" سبارتاكوس" يخط على صفحة الشمس
بعد عامينِ، الحكيم في الرّحيلِ، يجولُ بينَ فكرتينِ، شهوةَ المضاجعةِ لوحشٍ في قفصٍ ترصدهُ عيونَ جلادٍ، وشهوةَ الحلمِ في قلبِ حرٍ يسكنهُ شعاعَ الشّمسِ.
تركَ الفارسُ فينا يحمل الشّمسِ إلى القصرِ فينكسرُ الرقمُ، وآخرٌ يحملُ الحرفِ إلى اللغةِ الحالمةِ كإشعاعٍ مضرّجٍ بلونِ الشّفقِ.
ولنا " سبارتاكوس " يصنع لنا وقتاً من عقاربَ الشّمسِ وخيمةٌ من ذكريات.
يحقُّ لك أن تختارَ بين دربَ الآلآمِ أو دربَ الأحلامِ. عندما تكون الحريّة هي إيجازُ الحياةِ وكي يتسنّى لك أن توجزَ حكايتك بكلِّّ بساطةٍ، وتتلو بعضاً من آياتِ البطولةِ علينا في تراتيلٍ أندلسيّةٍ تركتها جحافلَ العربِ. بقايا خيامٍ خلفَ قبابَ القصورِ، وفجيعةَ "ابن زيدون" حين تركَت "ولّادة بنت المستكفي" كلَّ أبناءَ العشقِ خلفَ الأشرطةِ الشائكةِ وهي مازالت تهمسُ في قلوبِنا بجفاءٍ، عمّا نتساءل، ونكتب ونلقي مزاميرَ الكلامِ؟ !
تقرأَ باسمِنا واسمك صهيلٌ بلونِ شقائقَ النّعمانِ، يعلنُ هيجانَ الأقحوانِ، وتوقظ بحنينِك شهوتها الوحشيّة، وهي تسيل بنحيبٍ من دمعاتٍ، تنهمرَ حسرةً فوق جسدَ الأرضِ الخضراء. كانَ ثمنَ الإنعتاقِ من سلاسلَ الذّهبِ بأن يحمل "سبارتاكوس" فوق كتفيه الممرّغتينِ بالترابِ، فأساً من فضّة.
أن تسيرَ على خطَّ الشمسِ، توزّعَ نفسَكَ ظلالاً على حاراتِ الفقراءِ، وخبزاً مريمياً في قفةٍ من قشٍّ على عتباتِ المدنِ. أن تغوصَ في عباب بحرِ الوطنِ شوقاً حتّى الأعماقِ. تحاول أن تهجرَ جرحَكَ المثخنَ بالغربةِ وتملأ صدرَك بالهواءِ
البطولةُ يقابلُها، أن تتناولَ وجبتكَ اليوميةِ وحيداً. أن تسألَ عن عناقٍ حارٍ يذيبَ داخلُكَ الصدأَ الذي "تأكسدَ" بالفراقِ، وتترنّحَ أضلاعُكَ في ثنايا الليلِ، تجري خلفَ اللحظةِ المشتهاةِ، وتستعيرَ من عينيها ومضةً كي ترى وتحلم، والقمرُ يطلُّ متجهّماً لانهماكِ الخيلِ المتعبةِ من سباقِ النهارِ.
أن تصيرَ نقيضاً للألفةِ، وما اللاجئُ سوى الألفة الممنوعة ؟؟ تألفَ المكانَ فيتشتّت فيكَ وتعاشرُ الحياة فتتقطّع أوصالها ولا تألفُكَ. ممنوعٌ من الإقامةِ والسفرِ معاً ، ترتدي جلدَكَ، وتسمّ الذاكرةَ وشماً على مساماتِ وجهكَ، تنقلبُ الأشياء رأساً على عقب. و تمشي الرؤوس فوقَ الأرصفةِ وتحسُّ بقدميكَ تحطانِ على سماءٍ ترتعشُ بالاضطرابِ. وتتبلّلُ قامتكَ برطوبةِ الصّفيحِ حيناً وتتضرجُ بالدمِ أحياناً، فقد علقت في باطنِ خفّيكَ، أشواكَ الطّرقاتِ وهي تنتظرُ عودةَ الإخوةِ إلى الماءِ الدّاكنِ في بئرِ " يوسفَ".
إرفع سيفَكَ المسبل على أجفانِ الحروبِ، واغمدهُ في عنقِ الجذعِ العتيقِ المتثاقلِ من الأصفادِ التي دونت على قشورِها النّاتئةِ، تاريخَ عبودِيتِكَ. حتّى لا يسرح الذئبُ مع النّعاج، "سبارتاكوس" قرَرَ أن يكتبَ صفحة بيضاء من الشّمس ويقدّمها هدية للحبقِ المنتصبِ عطراً في باحةِ البيتِ .
