تفاحة فضَية لأجلٍ غير مسمى
مروان عبد العال الطفل يتسلق الوقت ، يمشي فوق رصيف الدقائق على رؤوس أصابعه ، يخفق قلبه الصغير كساعة حائط، يجري خلفها وهي تمطي حصان المطر المجنح في رياح وحشية ، و يبكي لقناديل النجوم وهي ترتفع بإشعاعها نحو شراع اللقاء ، ليرضع حليبه المر من إنحناءاتها الجبلية وتسعفه بقطرات شهد من جنة عدن فوق مهد ذراعيه. غرقت سفينة نوح في فيضانات الحزن، وتركه "أنكيدو" لاجئاً بلا حدود وما بعد وطن ، أو حتى بلا خلود وما بعد موت. لفظت أمواج المحيط مرجانه الملائكي وثغاء غزلان الظمأ في ممارسة إعلان البراءة من العطش الأبدي ، فتستنشق ذرات الماء من هواء الصحراء، وتنعش الروح بمذاق يستعر من حلم أحمر بلون النبيذ يضع شبق الأهداب الذابلة في عينين ترتجي وعد القبض المحكم من طفولة لا تصلح فيها مواعظ الحكماء ولا الوصايا الرسولية ، حتى لو جاوزت الأصابع العشر حدود تفاحة العمر. ترمقه خفراً بطرف العين ، وتدير ظهرها بأضطراب لتختفي في كهفها البارد، فيلوذ خائباً من حركة تلقائية لا يصل فيه العزف إلى وتر الرغبة. يمد ساعده الصغيرة حول خصرها فتنقلب نحو الخلف قليلاً، كي تعاكس الشوق وعقارب الزمن. ...