المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر ١١, ٢٠١١

صبي يكتب على الهواء

صورة
باقة يحملها الصبي في حقيبة من قماش، قلم رصاص ومسطرة وممحاة ودفاتر بعدة إحجام ، ويزحف بها في طابور نحو الصفوف الابتدائية، تكثر فيها الدفاتر الملونة الممهورة بختم "وكالة الانروا "، لكنها لا تروقه لآنها مخصصة للمواد الدراسية ، النسخ والاملاء. وكل ما يأمر به مربي الصف. كلها تصطف مرتبه وموظبة و بطلب منه في حقيبته المدرسية. الصبي يعشق الكتابة على الهواء، ملامسًا شفتيه برأس إصبعه، ليغمسه في دواة من ريق فمه أو يبحث عن رطوبة في الريح أو بنقطة ماء فوق حائط رطب ، كي يصير قلماً من لحم حي ، يغمسه في محبرة من أحلام طرية. يفرغها على فضاء الغرفة بخربشات لوجوه ومشاعر وكتابة لكلمات تتزاحم في جمل فوضوية ولكنها مفيدة ، وكلما يقوم بمحوها بكفه الصغيرة، يطلب من أمه ان تساعده في مسحها. يحب دائما ًأن تكون الدنيا صفحة بيضاء ، ليعاود الكتابه عليها من جديد. بكلمات شفافة لا يراها أحد غيره ولا يقرأها سواه . يهوى اللعب بإلقاء الحجارة في مياه النهر، يكتب عليها دوائر غضبه، فتستقر مع الحصى في القاع، أما النهر فيواصل السفر بعيدًا عن ضفافه ، ليدرك أن الماء يبقى حبرأ يكتب به وليس عليه ، أما الهواء في