من سرير الغريبه لمحمود درويش

وقوع الغريب على نفسه في الغريب
واحد نحن فى اثنين
لا اسم لنا
يا غريبة , عند وقوع الغريب على نفسه فى الغريب
لنا حديقتنا خلفنا قوة الظل
فلتظهرى ما تشائين من أرض ليلك
ولتبطئي ما تشائين .
جئنا على عجلٍ من غروب مكانين فى زمنٍ واحد
وبحثنا معا عن عناويننا
فاذهبي خلف ظلك
شرق نشيد الاناشيد
راعية للقطا
تجدى نجمة سكنت موتها فاصعدي جبلا مهملا
تجدي أمس يكمل دورته فى غدي
تجدي أين كنا واين نكون معا
واحد نحن فى اثنين/
فاذهب الى البحر , غرب كتابك
واغطس خفيفا خفيفا كأنك تحمل نفسك
عند الولادة في موجتين
تجد غابة من حشائش مائية وسماءا
من الماء خضراء
فاغطس خفيفا خفيفا
كأنك لا شئ في أي شئ
تجدنا معا !!
واحد نحن في اثنين
ينقصنا أن نرى كيف كنا هنا
يا غريبة
ينفتحان وينغلقان
على ما تشكل من شكلنا
جسدا يختفي ثم يظهر
في جسد يختقي في التباس الثنائية الأبدية
ينقصنا أن نعود الى اثنين
كي نتعانق أكثر
لا اسم لنا يا غريبة
عند وقوع الغريب على نفسه في الغريب!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كنفاني المثقف يستعيد نفسه

قلم أخضر

قراءة انطباعية في رواية جفرا والبحث في البقاء