المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس ١٠, ٢٠١٤

أخرسوا صوت الزنّانة

صورة
على عادتها ظلّت الهدنة، حربُ مُخيّلةٍ بليدة تعلّمُ الأطفال مُتابعةِ أسراب العصافيرُ، وهي تُلغَمُ في الفضاء، في طريقها لعُرسٍ موسميٍّ، أو نزوحٍ مَرحليّ. وهكذا تَماما تَلغُمُ الحرب الحياة، فجأة، ودون مقدّمات! كأنَّها صورة عالقة في الخيال، تشبه مقدّمة واحدة لكتبٍ كثيرة، ومن أصول مختلفة. تبدأ بتردّدِ صَدى أبحّ خلفَ عُصفورٍ بيتيّ صغير، يُجهشُ فتىً بالبكاء عليه لأسبابٍ لا تتعلّقُ بخياراتِ الطّفولة، فهو لم يدفعهُ لساحةِ الموتِ عُنوةً، كي يلوذَ بَعْدَهَا بالفَرار. وغير صحيحٍ أنّه تركَهُ أسيرًا ووحيدا في قفص  محاصرًا بنارِ الطّائرات الغَازِية، إنّما لعجزِ الفتى عن ابتكار آليّاتٍ للفرح، ولو عبرَ حبوبِ قمحٍ يفتِنُ بها منقارَهُ الّذّهبي، قبلَ اختفائِهِ، في وجبةٍ صباحيّة دسمة.     كلّ صباحٍ يُطلِقُ منقارهُ فواصلَ موسيقى تجذِبُ عصافير الحيّ لساحةِ غنائِه .   وبين لسعِ ألسنة اللّهب يحدّقُ الفَتى في الفضاء باحثاً، وهامسا  لعصفوره الّذي لا يعود " لدَيَّ جسم كامل، لكنّه مهدّد بطائرة اليهود، وألعابهم القاتلة، وقد لا تبقى فيهِ يدٌ تطعمكُ إذ ما عُدتَ". تعتزلُ أعراسُ  أفراحها، يقضي عاشقٌ ب