كائنات 7

الكائن(السابع)


الصورة :

النّكبة موسم صيفي ، كرنفال مميت ومقيت لا يكفيها يوم واحد ، للنّكبة أيام وخيام ، للنّكبة أبناء وأخوات وأحفاد أيضا ، في كل دائرة فيها شريط ذكريات وكائنات ، ألبوم صور بالأسود والأبيض دائما ، لا أعرف هكذا هي النّكبة ليست ملونة في مخيلتي أبدا، كأنها صورة سِرداب يعيدك لليلة القبض على الحكاية وقصة السطو على سيرة البطل ، تتعدد أساليب رسم " ألبوم " الصور وإفتعال شكلها المدجّن تشويهاً أما بالعزل أو بالقتل المتسلسل للصورة ، كل حجر يرمى في ماء النكبة لتتسع بعدها دوائر السؤال : من يريد أن يسلبنا صورة البطل؟ ينزعه عنوة من شخصيتنا؟ ذاك الذي حوّل المأساة تحت وطأة النّكبة إلى تحدٍ وتصعيدٍ وثورةٍ، فكان المخيم البطل ، لكثرة ما ألهبه العشق ، أضاع صورته الحقيقية ، صار يكابد كي يستعيدها متأخراً ، يوم ضاعت التُّخوم بين البطولة و" الفهلوة " ، صار المخيم الفائض عن القانون وعن حاجة السوق السياسي وانتهت مدة الصلاحية ، صار مادة إختبار لطرق مبتكرة للإستخدام ، ليصير في ماكينة تصنيع جديدة ، تعصرهُ المعاناة من جديد، أنا الذي وصلتني تلك الصورة على رائحة نعنع بري يداعب زهر الكلام ، اليوم أردت أن أكون فراشة حتى تروق لك مرقصة الحرية ، في زمن البحر ندرك أننا في حالة غرق ، من ينتشّل الزورق؟ في مكان تتربّص فيه العنصرية وتصير فيه الإستغاثة خروج عن اللياقة ، مع ذلك فمِن راحتيه تتدفق أجمل الفراشات أمسك يدك في عتمة ممرٍ " نسبي "، يفضي إلى ضمير وطني " مطلق " ، تقديره الصامت والصريح : " كرامة" ! حتى يظل المخيم خطأ سيادي يتنافى وشروط الضيافة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

في النكبة تحترق أصابعي كي تكتبك!