كائنات 6

الكائن (السادس)


دون كيشوت :

قرفت الوهم المعشعش في صدر الأحلام ، كلما إبتعد الوطن إلى مصاف الحلم يصير البطل أكثر حقيقة ، وأحيانا عندما تصل إلى الوطن وتراه حقيقة يصبح البطل سريالياً فائضاً لا لزوم له، ذات حرب كان التحدي فدائيا ًيجترح المعجزات ومخيما ًينسج صورة المستحيل ، حينما أفرط بالبطولة وما فرّط بالحق ، يظن الحكماء أن الإفراط في الشيء سيؤدي إلى عكسه، " فأل شؤم " أن تحسد نفسك لشدة الفرح ، حيث لا يحق لك إلا كل شيء عابر ، دون تطرف ، شريطة أن لا يدوم ولا يستطيب الإقامة فيك ومعك ، فرِح هو لاجيء مثلك ، مسموح لقلبك فرحٌ مؤقت بكل ما في المؤقت من شراهة ، هكذا قيل " كفانا الله شر الضحك " كي لا تنقلب إلى بكاء، كان بطلا بلا حدود حتى إنقرضت فيه البطولة، حتى صحّ فيه لي المقولة المعروفة : " ومن الحب ما قتل " ، إلى " ومن البطل ما قتل ".

المسافة بين إندلاع الحجارة وسقوط الأصالة، كان يحمل جمرة الوردة وينفجر ، منذ أحرق الخيمة ولد فيه " يوضاس " كان ينمو من ثرثرة بين شخصيتين ، النبي مخلّصاً بوصفته الربانية ولحراس الهيكل يختصر بوطن وهمي0 كل خلاياه تنشطر وتصنع لغتها ونصرها الوهمي ، للصليب والمصلوب ، للبطل واللا بطل ، للجلاد والضحية0 أحببتك طالما أنت مع الشمس دائماً ، حتى أسطورة الموت حينما تولد منها كل أساطير الحياة ، تلبس الخرافة أحياناً ثوب الأسطورة ، علمتني أن الثوري هو الذي لا يستعير رواية الآخر حتى لو كانت خرافة ، لذا أخشى عليك أن تدع قلبي وحيداً يراقص الذئب ، " أن تخشى على ما لم يقع أبداً ! وتبكى على ما لم تخسره ! ومن يدري ؟ " هكذا قال (فاوست) كأنه يقرأ أفكاري في دوريّة إستطلاع واحدة ، وهنا البطل

" الدونكيشوتي " إبن المرحلة يعني إبن الموضة هو المنتصر الوهمي على طواحين الضياع ، هازئاً من البطل الفعلي والحقيقي ، نمشي اليوم في جنازة بطل يتآكل ، حين يدخل النمر إلى القفص ، ومهرج السيرك ما برح يراقص القردة ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

في النكبة تحترق أصابعي كي تكتبك!