ان كان لا بد من كلمة



اسمحوا لي ان اقرأ لكم نفسي ، فأنا هنا كي اعترف ،لا يوجد مشقة أكبر وأعسر من تلمس المحاولة الأولى والبداية الأولى والحكاية الأولى .

أعترف أن الكلام ليس لي ، والحضور ليس لي ، فالراوي الأول ، هو أصالة المكان
وروح الزمان وسر المعنى ، هناك حيث كان النبض الأول والخطوة الأولى والمشهد الأول.

لأرد التحية باجلال ، بكل ما قيل وسيقال ، وكتب و سيكتب من عفيف الكلام
لكم ...أنتم .

وأعترف ثانية بأني لا أدّعي الا شرف المحاولة الأولى ، أسكن المكان ويسكنني وأنا لا أسكن الرواية ، بل هي تسكنني ، كما كانت تطاردني قبل أن أطاردها ، هي تناسلت من روحكم أنتم . حكايات يومية انسابت ببساطه على نفسي ،
سقطت على مسامعي ، تواترت في ذهني مثل هبوب الأحلام .

أعترف ...... بأنها أسرتني كحالة وربما تخطت نفسي ... لذلك فاني أكمل لكم الحكاية والرواية لم تنته بعد .

قال الشاعر أدونيس يوماً :" أمضيت وقتاً طويلاً لا أكتب الا عن النار .
واليوم عندما أقرأ ما كتبت اكتشفت أنني لم الا عن الرماد " .

انها الرواية التي تلامس دمعات متحجرة ، ذرفتها مقلٌ كانت يوماً هنا .
تعيش هنا ... ذهبت ولم تزل هنا !!

هي لم تأسطر الواقع . فأنا ابنُ واقع مستحيل يشبه الأسطورة . فعذراً يا سادتي ، ان الحلم طوباوياً يأخذ شكل الأسطورة فالرحلة تحمل ترحالاً جسدياً وروحياً ، تصل الى ذات الرمز الغارق بالخيال . والمستغرق في الأسطورة .

عفواً يا سادتي ،هكذا كان النبأ العظيم الذي انتظرناه ومازلنا ، وكان الحزن كالقمر والوجد والأمل. هكذا كان ناسها ، شخوصها وفصولها التي تتناسخ وتتماثل وتتزاوج وتختزل ... بين واقع أسطوري وميثولوجيا الأسطورية . فلا الحياة فيها عادية ولا الموت كذلك ، وكيف يصير الموت احتفالاً عظيماً كما أصحابه يصل حد الخرافة .

نحن لا نموت برصاصة ، ما عدنا نختار موتنا كما حياتنا وان قدر لنا الاختيار نقصف بصاروخ ٍ أو عبوة طوعية ، نحن وأنا من شعب ٍ يمارس رقصة الموت في مشهدِ استشهاي بالكامل ، فلا عيب أن تكون نثرياتنا مخيمات تسحل بالكامل وأحياءً سكنية تسوى بالأرض.
لكم حكايتي لأنكم بشارة العالم الى الحريـــــــــــــــــــــــــــــــة.
كلمة مروان عبد العال : ألقيت في حفل توقيع رواية سفر ايوب .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء