عيونك خضرا يا سِلِق !
أجابني صدفة صباح مشاكس كالوجوه العبوسة الحائرة ، المنتقعة اللون، والتي تختلط معها كل صور النساء في مخيلتي وتذوب في تقاسيم وجه واحد بسيط، من بائعة خضار، تقرفص في ما يسمى دكانها على رصيف حشائشي مفترض، وتنادي بصوت طربي وبنغم صوفي " عيونك خضر يا سلق" .. جدران الشقاوة الممتدة في أزقة مخيم مكابر، حيث فوضى الروح تطلق تحذيرا للعابر المتجول في السوق الشعبي، إحذر أيها الغريب، ربما من شدة الصمت قد تتكسر طوابير أسنانك! سخر منها بالقول: تقصدين طاقم أسناني الصناعية!
قذفني صوتها فوق زجاج سميك ،عن بقلة خضراء عادية ، تحولت بفعلها الى حالة مُثلى كروح القصيدة، بفعل من خصب الكلمات الحميمية والسهلة ، دون ان تدري يصير للعشب هالة أسطورية، فلنبتة السلق نبتت عيون خضراء ، تصوير أبداعي يرسم أكاليل زهر محاطة بقوس من فضة دائرة للكبرياء ، فوق العرش الطالع من الحلم ، تهيم كعيني الروح في جداول من ماء. يحفر في حدقات الليل الصخري كل العري الذي ما زال يسرق منا موسم اليباب.
مروان عبد العال
تعليقات
إرسال تعليق