المشاركات

عرض المشاركات من مارس ٢٢, ٢٠٠٩

تفاحة فضَية لأجلٍ غير مسمى

صورة
مروان عبد العال الطفل يتسلق الوقت ، يمشي فوق رصيف الدقائق على رؤوس أصابعه ، يخفق قلبه الصغير كساعة حائط، يجري خلفها وهي تمطي حصان المطر المجنح في رياح وحشية ، و يبكي لقناديل النجوم وهي ترتفع بإشعاعها نحو شراع اللقاء ، ليرضع حليبه المر من إنحناءاتها الجبلية وتسعفه بقطرات شهد من جنة عدن فوق مهد ذراعيه. غرقت سفينة نوح في فيضانات الحزن، وتركه "أنكيدو" لاجئاً بلا حدود وما بعد وطن ، أو حتى بلا خلود وما بعد موت. لفظت أمواج المحيط مرجانه الملائكي وثغاء غزلان الظمأ في ممارسة إعلان البراءة من العطش الأبدي ، فتستنشق ذرات الماء من هواء الصحراء، وتنعش الروح بمذاق يستعر من حلم أحمر بلون النبيذ يضع شبق الأهداب الذابلة في عينين ترتجي وعد القبض المحكم من طفولة لا تصلح فيها مواعظ الحكماء ولا الوصايا الرسولية ، حتى لو جاوزت الأصابع العشر حدود تفاحة العمر. ترمقه خفراً بطرف العين ، وتدير ظهرها بأضطراب لتختفي في كهفها البارد، فيلوذ خائباً من حركة تلقائية لا يصل فيه العزف إلى وتر الرغبة. يمد ساعده الصغيرة حول خصرها فتنقلب نحو الخلف قليلاً، كي تعاكس الشوق وعقارب الزمن.

حتى لا نلدغ من ذكرى مرتين

صورة
مروان عبد العال هكذا تستفيق ذكرى بعد أن غفت زمناً، ليست صدفة أن تنهض بوخز موجع من ذات المكان، فيكون سر نفاذها بجلدها وتصير وصلنا الأنساني الجديد ولم يلتهمها الغياب، فيحملها قارب النجاة على موج البحر إلى فم النهر حيث هو الميناء الأخير. يوم إجتمعنا على مدخل الأياب للمخيم الجريح، عرفت كمال الأخ والرفيق و المناضل والأنسان أكثر، يوم الدخول إلى "نهر البارد" خطينا معاً خطوتنا الأولى على تراب مشبع بالظمأ لم يبخل يومها بأن يكون بين الأهل فينساب كدموع تتدحرج مع العيون الباحثة عن ما تبقى لها هناك. يبلسم الحنين لوطن ينتظرهم على مفارق الزمن. نحاول الفرح ما استطعنا إليه سبيلا، أو حتى إختراعه بالهرج والمرج والرقص أو إفتعال عرس شعبي، ونوزع حلوى العيد، ونحن على وعي مسبق بأي حال عاد العيد، تتلاشى أحاديث البطولة أمام لحظة حفظ الحلم من الذوبان، وتتوالى الحكايات تحت ظلمة تجترحها ضوء الشموع ووميض الذكرى، لتقول أن بينك وبين المخيم حكاية قديمة، وأنك عدت معنا كأنك تعود الى ماضي أحببت. تقصها يوم جئته بحراً مدرباً في القاعدة البحرية خلف مركز توزيع الأعاشة ع

عن زهرة الطين

صورة
"يعترف" الكاتب، في المقدمة، بأنه لا توجد مشقة أكبر وأعسر من تلمس المحاولة الأولى والبداية الأولى والحكاية الأولى. يبدو هذا "الاعتراف" استباقياً، على الأرجح، تحسباً لارتباكات محتملة أو حقيقية قد يواجهها النص الروائي. ومع ذلك، فهو صادق في ما يزعمه، لأنه يضع الرواية في إطار من الأفق المفتوح هو من نسيج هذا النوع من الكتابة الصعبة. في هذا السياق، يعتبر مروان عبد العال، أن الكلام ليس له، والحضور ليس له، فالراوي الأول هو "أصالة المكان وروح الزمان وسر المعنى، وحيث النبض الأول والخطوة الأولى والمشهد الأول. ويضيف: بأنه يسكن المكان، والمكان يسكنه، وهو لا يسكن الرواية بل هي تسكنه، كما كانت تطارده، قبل أن يطاردها. ويخلص الى القول بأن روايته ليست سوى حكايات يومية انسابت ببساطة على نفسه، سقطت على مسامعه، وتواترت في ذهنه مثل هبوب الأحلام. صحيح أن هذه الآراء مقتبسة من محاضرة للكاتب ألقاها في مناسبة روايته الأولى "سفر أيوب"، غير أن إدراجها في مقدمة الكتاب، من شأنه أن يؤدي الى الاعتقاد بأن المراد من ذلك تقديم نظرية ما في الرواية على الرواية نفسها، أسوة بمن يضع العربة أم