كُن عاشقاً أيها البطلُ.. تلملمُ صورتكَ في صحنٍ إحتوى حليباً للأطفالِ، وزّعتهُ وكالة الغوثِ عندَ الفجرِ على طوابيرَ الجياعِ، وتسرق لحديقةِ أزهارِكَ البنفسجيّة حفنةً من نورِ الفجرِ، تزرعَهُ كنبتةِ مردقوشٍ في جرنِ الشّوقِ، زينةً صباحيةً في صدرِ السفرِ. وتنثر عبيرا ً يغازلُ غيمةً شاحبةً تتسلّلُ في المساءِ.
كُن عاشقاً وبطلاً، حتّى تُكتبَ القصائدَ بلا قافيةٍ، وتستجدي حرفاً مغمساً بقطرةِ عسلٍ يسبقُ مرارة َ قهوةَ الصّباحِ، و تستجدي رسالةَ حبيبٍ، تقتحمُ صندوقَ بريدكَ الفارغ . وترشُّ كمشة من قمحِك الذّهبي على حافةِ النافذةِ كي تزورك حمامة زرقاء. ويزقزق جذلاً عصفورَ الصّباحِ متجوّلاً في زوايا القلبِ.
تكون" سبارتاكوس" لحظةَ أن تحاكي بآهاتِكَ أوراقَ زهرَ الحنونِ، الموزّع كوشاحٍ بطوليٍّ على صدرِ الربيعِ، فيقطّرُ من القلبِ بصرخةٍ حمراءَ تستجيبُ ولعاً للنداءِ المجلجلِ بالغضبِ، حتّى تهزمَ العبوديةَ فيكَ، ستدفع طوعاً وسلفاً ثمنَ الحريةِ، وكيل لا تغادرَ الغزلانِ ساحات صدركَ، وتصابُ بهلوسةِ الحلمِ بلا حدود، فما برحَ النّقاء الأبديُّ فيكَ مثل فضيحةٍ معتوهة، توزّعُها بلحاً صحراوياً بطعمَ العذوبةِ. يصيرُ عدوكَ الوقت، فتهديني الوقت المفتوح على سعةِ المدى، وعطر من اختلاجِ الروحِ وهي تسبقني بجرسٍ يقرعُ فوقَ عتبةِ البابِ...
في كلِّ مخيمٍ خطَّ "سبارتاكوس" على صفحةِ الشمسِ: إنَّ ضريبةَ البطولةِ بأن لا تبقى خارجَ الوقتِ، عبداً للوقتِ، مستسلماً لحصارهِ القسري، الحرية أن تحسنَ الدّخولِ في الوقتِ، بلا تصريحٍ مسبقٍ وإذنٍ من السلطانِ وتخطفه ولا يخطفكَ، تقاومُ الوقتَ بصولجانِ الوقتِ وفي ذاتِ الوقتِ، تعشقَ رغمَ الوقتِ.
مروان عبد العال
الثلاثاء 09-11-10
ردحذفبعض النقاط التي استوقفتني عندالعمل الادبي الجديد للكاتب والروائي الفلسطيني
مروان عبد العال
سبارتاكوس يخط على صفحة الشمس
(الثورة تخط على صفحة الحرية)
ليس مصادفا انني اخترت هذا العنوان لقصة الكاتب والروائي الفلسطيني مروان عبد العال
فسبارتاكوس ذلك العبد الذي بات اسمه في الادبيات رمزا للثورة بعد دحره للرومان,والشمس رمزا للحريه.هذا بنسبة للعنوان
بعدها ولجت الي النص بنهم كعادتي لابحث عن المميز والاستثناء الذي عودنا عليه كاتبنا مروان عبد العال.وكعادته استعمل الاسلوب البسيط الغني بالوصف والتشبيه والذ يجعل من النص لوحة فنيه متناغمه.لقد ذكرني اسلوب الكاتب في هذا العمل بالروائي الفلسطيني اميل حبيبي وعمله الادبي الراقي السداسيه.
مبنى القصه:(سبارتاكوس يخط على صفحة الشمس)
• مزج التراثين العربي والغربي بين ثورة وتحدي سباتاكوس
والمخيم
• توظيف الاسطورة للتدليل على واقع اوللترميز.
• استغنائه عن المبنى التقليدي للقصه القصيرة تحاول تصور انعكاس تدمير المخيم وتاثيرة على سكانه في الخارج والداخل والتحدي والمقاومه.
• الاسترجاع والتذكر داخل التذكر.
• مزجه في العمل العديد من الاشكال القصصيه, كالرواية التاريخيه والسيرة الذاتيه
• فرادة اللغه الكاتب لغه خاصة به تمتح من التراث لكنها تضيف عليه مازجا القديم والحديث مما يزيد النص جماليه خاصه.
