بقرار موجز ننتمي الى غسان كنفاني




في كل تموز وفي اليوم الثامن منه يدعونا غسان إليه ، احبة ورفاق واصدقاء واطفال غسان ومؤسسة غسان وابناء رياضه ورفيقة العمر والذكرى السيدة آني والساهرة على جيل غسان وريشته المبدعة ليلى .. تلتئم الذكرى بازهار تنمو حوله وحول لميس في هذا المكان الذي يحتضن شهدائنا العظام ..
 لنضع زهرة حلمٍ بأسمك وهو من اصطفاك ناطقا بأسمه ومن غيرك الجدير به ؟ وانت اسطورة فلسطينية تستمد قوتها من الغاية النبيلة التي تسكن روحنا والحلم الجميل في اعماقنا ورغم الغياب فأنت تؤكد لنا كما في كل سنة انهم قتلوك وما قتلوك ولكن شبه لهم لانهم اردوا بغيابك ان يقتلوا نمذج هذا الحلم والفكرة التي اشهد ان الحلم حي لا يموت .. 
 وزهرة بأسم الحقيقة لانهم ارادوا باغتيالك اطفاء شعلة الكلمة البندقية واغتيال الحقيقة لانها رسالة القضية والرواية الحقيقة العابرة للخديعة وللضياع وحدود الغياب . فأبدعت فكرا وموقفا وسياسة وكلمة وريشة وكتاب ورواية ومسرحية وقصه وسؤال ومقال.
 وزهرة بأسم الحق الذي تجسده فيك واسمه فلسطين الغير قابلة للاختزال او القسمة ، بكامل احرفها واقانيمها وروحها وناسها ، اعتقدوا انهم يجردوننا من غسان ليغتالوا فلسطين ، لانهم وجدوا فيك مواصفات الانسان يعني فلسطين والذي رفعها الى مرتبة الشرف ، بمعايير طهرها وعدالتها وانسانيتها ..فلسطين المجردة من الرموز هي ليست فلسطين الحقيقية ، اتذكر كيف كان ابو خيزران بطلك السلبي فاختاروه البطل المناسب ليغتال فلسطين الحقيقة وليهربنا بصهريج الفضيحة وعلى مسمع العالم كبضاعة معروضة للبيع وكم حذرت مبكراً ان يصبح المخيم حالة زعاماتية او سياحية او " حالة تجارية" .. يضعون الفاشل بالمكان المناسب ليحمل القضية الى المكان الخطأ ، انهم ارادوا تغيير القضية يا غسان وتحويلها الى نثرات على موائد الانظمة ..منذ كان العقل هدف لجرائمهم كان المستهدف فلسطين /القضية.
 زهرة باسم رفاق غسان في كل ساحات النضال من السجون والمعتقلات وفي مقلاة القهر بالمخيمات الى الضفة وغزة والجليل والنقب وتحت الحصار وصليب الالام في المنافي التي لا تطاق قريبة وبعيده وفي شتات وتيه ورحلة الشتاء والصيف ، نحن بقرار موجز ننتمي الى غسان كنفاني ،لان من يريد ان يتعلم الفيزياء عليه ان يعرف قانون الجاذبية وان يقرأ نيوتن. ومن يريد ان ينتمي الى فلسطين عليه ان يقرأ غسان كنفاني.جاهل بقضيتها من لم يتعرف على ام سعد ورجال قي الشمس وعائد الى حيفا.. والنبي والبرتقال الحزين..  

ومنهم زهرة لرفاق الفكرة النبيلة التي قضى على دربها الرجال والبنادق الفكرة التي توقد فينا روح المقاومة تكتب زمن الاشتباك الحقيقي والى ما تبقى لنا من الحكاية المستمرة التي ما زالت تتولى فصولا وقهرا وظلما والتغريبة نعيشها شتات على شتات والقضية ترنو الى البراعم التي زرعتها وسنظل على موعد قريب مع جيل غسان القادر على حمل القنديل الصغير وجلب الشمس الى البلاد  ...

إلقيت في الذكرى ال 43 لاستشهاد غسان كنفاني / بيروت في 8/7/2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء