الى أبي الذي عبر النهر الى الجبل وكتب بالألم " رواية حاسة هاربة

درب المُغامر
رأيتُكَ في قمر الكلماتِ
تُحاربُ فوق سفوحٍ
وتأْخذُني من يديّ
لأتبعَ هذا الطّريق الطويلْ ،
وأقرأَُ ما سوفَ يظْهرُ في الرّوحِ
قرب المعاني ،
وحلْمِ الصهيلْ ،

هُناكَ وراء ضِفافٍ
تحنّ إليكَ ،
وترسُمها في الروايةِ من ألمٍ
يا أبي ،
ههُنا في حقولِ الحكايةِ
تمشي ،
تُحاربُ ،
تزْرعُ في حوضِ بيتِكَ
ثمّ تُغنّي :
" أعيدي إليّ نهاري ونهري
فأنتِ المساءُ وأنتِ الحياة "
لأنسى رياحِ العويلْ ،

وَتُشرقُ في ساحةِ الدّارِ
تشربُ قهوة أُمّي
وتكْملُ نهر الروايةِ
تدمعُ حيناً ،
تنبضُ حيناَ ،
وتدخلُ في وطنِ الليلِ
تصرُخُ :
يا نارُ كوني سلاماً وبرداً على ذكرياتي
فأين الهواءُ وأين السبيلْ ؟،

هُناكَ وراء بحارٍ
يُناديكَ ظلّي
فتذكرهُ في هُتافٍ جميلٍ
كأنّكَ في كلماتي
كأنّي أتيتُ إليكَ وحيداً
ونهري يفيضُ ،
وينزفُ تحت شتاءٍ غزيرٍ
يُواصلُ فيكَ الخيالْ ،
تُلوّحُ للبحرِ خلف المُخيّمِ
تسألُ عن فكرةِ الحربِ والموتِ
عنْ مطرٍ في الجهاتِ
وضوءٍ صئيلْ ،
يشعّ رويداً رويداً
على حائطٍ مائلٍ من عواءِ الظلامِ
هيَ الشمسُ وجه الشهيدِ
وصورتُنا حين ننْأى الى القبْرِ
مثل النخيلِ
ومثل النخيلْ ،
وقوفاً وقوفاً الى النّهر هيّا
نعدّ البقاء الأصيلْ ،

فكمْ أنت يا صاحبي
كُنتَ تسْلُكُ درب المغامرِ
في أُمنياتِكَ
حينَ كتبتَ على صفحاتِ الدخانِ
وحين تساقط دمعُكَ فوق الكتابِ
وأشعلنا ....
في خريفِ الشتاتِ الطويلْ ،
قرأْناكَ ...
كانتْ حروفُكَ نار الشتاءِ
وجدْنا ملامحنا فيكَ
تينعُ مثل زهور الربيعِ
وتحكي حكايتنا
عن تفاصيلِ جُرحٍ وغيمٍ
يحطّ على شجر الروحِ
يكْبرُ ، يكْبرُ
في نبضِ شعْبٍ ضليلْ ،
وفي نبضِ حُلْمٍ صقيلْ ،.

basel abdelaal

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء