المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٢٧, ٢٠١٥

فلسطين مروان عبد العال عبر واقعية سحرية

صورة
   سلمان زين الدين | 01/01/2016 04:56:34 م يتخذ مروان عبد العال في «60 مليون زهرة»، روايته السابعة، (دار الفارابي)، من الواقعية السحرية إطاراً لتفكيك الواقع الفلسطيني. وهو واقع معروف للقاصي والداني، ومطروق من الرواية العربية بعامة والفلسطينية في شكل خاص. وتتمظهر مفرداته، على المستوى الإسرائيلي، بالعدوان، والقتل، والقمع، والاعتقال، والتهجير، ونسف البيوت، والإذلال، ومصادرة الأرزاق، وإقفال المعابر...، وتتمظهر، على المستوى الفلسطيني، بالمقاومة، والتضحية، والاستشهاد، وابتكار وسائل الصمود، والصراع بين الإخوة، والعجز عن اجتراح الحلول... على أن ما يختلف فيه مروان عبد العال عن الآخرين هو أنه يفكك هذا الواقع في إطار تغلب عليه الواقعية السحرية. ولعل غرابة الواقع ومأساويته، منذ حوالى سبعة عقود، على الأقل، تجعل الإطار المختار مناسباً للواقع المفروض. في «60 مليون زهرة»، لا توجد حكاية واحدة تتوالد فيها الأحداث، وتتعاقب، وتنمو، وتتشابك، وتتعقد وصولاً إلى حل معين، بل نحن إزاء مجموعة من الحكايات الفردية، الأفقية المسار، المتناثرة على مدى النص، فلكل شخصية حكايتها ومسارها. على أن العلاقة بين الشخصيات / ال

"زهرة الطين" رواية الولوج في العالم الانساني

صورة
د. هاشم الأيوبي عميد كلية الفنون وأستاذ الآداب في الجامعة اللبنانية. لعلَ الرواية أكثر الفنون الأدبية مقدرة على استيعاب قضايا بحجم قضية الإنسان الفلسطيني والتعبير عنها. واذا كان الشعر والفنون التشكيلية والأغنية والموسيقى تتكامل بدون شك لإستكمال الصورة من جوانب أخرى لا تقل أهمية ، فإن الرواية بتكاملها مع فنون العرض الحالية، من مسرح وسينما، مع التطور الهائل الذي طرأ على هذه الفنون، قد تكون الأكثر مسؤولية في عرضها لمسألة الانسان الفلسطيني الهائلة في تشعيباتها الانسانية والسياسية والاجتماعية والحضارية، الى آخر ما هنالك من جوانب تطال حياة هذا الانسان العربي في رحلة عذاباته، التي غطّت معظم القرن الماضي وأطلت صاخبة مع هذا القرن، مضرجة بالدماء التي كانت آخرها دماء أطفال بيت حانون. يمضي مروان عبد العال في روايته الجديدة "زهرة الطين" قدماَ في الولوج الى عالم الانسان الفلسطيني في رحلته التي لا تنتهي، وقد ازدادت تجربته ثقة في الإقدام على مثل هذا العمل. ليس من اليسير أن يعرف الكاتب كيف يبدأ في الكلام عن رحلة كهذه ومن أي باب يدخل. لم يغب ذلك عن خاطر مروان فدمج بين الرمز والواقع

رواية زهرة الطين: غربة تسوق إلى غربة

صورة
بقلم : عبد الكريم الحشاش كاتب وروائي وباحث في التراث زهرة الطين هي الرواية الثانية للكاتب مروان عبد العال، وهي ترصد حركة النوح بما رافقها من معاناة مرهقة وظروف قاهرة يصعب تخيلها، لأناس كانوا هادئي البال في بيوتهم ومزارعهم، وبغمضة عين وجدوا أنفسهم يهيمون في جبال وعرة وصحراى قاحلة يقتلهم العطش، وتشوي جلودهم أشعة الشمس المحرقة، هاموا على وجوههم في ظروف صعبة بلا زاد ولا زوادة  ظناً منهم بأن هذا الخروج مؤقت لن يدوم لأكثر من أسبوع، وسيعودون الى ديارهم بعد استئصال شأفة الخطر اليهودي. ان الروايات التي يرويها الناس عن كيفية طردهم، سواء في الشمال والجنوب والوسط من فلسطين تقشعر لها الأبدان، بما رافقها من مجازر وذعر كان الهدف منها اخافة الناس وجعلهم ينجون بجلودهم تاركين كل ما يملكون، وكذا قتل من يمكن أن يقاوم الاحتلال بعد حين. إن رصد هذه الحالات المتشابهة في الهول والتي تنقل الذاكرة الفلسطينية من جيل الى جيل تجعل المأساة لا زالت ماثلة، ومما زاد الطين بلة الجهل الذي رافق النزوح من المضيفين ان صح التعبير، وكان لمقابلاتهم وتصرفاتهم الوقع السيء: "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع

البطل في "زهرة الطين" هو إنسان الزمن الآتي الذي لن يموت

صورة
د. خليل الدويهي أستاذ الأدب الحديث في الجامعة اللبنانية/ طرابلس الكلام على "زهرة الطين" هو عندي كلام على معاناة إنسانية، على تجربة المؤلف نفسه بوصفه فلسطينياً يعيش ويعاني، عقلاً وقلباً، مما تثيره الحياة في دخائله من ألوان الرؤى وضروب الخواطر والمشاعر، في لعبة الصراع والتناقضات، عندما يقف في مواجهة الحياة والتاريخ ويتبين له الجانب السلبي في حركة الحياة الفلسطينية، فيلتزم جانب الوفاء، واضعاً سيرته كفنان في مواجهة التفاعل مع محيطه، منطلقاً من السخط الذي نلاحظه على الوضعية التي آلت اليها القضية الفلسطينية في المجتمعات العربية والعالم، مما يثير فينا شيئاً من القلق عن مصير ما يزال يميز حضورنا في العالم وكأنه حضور العدم. هذا هو محور الرواية/السيرة الذي استتبعه في كافة الفصول بمستويات متعددة. ففي هذه العجالة لا أعلن عن دراسة نقدية أو رأي فني من خلال روايته، يجدر بي أن هذا العمل الروائي قام على تقنية تعبيرية أدبية، اقتضت على اعتامد السرد القصصي وسائر ضروب الايحاء الجمالي للتعبير على ترجمته هواجس الكاتب ذي البعد الانساني وقيمة المدلول الفكري للرؤيا وحجم التجربة التي يعاني