اشتاقني عطر الزيزفون

الطريق ينتظر الشمس عند الخطى الاولى للفجر، تمر على الذكرى الحزينة ، يوم ترنحت في الهواء الطلق تلك الابتسامات ألرقيقة ، تعثرت بدمعتين مدرجة بالحب امام القمة العصيّة. لم تعرفك الصخرة البيضاء ، اغلق البلّان درب الصعود، وفي الوادي تأسرني رائحة قديمة ، قيد من حنين يربط خطواتي ، التفت حولي باحثا عن سيرة الشجر الباكي ، لتدلني الاغصان على نفسها. كان عطر الزيزفون يعاتبني، كيف لي ان أصافح الصخر وأنسى الزيزفون. ذات زمن بكر ، كنت أراها يوميا على ضفاف النهر، أجلس تحت ظلالها أقرأ كتابي المدرسي ، يعانقني عطرها الانيق ، تلازمني رائحتها ، حين أنتهي من القراءة ولا ينتهي الكتاب لا أثني أوراق الكتاب بل اضع اوراق الزيزفون بين الصفحات، كان عطرها يزداد رونقا مع مضي الايام ، تذهب معي الى وسادة النوم وفى الحقيبة والمقعد الدراسي في الصف . كانت الصبايا يتسابقن في معرفة ماركة العطر التي تفوح من هذا الصباح. لك الحق ان تصفع ابتعادي ، ان تلوم قسوة الفراق ، ان تنزف كل هذا العبق من رائحتك المؤثرة وتفكك لي في بوح عطرك ، فيض الشوق. اشتقتك أيضا، يا عطر الزيزفون. مروان عبد العال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

في النكبة تحترق أصابعي كي تكتبك!