العاشق المدجج بالحنين
لك أن تستريح، وتوزّع على السّاهرين تحية المساء الأخضر، كي تغفو قليلاً، تمتشق النشيد الذي عانق الأفق، وتدع لنا وعورة الدرب الذي ننتسب إليه، يوم أودعت فينا الحكاية حرفاً حرفاً، فاكتملت بك أبجدية الوطن، وتبقى الطائر الطريد يفرّ من قيد إلى سجن إلى مخيم إلى مدينة، ترفّ بما ملكت أجنحة الحرية من حنين، تسبغ السيرة بكل ألوان النضال وتنثرها كقوس قزح على مدى الثورة، تبني مدرسة الوعي الوطني والقيم الأخلاقية، تحوّل فيها أوتاد الخيام إلى رايات فلسطينية، لتكون ضميرها الحي، ووجهها الجميل وتاريخها الناصع . تعانق السماء كي يتوسّدها ثلاثة رفاق وضعوا في عنق الثورة عقدها الماسي ومفرداتها الأجمل، هناك في عمّان يرقد "حكيم الثورة " وفي بيروت على مسافة منك تتفيأ تحت صنوبرها " كلمة الثورة " غسان كنفاني، وحبيبك الخفي " مبشر الثورة " وديع حداد المزروع في بغداد. في عواصم ثلاث، كم حلمنا أن تتحوّل إلى جداول تفجّر نهراً يتدفق إلى بحرنا. نعذر شوقك العتيق يا أبا ماهر اليماني إلى حلم مستحيل، يثقل غيابكم الاستثنائي في أوطان مؤجّلة، إن طاب لها أن تدثّرنا مؤقتاً فهي لا تغني عن وطن ولا تسك...