ونصف دقيقة...! مر زمن ونصف دقيقة على وقع أصبع يدق رأس الأنف ووتر القلب معاً ، تمر الاشياء مسرعة كغيوم مسافرة مشبعة بأحلام الطفولة و بأن الآوان لم يفت قبل أن ترتوي العيون الرمادية من ملوحة البحر. دائماً تقف في الصف الاول حيث يجلس نصف الزمن الماضي ، والتلامذة يضرسون بحصرمهم الأخير، كل شيء معرض للإنصهار، ونصف لخيبة هي بلون الرواسب الرملية عند حافة الشاطئ ، كل صباح ابتلعه البحر سيبقى يرتعش مع أصابع الموج.. منتصف الزمن هنا كبقايا الريح تمسح بحذر جبين الحصى، تتسلل اللزوجة تحت رداء خفيف من ماء الجسد. معلقٌ في زاوية مثالية ، بين نصف إبتسامة ترتشف قهوة خجولة ونصف آخر يتلاشى فوق شفاه الدهشة ! النادل الفضولي ، يسأل عن سر الإختلال الفظيع في عين الماء ، يمسح التفاحة بكفيه وعينه لا تفارق الكرسي الشاغر، يتقن فن التصورات الخيالية، يفترض ان يكون الجليس مجرد وميض قد فلت مرة من ضوء القمر. يسأل عن شعاع هارب من فضاء الضياع وان كان سيعاود السقوط ثانية ، أم أنه هنا فقط وفي قلب النزيل الوحيد! نصف دقيقة من الزمن منسية في الميناء الآخير، تبحث عن بصمات عيون في الفراغ المقابل ، قد يفتح وجهها ألامو...