مذ كان اللقاء هناك




ومازل المقهى يتبعني
يفض يده من النزلاء
يحمل معه رطوبة الشاطئ
ويلقي علينا ثوب المساء
يغسل الصخور البحرية من طحالبها
وعلى مدار الساعة يسابقها الغمام
تفر بقطرات دمع مر
ينكسر في أشعة الشمس
وطعم القهوة العربيه ترتعش على صفحة الماء
مثل عصفور أنتشى بفرح جناحيه
وحلق يلامس أحداق السماء
تخط كحل العين على رمش الليل
مازال رنين الصوت يراقصني
مازالت خطوات الظل تتطاردني
مازال البحر يحطم هياكل الاطفال الرمليه
يشهق بالنداء الغامض في ملحنا الأزلي
بحر يفيض بنكهة قبلة
تتبرعم في عتمة تحت رمش العين
يموج كغطاء سري يدثر القلب بأبيضه السرمدي
كي يشعل بيننا الحروف
ويبلل الشفاه برحيق الكلام
مغموسا بزبد الموج
ما زال المقهى خلفي
يلهث على الرصيف
ويتذوق معي نكهة المساء
تجتاحني ابتساحة
تصهل في الاعماق كخيل جامحة
كل الضجر المزمن النائم على غبار سميك
نفض نفسه من نفسي
وأعلن الرحيل كي يشتعل بالآسم المشتعل
نار دافئة معلقة فوق برج يتسامر
مع قطع الغيم التائهة
منارة للسفن
تهتدي لوهجهاحنايا الروح
كي يدلها على نور
في ميناء الخطوات الضائعه
على حدود رمشها ظلال لا تتركني
مستني كوابل من هواء
وطعم
من رحيق طحالب البحر
فمازال هناك
مذ كان اللقاء هناك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء