المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر ١٦, ٢٠١٦

لماذا لم تعلمني مهنتك يا جدي؟

صورة
مروان عبد العال/ مجلة الطريق اللبنانية لماذا لم تعلمني مهنتك يا جدي؟ مروان عبد العال إني أحيطك علمًا أنني مسافر إلى مكان بعيد. لماذا أقفلت ورشة الحدادة  قبل أن أسرق منك مهنة صناعة السلاح؟! حرمتني يا جدّي من تعلمي للحدّادة الفتاكة، ومن أن أرث مهنتك النادرة، أخذت مهنة السلاح معك وتركتني مع "هوميروس" أضيع في ملاحم من ورق  وعلى ورق، بين الخيال الخرافي في مدينة  كلها من معدن، ناسها و قبابها وأبنيتها، بيوتها، شوارعها، واجهات محالها، أرصفة معدنية، والمارة بوجوه معدنية . قبل أن أهوى معدنك، والمرايا الرقيقة تتحطم في صباح الحلم المعدني، حانات ليلية اختطفت منها السماء، أسطورة معدنية تستعد لحرب طروادة، ومن مدخل المخيم  كتب " أخيل" وصيته: "علموا أولادكم صناعة البندقية أولًا ثم الرماية ثانيًا، ومعرفة التصويب ثالثًا، ولكن قبل كل شيء تحديد الهدف". ماذا تفعل هناك بلا سلاح ؟ وأنت تعبر إلى الشمال، تقطع الحدود سيرًا على الأقدام. صرت أنا مطارد في كل زاوية من البيت، غريب يقع في قبضة ملك أسبرطة  يعاقر الذل بكأس معدني، وعنكبوت ينسج على فمي خيوطه المعدنية .