• استعمال العناصر الفنيه كالجناس ,التكرار, , ,ايقاع الجمله ,الصوره الكريكاتوريه. الوصف والتشبيه
• وجود الراوي مما يزيد من انسيابية العمل الفني.
• اضف الى ذلك اللوحة الفنية المرافقه لاعمال كاتينا
• تسخير الحواس في العمل الادبي وهذا ما يميز الاستاذ عبد العال بنسبة لي وهو ليس مصادفه وذلك ليست مصادفه فمروان عبد العال ايضا صاحب ريشة محترفه وهذا ما يظهر باعماله الادبيه.مما يزيدمن انسنة العمل.
• استعمال الكاتب لازمنه مختلفه.فتارتا يخذنا بحنينه الى ماض وتارتا يحي فينا حاضر وتارتا نعيش معه امل المستقبل.
• انسنة المخيم واعطائه بطولة العمل الادبي
ومهما كتبت فلا افي كاتبنا الكبير حقه. فمروان عبد العال ظاهرة ادبية يحق للنقاد والمحللين والقراء ان ينصبوا على دراسة اعماله وانصافه على مستوى الادب العربي الحديث في فن الرواية والقصه القصيرة.
الى الامام يا استاذ مروان
والى اعمالا جديدة مزهرة كما عودتنا
الثلاثاء 09-11-10
ردحذفبعض النقاط التي استوقفتني عندالعمل الادبي الجديد للكاتب والروائي الفلسطيني
مروان عبد العال
سبارتاكوس يخط على صفحة الشمس
(الثورة تخط على صفحة الحرية)
ليس مصادفا انني اخترت هذا العنوان لقصة الكاتب والروائي الفلسطيني مروان عبد العال
فسبارتاكوس ذلك العبد الذي بات اسمه في الادبيات رمزا للثورة بعد دحره للرومان,والشمس رمزا للحريه.هذا بنسبة للعنوان
بعدها ولجت الي النص بنهم كعادتي لابحث عن المميز والاستثناء الذي عودنا عليه كاتبنا مروان عبد العال.وكعادته استعمل الاسلوب البسيط الغني بالوصف والتشبيه والذ يجعل من النص لوحة فنيه متناغمه.لقد ذكرني اسلوب الكاتب في هذا العمل بالروائي الفلسطيني اميل حبيبي وعمله الادبي الراقي السداسيه.
مبنى القصه:(سبارتاكوس يخط على صفحة الشمس)
• مزج التراثين العربي والغربي بين ثورة وتحدي سباتاكوس
والمخيم
• توظيف الاسطورة للتدليل على واقع اوللترميز.
• استغنائه عن المبنى التقليدي للقصه القصيرة تحاول تصور انعكاس تدمير المخيم وتاثيرة على سكانه في الخارج والداخل والتحدي والمقاومه.
• الاسترجاع والتذكر داخل التذكر.
• مزجه في العمل العديد من الاشكال القصصيه, كالرواية التاريخيه والسيرة الذاتيه
• فرادة اللغه الكاتب لغه خاصة به تمتح من التراث لكنها تضيف عليه مازجا القديم والحديث مما يزيد النص جماليه خاصه.
• استعمال العناصر الفنيه كالجناس ,التكرار, , ,ايقاع الجمله ,الصوره الكريكاتوريه. الوصف والتشبيه
• وجود الراوي مما يزيد من انسيابية العمل الفني.
• اضف الى ذلك اللوحة الفنية المرافقه لاعمال كاتينا
• تسخير الحواس في العمل الادبي وهذا ما يميز الاستاذ عبد العال بنسبة لي وهو ليس مصادفه وذلك ليست مصادفه فمروان عبد العال ايضا صاحب ريشة محترفه وهذا ما يظهر باعماله الادبيه.مما يزيدمن انسنة العمل.
• استعمال الكاتب لازمنه مختلفه.فتارتا يخذنا بحنينه الى ماض وتارتا يحي فينا حاضر وتارتا نعيش معه امل المستقبل.
• انسنة المخيم واعطائه بطولة العمل الادبي
ومهما كتبت فلا افي كاتبنا الكبير حقه. فمروان عبد العال ظاهرة ادبية يحق للنقاد والمحللين والقراء ان ينصبوا على دراسة اعماله وانصافه على مستوى الادب العربي الحديث في فن الرواية والقصه القصيرة.
الى الامام يا استاذ مروان
والى اعمالا جديدة مزهرة كما عودتنا
آن أوان الورد للدّخول في عتبات الرّبيع المزهر القادم لقناق الرّوح الّتي تآلفت مع الحرّيّةِ دمعاً ودماً
ردحذف