" كائنـــــــات "

الكائن(العاشر) الدائرة الاخيرة : يوم حانت ساعة السنونو ، صار للنّكبة لغة ومفردات، تسلب من الحب كلمة الشوق ، تختطف معناها الذي لا يسكن بالوصل ، كي لا يعول عليه كما قال " إبن عربي " ، يضمحِل معنى البطل الفرد في الدائرة الأخيرة كذلك ، وتأخذ كلمة المخلّص معناها " النّكبوي " لقد تلاشى المنقذ وتعب المشرّد من إنتظار المنتظر، كل شيء ينتهي في ذروة إشتياقنا له ، إشتياق للحياة بعينها ، حين نقول لعشاق الحياة، لا نشك بحبكم للحياة، ، إن كنتم إلى هذا الحد تحبونها لماذا أكرهتمونا إياها ؟ لذا لن نختار الموت ، سيكون صوت الغضب الذي يردّد مع غسان كنفاني في أرض البرتقال الحزين وعام 1962 مبشراً بلسان البطل ( فيقول لنفسه بصوت منخفض : أيّة حياة هذه ! الموت أفضل منها " والصراخ ، يا سيدي عدوي " ، فإذا الجميع يصرخ دفعة واحدة : " أية حياة هذه!الموت أفضل منها " والناس عادة ، لا يحبون الموت كثيراً فلا بد أن يفكروا بأمر آخر.) أيّة حياة فارغة ، بلا هذا الضمير الجمعي الذي يصرخ دفعة واحدة ، لأنه صانع البطل " الشعب " الذي يدري أي حياة يريد، وإن أراد فعل ، وإن فعل صدق ، البطل الجماعي ليس فصيل أو سلطة أو جهة أو طائفة أو مذهب ، البطل الجماعي هو صورة الوحدة الوطنية عمودياً بين السياسية والمجتمع وأفقيا بين الكل الوطني من قماشة الوطن الملوّنة ، متى يعود هذا البطل ؟ إن كان لا يزال فينا مكان لهذا البطل كي يعود ! البطل الحقيقي يولد من رحم بطل تلاشى لغير رجعه فطوتهُ السنوات الصدئة ، بطل جديد وحده من يستطيع أن يكتب التاريخ من جديد ويزرع الحلم الجميل في صخر الوطن وفي فرح طفولي لا ينتهي. 10 أيار 2012 مروان عبد العال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء

قلم أخضر