أحرف على وريقات الغاردينيا


تكتب عن الغاردينيا ؟تمرغ قلمك في حوضها؟ولا تكتب عني؟قالتها بعتاب........وقتها، كنا هناك خلف جدار أصفر يغط كجناح نسر فوق حوض البيت الاخضر. نشهد كل صباح حركة ميلاد و تفتح زهرة الغردينيا.معا نتنفس هواء يعبق بشذاها في جلسة الصباح. رفاقي الذين تجمعوا يوما في ظلالها ، انت و زهرة الفجر البيضاء و قهوة بحبات الهيل لبداية النهار وكوب شاي يرطب عرق اليوم الطويل.قالت : الزهرة تذبل وتصفر .أضفت: ولكن عطرها يزداد أشتعالا ورونقا، فأحتفظ بها أما لموعد اللقاء أو ليوم ميلادك.لاني أحب انفجار الزهر واعلان الربيع بميلاد الينابيع ولا أحب الشموع المطفأة أبدا حتى بمناسبات عيد الميلاد.اكتب لرفيقتي اليانعة في بهو الدار.تضحك بنسيمها العطر كلما رمقتها بنظره،كم تشبهكفالحرب مرت عليها وصبغت خطوطا من كحلها على أهداب وريقاتها الخضراء تستعصي على سرقة روحها وأن غدت أغصانها بلون (الشوكلاته) بنية و داكنة الجذع وكأنما الزمن وضع بين أوراقها خيوط العنكبوت كحاجز يفلت من يراعها و ينزف من جسدها،كم تشبهكوهي لا تقوى على حجب تغريدها ويشتعل شذاها في عينيك كشرارة من أمل.: هل رأيت وردة تقدم أعتذارا ؟حتى لو سقطت من سجل النسيان سهوا ، تبقى تغني للقلب همسة السماح.عقد من زمن صار لي مساحة فرح، تركتها على مفترق الايام، ودائما موصولة بلحظة أسف عابر.عقد من زمن ينادي خلف مفترق الحياه ويعوي شغفا على زاوية حاده.انت زهرة الغاردينيا ، اتوجك ملكة للحرية، سيدة لكل الازهار، : هل للحرية ملكة أيضا؟: لا تستغربي،ملكة تحول الكوفية تاجا، والمخيم حلما والبيت قصرا،وصيفاتها يكرجن كرف حجل على الاسطح الخريفية، كأنما يصنعن عشا من ريش نعام، ويطلقن لحنا سمفونيا يعزف في القلب ذاك الحب السرمدي،وصيفاتك لا يحنين اعناقهن بعد الان، سوى تقليدا لرقة عصافير لطيفه ، تحني رقابها لأجل حبة قمح سقطت من حرجك.يا إمرأة من غردينيا... سأحيك ذاكرتي كرجل من تبر الأحلام وأسراب الحمام و اطرز قفطانك بخيوط من براعم المساء، أكتب لك أحرفا على بقايا وريقات ،أعادها الريح الي. تهاجر مع اللقالق البيضاء ، تبتعد و تغيب ، ثم تحضر شوقا الى بحيرات النهر، وتكبر وتتكاثر ، ويفيض بحضورها عطر شفاف ، سأبقى أبوح بحريتي وأنا أصعد إلى درب الله ، كي أوشحك بشال مرقط ، ما تزال فيه بعض أوراق يابسه وعطر ندي من شجرة الغاردينيا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قلم أخضر

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء