المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ٥, ٢٠٠٩

سقطت مثل رجفة الياسمين.

صورة
لم أكن هناك ،غادرت موسم المطر، طرقت يومي الموصد، بدمعات من عصر حجري، وسحبتني خيوط العنكبوت نحو كهف جبلي بعيد ، حينما تشكل المكان داخلي ، حملني على سيقان جمل في قافلة صحراوية تبحث عن واحة نخيل. فاض الوقت ، فحانت ساعة اللقاء كي تعود لتداعب أوتار السماء، تعبث بحبات الجمر تحت الرمال الساخنة، فأرتجي رجفة الياسمين. تتألق بالندى، تنفض زهرها كرأس نورس تبلل بزبد البحر. لم أكن هناك. أصبت بسكتة الوقت، صعقتني لمسة الغياب في عناق مميت لمرجل الشوق ، لحظة ألقت رداء الخوف في سرها العذري على وحشة الطريق. كان هناك عطر مقيم ،ينسل في مسامات الروح، ويئن بحنين مر لذاكرة الفراق،يوم قررت أن ترمي بحنانها الأخضر على أكتاف الجدار اليابس، وتفتح براعمها الخرزية على مساحة وردية بلون الصبح، كي تعانق نفسي الغائرة في طيات الروح. رقصة في أدغال وحشية ، على قرع قلوب هائجة مثلما تقفز في وعاء النار كحبوب الفوشار، تتأرجح بين غطاء معدني وقاع ملتهب. يغفو السكون قليلاً كي تلامس أهدابها فراغ المكان ، وتحتويني تحت خيمة الرموش وتجعل من عينيها وطن. وطن أعود الى ملائكته الوجلة في فضاء بلا حدود وأرتوي بينابع تنفجر كلما ج

قريباً: رواية ( جفرا)

صورة
أيّها السّائرون خلفي، تحملون جسدي المسجّى في صندوق خشبيّ، وتتقاطرون كخيوط الدّخان خلف نعشي.. هل صدّقتم أنّي قد متّ؟ أنتصر الآن على الصّمت، فتتقهقر البرودة في جسدي، ولا يقيّد الموت كلامي كما قيّدته حياتي. الدّفء يتسرب إلى أطرافي، أطير بينكم مثل سحابةٍ بيضاء، تعدكم بالمطر. وحدها السّحابة المشبعة بالماء تحملني إلى البعيد الأجمل، شفاءً لغربتي وجروحي. في موتي أشعر بحريّتي التي قطعتها سيوف السّفر والرّحيل، وشقّقتها أشرطة الحدود والحواجز والمعابر، وأصفاد قلبي تتحرّر من قيودها، ترمي الأغلال خلفها وتمضي.

ان كان لا بد من كلمة

صورة
اسمحوا لي ان اقرأ لكم نفسي ، فأنا هنا كي اعترف ،لا يوجد مشقة أكبر وأعسر من تلمس المحاولة الأولى والبداية الأولى والحكاية الأولى . أعترف أن الكلام ليس لي ، والحضور ليس لي ، فالراوي الأول ، هو أصالة المكان وروح الزمان وسر المعنى ، هناك حيث كان النبض الأول والخطوة الأولى والمشهد الأول. لأرد التحية باجلال ، بكل ما قيل وسيقال ، وكتب و سيكتب من عفيف الكلام لكم ...أنتم . وأعترف ثانية بأني لا أدّعي الا شرف المحاولة الأولى ، أسكن المكان ويسكنني وأنا لا أسكن الرواية ، بل هي تسكنني ، كما كانت تطاردني قبل أن أطاردها ، هي تناسلت من روحكم أنتم . حكايات يومية انسابت ببساطه على نفسي ، سقطت على مسامعي ، تواترت في ذهني مثل هبوب الأحلام . أعترف ...... بأنها أسرتني كحالة وربما تخطت نفسي ... لذلك فاني أكمل لكم الحكاية والرواية لم تنته بعد . قال الشاعر أدونيس يوماً :" أمضيت وقتاً طويلاً لا أكتب الا عن النار . واليوم عندما أقرأ ما كتبت اكتشفت أنني لم الا عن الرماد " . انها الرواية التي تلامس دمعات متحجرة ، ذرفتها مقلٌ كانت يوماً هنا . تعيش هنا ... ذهبت ولم تزل هنا !! هي لم تأسطر الواقع . فأنا ابنُ

الى أبي الذي عبر النهر الى الجبل وكتب بالألم " رواية حاسة هاربة

صورة
درب المُغامر رأيتُكَ في قمر الكلماتِ تُحاربُ فوق سفوحٍ وتأْخذُني من يديّ لأتبعَ هذا الطّريق الطويلْ ، وأقرأَُ ما سوفَ يظْهرُ في الرّوحِ قرب المعاني ، وحلْمِ الصهيلْ ، هُناكَ وراء ضِفافٍ تحنّ إليكَ ، وترسُمها في الروايةِ من ألمٍ يا أبي ، ههُنا في حقولِ الحكايةِ تمشي ، تُحاربُ ، تزْرعُ في حوضِ بيتِكَ ثمّ تُغنّي : " أعيدي إليّ نهاري ونهري فأنتِ المساءُ وأنتِ الحياة " لأنسى رياحِ العويلْ ، وَتُشرقُ في ساحةِ الدّارِ تشربُ قهوة أُمّي وتكْملُ نهر الروايةِ تدمعُ حيناً ، تنبضُ حيناَ ، وتدخلُ في وطنِ الليلِ تصرُخُ : يا نارُ كوني سلاماً وبرداً على ذكرياتي فأين الهواءُ وأين السبيلْ ؟، هُناكَ وراء بحارٍ يُناديكَ ظلّي فتذكرهُ في هُتافٍ جميلٍ كأنّكَ في كلماتي كأنّي أتيتُ إليكَ وحيداً ونهري يفيضُ ، وينزفُ تحت شتاءٍ غزيرٍ يُواصلُ فيكَ الخيالْ ، تُلوّحُ للبحرِ خلف المُخيّمِ تسألُ عن فكرةِ الحربِ والموتِ عنْ مطرٍ في الجهاتِ وضوءٍ صئيلْ ، يشعّ رويداً رويداً على حائطٍ مائلٍ من عواءِ الظلامِ هيَ الشمسُ وجه الشهيدِ وصورتُنا حين ننْأى الى القبْرِ مثل النخيلِ ومثل النخيلْ ، وقوفاً وقوفاً الى النّهر ه