كائنات 9

الكائن (التاسع)


الإستعارة :

ذات نكبة ، استمرار لما سبق ، شهوة مقيتة لقتل الصورة ! انتظر قدومك بنشوة التعب العظيم و بشوق مثل مرارة كأس الشاي الثقيل . غاب جسدك فصرت أكتب عبر الهواء وليس عليه ، أستعير شفافية الفضاء ، حيث تتداعى خطاي على شوارع مستعارة وفوق أرصفة الآخرين ، يعضُّ على شفتيه وهو يلبس أحزانه ، البطل المنفي ويستعار حين تسلب صورته الأصلية، يستهلكه الإعلام ، ويغتاله عمداً إجترار السياسة ، حتى تنزف صورته كل الشوارع.إستُبدِل بصورة ملفّقة ، قناع وجههِ ، يمحو ملامح الصورة النّقية من خلال الإصرار على إغتيال الوطن فينا.

حين أحلم أنه أنا كبديل مؤقت لوطن في نفسي ، العبث في قلب صورة البطل الباقي ، هو إنتحار الحلم، مثلما نحطّم أسطورة الشهيد من جهة والأسير من جهة أخرى ، نقتل الوعي والضمير الجمعي والإنسان الطيب، حين نعمل على إستلاب صورة الفلسطيني الحالم عند حدود الزمن الرقمي واللئيم, في زمن مسكوب في غربال الذاكرة ، تترجمه ملحمة الحرية أو مذبحها ، كل شيء يصبو لقيامة بطل ، نسأله متى يحضر ؟ إن كان شبحاً ندعوه أن يتأنّسن ، لكن ليس ماضياً يعبُر زمن غابر ، " سيدي غانم " هو فلسطين التي أحفظها عن ظهر قلب، وبطلها الذي ما ضلّ الطريق ، وإن صلبوهُ نشهد أن شبّه لهم ، هذا المتخيِّل الجميل الذي يولد من رحم التاريخ يَحمَل وهو يُسهم في صناعة التاريخ الجديد ، ينقح صورته من تلوث اللغة وخداع السياسة ، البطل من ينتشل غربتي من خيمة شتاتها ويصدق ما قالته الثورات الشعبية قديماً وحديثاً أن الشعوب تنتصر عندما تكون " البطل الجماعي ".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء

قلم أخضر