العائد إلى زمن الأُسطورة
كل سنة يزداد عمّا سبق حرارة التمسك بإنعاش الذاكرة تخليداً لذكراه، ما السّر في ذلك؟ أن نرتجي العائد من وإلى زمن الأسطورة ، لعل غسان كنفاني الاقدر على وصف ما يستحيل وصفه من مشهدٍ مفترض في مسرح اللامعقول، خبرة التحليق في المتخيل والتماهي بملامحه الاسطورية ،كما لو أن أحدنا يتربص بذاك الخيط الخرافي الذي يرسم تقاسيم وجه التاريخ بشكل مشّوه يتأرجح على قرنيّ ثورهائج ، ولجعل القنديل الصغير يرتعد بين يدي حنظلة وهو يتسلق سلماً يبحث عن الشمس ليس داخل القصرهذه المرة، بل خلف البحار . ماذا سيقول لو وجد الحصان الأنيق مذبوحاً على باب المخيم ؟ والرجال مع البنادق في ساحات المدن بانتظار البرابرة، والبلاد تمزقها مصارعة همجية لثيران شاردة من العصر الحجري . نجده في اليراع النازف يرنو إلى افقٍ جديد في اسطورة باقية بعيون فتاة صغيرة تحمل زهرة . ما أحوجنا إلى أسطورتنا الخاصة ، حاجتنا الى حلم عمومي يمسك بالقوة الكامنة التي تبعث الحياة فينا . أسطورة غسان كنفاني كتبت على جدار الشقاء بحجم قضية تمتد على مساحة الأم...