبدأ بالحكاية التالية: مسافة تربط بين أسفلين، أسفل المخيّم بأسفل المدينة. فقد تكون النكتة الطريفة كسراً لمرارة أشجان اليوم المقيت ونكهة تضفي على كوب العصير الصّباحي، لغز الديمومة المنعشة. كلّ من لا يرغب في الدخول إلى أدغال المخيم، يستعين بمقهى «الحنون» ليسأل عنه أو يرتّب موعداً للقاء أو يضع دعوة للاحتفال. صار المقهى عنواناً دائماً لشخص غير مقيم اسمه الأستاذ «زيتون». هكذا سمّته جدّته تيمّناً بشجرة سكنت معها العمر في بهو الدار. المقهى هو ملتقى وصندوق بريد وتنظيم مواعيد، وصاحب المقهى يقوم