كائنات 2
الكائن (الثاني)
سيــرة :
تكتبني تلك الكلمات الشفافة التي لا يراها أحد ولكن يقرأها كل الناس ، ما أجمل أن تسكنك دائرة السيرة بعدها أنت والمطر وشخصية الكائن في شكل بطل ما ! تتوغل في سراديب الروح ، يحاور الزمن ليصنع الغد ، حتى لا يستهلك التاريخ ويجتر الماضي ، متجاوزاً عشوائية الّراهن ، يستمد قدسيته من كونه وطنا يمتشقه الصباح ، من هيبة تجاعيد وجهه الحنطي ، على جبينِه تتلوّى المأساة كخطوط حدوده الهرمه ، لناسه طُهر التراب ولحياتهم اليومية بقايا الرماد . يرتفع كجذع السماء ، ويسافر بعيداً عن اللغة الشائكة والأفكار المهلهلة، كل حلمٍ حي هو نسخة عن وطن بدلْ ضائع ، يشبه خارطة تعلقها طفلة في عنقها ، كل خرائط الجغرافيا لا تصنع وطنا ، على تضاريس الأرض يسير ودون الجغرافيا ، تصير الخرائط نعوة منسية في أدراج النكبة،يس وطنه حين يزوره بإذن مسبق ، تقول الإنسان يعود إلى بيته ولا يزوره البطل يأبى أن يختلس النظر إليه من وراء شريط شائك أو يتسوّل نظرة من شقوق نافذة يكون بيتك حين يكون الباب لك والطريق تكتب عليها بحرية خطاك. لا تتسوّل عاطفة ولا مال ولا سياسة من أحد، البطولة في أن تهزم السجّان لا أن تستجدي تحسين شروط الزنزانة ، وأن تكسر بابها لا أن تطالب بتوسيع النافذة ، نكتب على أبواب " طروادة " سيرة الحرية الممنوعة من التجوّل ، حتى يليق الرمادي لوناً لبذتك العسكرية ، لكن ليس عباءةً لسماء الحرية.
تعليقات
إرسال تعليق