سقطت مثل رجفة الياسمين.



لم أكن هناك ،غادرت موسم المطر، طرقت يومي الموصد، بدمعات من عصر حجري، وسحبتني خيوط العنكبوت نحو كهف جبلي بعيد ، حينما تشكل المكان داخلي ، حملني على سيقان جمل في قافلة صحراوية تبحث عن واحة نخيل.
فاض الوقت ، فحانت ساعة اللقاء كي تعود لتداعب أوتار السماء، تعبث بحبات الجمر تحت الرمال الساخنة، فأرتجي رجفة الياسمين.
تتألق بالندى، تنفض زهرها كرأس نورس تبلل بزبد البحر.
لم أكن هناك.
أصبت بسكتة الوقت، صعقتني لمسة الغياب في عناق مميت لمرجل الشوق ، لحظة ألقت رداء الخوف في سرها العذري على وحشة الطريق.
كان هناك عطر مقيم ،ينسل في مسامات الروح، ويئن بحنين مر لذاكرة الفراق،يوم قررت أن ترمي بحنانها الأخضر على أكتاف الجدار اليابس، وتفتح براعمها الخرزية على مساحة وردية بلون الصبح، كي تعانق نفسي الغائرة في طيات الروح. رقصة في أدغال وحشية ، على قرع قلوب هائجة مثلما تقفز في وعاء النار كحبوب الفوشار، تتأرجح بين غطاء معدني وقاع ملتهب.
يغفو السكون قليلاً كي تلامس أهدابها فراغ المكان ، وتحتويني تحت خيمة الرموش وتجعل من عينيها وطن.
وطن أعود الى ملائكته الوجلة في فضاء بلا حدود وأرتوي بينابع تنفجر كلما جثت الاجساد كي ترتشف من عذوبتها، لقد شربت منه الطيور فرحها بلا إستئذان، وأطلقت زقزقتها الرسوليه في صومعة أزلية. ترمقني بلواحظ شقتها شباك الكحل العربي كأنها تنثر حبات القمح على حقول الضياع، فتصهل الغيوم ، وتجمح أصابعي بألوان المطر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء