صديق على الضّفة الاخرى
أيها القادم إلينا من سفر الأرض الطيبة، قمراً شمالياً في الغياب، مرت الأيام الأربعون لحظة غادرتنا، وفي الروح سر الوفاء، كان ولا يزال نشيداً على شفاهنا. سلام لك يا صاحبي، يا رفيق مهدي. لك في قلوبنا حكاية وفاء ولحزبك الشيوعي عربون محبة، لأنه فيك وأنت فيه، تصير حكايتنا، حكاية أشمل وأمثل لرفاق طريق واحد. في سن اليفاع، وقبل ثلاثين سنة كان التماس الأول، يوم أومأ لنا مخيم نهر البارد أن نلتقي؛ المخيم ذاك الكائن الحي، الذي تنفس فيه اللاجئ بأدنى شروط اللجوء المعتمدة عالمياً وفق قوانين البشر، وتنفس معه المواطن بأقل شروط المواطنة أيضاً... أنساقاً اجتمعنا بين غربتين، من وطن ضائع ومواطنة مضيعة. أنت القادم من ذاك الوادي السحيق في عكار العتيقة، تشرئب كوعد جبلي، تجتاز سفوحها الخضراء، تقطع شقوق صخرها، نحو قممها المشبعة برائحة عشب الأرض... التقينا بلا سواتر نفسية أو ترابية، بلا حواجز طائفية أو الكترونية، كنا سر العلاقة بين خندقين: المخيم والجوار. عقد حب لا تفصله اللغة الشاذة والكلمات النافرة. اللقاء الأول، يوم تسلقنا النهر ووصلنا ضفتيه، وعلى صدى القضية الفلسطينية، نحاور معلماً واحداً، يجمعنا عل...